لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"أكذوبة دمها" سبب رواجها.. حكاية مبادرة لحماية السلحفاة البحرية من الانقراض

11:21 م الأربعاء 24 أغسطس 2022

هشام مرسي وابنه إبراهيم

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هبة خميس:

في السوق، بينما كان يتجول الطفل "إبراهيم هاشم" صاحب الثمانية أعوام لمح بائع الأسماك في مدينته بورسعيد يبيع سلحفاه بحرية، علم الطفل أن السلحفاه مكانها ليس في السوق للبيع ليتخذ صورة ويرسلها لوالده "هاشم مرسي" ويتم عمل بلاغ بما حدث، حيث تواصل الوالد مع مدير محمية "أشتوم" وأرسل له الصور كي يتحرك دكتور "رشاد" ويطلق السلحفاه في البحر مكانها الطبيعي.

بالنسبة للطفل لم يكن ذلك موقفاً جديداً عليه حيث اعتاد والده "هشام مرسي" أن يصطحبه لإنقاذ الترس البحرية منذ صغره.

"في خلال العشر سنين اللي فاتوا أنقذنا حوالي عشرين ترسة بحرية، وكنت لما بشوفها بتتباع في السوق بوعي الصياد بأنها ممنوع صيدها"، لا يكتفي "مرسي"بجهوده في التوعية فقط، ليبدأ التعاون مع المحمية وكلية علوم البحار، فالترسة البحرية منها أنواع مهددة بخطر الانقراض، وهي تتغذى على قناديل البحر وتساهم في تقليل عددها.

"في خلال فترة طويلة قدرنا نحد من الظاهرة دي في بورسعيد، وكانوا محلات السمك بتجيبها لنا، لكن للأسف ما زال بيعها بيتم بشكل علني وطبيعي".

يرى "مرسي" أن ذلك العام لاستضافة مصر لمؤتمر المناخ 2022 يجب علينا أن ننشر التوعية بالمناخ والحفاظ على البيئة بشكل أفضل، وبسبب اعتياد ابنه منذ صغره على انقاذ الترسة اعتبر الطفل أن مكانها الطبيعي ليس في الأسواق ليتخذ موقفاً على الفور.

"كان عمره سنتين وكنا بنجيب الترس من البياعين ونحطها في البانيو يومين علشان نأهلها لنزول البحر من تاني، وعادة بيع الترسة دي للأسف المصريين خدوها من اليونانيين وما زالت موجودة".

يرى دكتور "حسين رشاد" مدير محمية أشتوم الجميل في محافظة بورسعيد، أن السبب الرئيسي وراء شراء السلاحف البحرية بسبب الشائعات التي تتحدث عن دمها باعتباره منشط جنسي ويزيد الخصوبة للسيدات اللائي يرغبن في الحمل.

"من ضمن جهودنا في المحمية، هو حملات التوعية،الناس متعرفش إن دة حرام شرعاً، وإنه بمجرد معرفتهم دة بيقلل العادات الضارة دي".

يتواجد في مصر ثلاث أنواع من السلاحف البحرية، أكثرهما انتشاراً الخضرا والمهددة بخطر الانقراض ودور المحميات الموجودة على الساحل البحري لمصر، هو الحفاظ على السلاحف البحرية المهددة بالانقراض وحمايتها من التجار والصيادين.

بالرغم من الجهود المتواصلة لحماية السلاحف البحرية إلا أنها ما زالت تباع حتى الآن في الأسواق، وبالتنسيق مع وزارة الداخلية يتعامل "رشاد" بقانون الضبطية القضائية مع الباعة الذين يعاندون فكرة بيعها.

"من تاريخ إنشاء المحمية في التمانينات لحد دلوقتي المحمية أنقذت مئات السلاحف،ومن سنة 2018 استلمنا رقع بتوضع للسلاحف برقمها وبلدها ونوعها وحتى الأن رقمنا 18 سلحفاه".

تتعامل المحمية في أكثر من مدينة، فحينما يصل بلاغ إليها يتجه الدكتور"رشاد" للمكان الموجود به الترسة مع استلامها ومعالجتها بالاشتراك مع معهد علوم البحار حتى إطلاقها للبحر المتوسط ثانية.

"جهود التوعية مستمرة وبتوصل للصغار قبل الكبار، لأن ده دورنا يعرفوا من الصغر إن السلاحف مكانها البحر زي الطفل إبراهيم اللي لما شاف سلحفاة بتتباع بلغ باباه لأنه مدرك ان دة مش مكانها في السوق".

فيديو قد يعجبك: