«تهنئة متبادلة» بين مسلمي شبرا ومسيحييها.. تتبدل اللافتة والمحبة واحدة

كتب وتصوير- عبدالله عويس:

تتبدل اللافتة والمحبة واحدة. تختلف الصيغة وتتوافق التهنئة بتعدد المناسبات. هذه رسالة على أبواب كنيسة، من أسرة مسلمة تهنئ المسيحيين بعيد الميلاد، وهذه تهنئة أخرى من الكنسية لعموم المسلمين. فعل أساسه المودة و«الجيرة» الطيبة، له أعوام طويلة وإن اختلفت تفاصيل التهنئة بالأعياد الدينية، في مشهد صار معتادا ومألوفا.

داخل أحد شوارع شبرا الخيمة، وقبل أيام من عيد الميلاد المجيد الماضي، وإلى جوار إحدى الكنائس، كانت لافتة معلقة يراها الجميع، مدون عليها «الحاج مصطفى عبد الحفيظ وإخوته يهنئون الإخوة الأقباط بعيد الميلاد المجيد» وهي لافتة تتبدل مع كل عيد ميلاد منذ فترة باختلاف الصيغة أحيانا.

وقبل أيام من عيد الأضحى لعام ٢٠٢٢ فإن لافتة أخرى وضعت في نفس المكان، لكنها هذه المرة من الكنيسة الإنجيلية بشبرا الخيمة، تهنئ الأمة الإسلامية بحلول عيد الأضحى المبارك، وبها عبارة «كل عام وأنتم بخير» ويتوقف أحيانا أمامها المارة لالتقاط صورة، أو قراءة العبارة.

كان يوسف جاد أحد الغرباء عن تلك المنطقة. وصل الشاب لإنهاء بعض المعاملات التجارية بأحد المحال، وحين انصرف عائدا إلى منزله استوقفته اللافتة، لا لأن عبارتها مميزة، أو أن التهنئة مختلفة، لكن لأنه تذكر اللافتة الأخرى التي سبقتها قبل عيد الميلاد: «المودة والمحبة بيننا في هذا المجتمع كبيرة، لا فرق بين مواطن وآخر، ورأيت عبارات كثيرة مثل هذه من قبل، لكن وجودها في المكان نفسه كان مثيرا لبعض الأسئلة».

كانت الإجابة على تساؤلات الشاب، على لسان أحد رجال المنطقة. منذ سنوات ومصطفى عبد الحفيظ يضع لافتة في المكان لتهنئة المسيحين، فيبادلونه اللافتة بلافتة والمحبة بأخرى. ولأنهم جيران فقد بات الأمر شبه عادة مستمرة: «العلاقة بيننا طيبة لأبعد الحدود، نحن شعب واحد وتحكمنا قوانين واحدة» يقول الرجل.