"احتفالات لـ 40 يوم".. عادات حجاج من الصعيد بعد عودتهم من الحج
كتب- محمد مهدي:
يتمنى المرء على مدار عمره الحصول على فرصة لأداء فريضة الحج في السعودية، لذلك عندما يتحقق الحلم الجميل يحتفل البعض بطريقته الخاصة عند العودة إلى بلاده وخاصة في جنوب مصر، وفقا لعيد السلواوي، أحد أشهر الفنانين المتخصصين في رسومات الحج على جدار بيوت الحجاج "الناس بيكلمونا عشان نروح نعمل رسوماتنا على الحيطان ونبقى في استقبال الحجاج" يذكرها في حديثه لمصراوي.
يعمل السلواوي منذ عقود طويلة في تلك المهنة، مر عليه العديد من التغيرات خاصة في فترة كورونا اللعينة "الدنيا وقفت بس خلاص فترة وعدت، والأمور بدأت ترجع زي الأول" من أجل ذلك تلقى العديد من الطلبات من أهالي الحجاج في أسوان لإظهار فنه على جدران منازلهم "هبدأ شغل تاني يوم العيد، وهيكون قدامنا وقت كافي قبل رجوع الحجاج" مؤكدا لمصراوي أن فرحة الحاج تكون كبيرة "لما يشوف الرسومات على بيته".
ويدرك السلواوي جيدا أن رسومات الحج على بيوت الحجاج هي إحدى العادات التي يحرص عليها أبناء مصر وخاصة في الصعيد وهو ما يدفعه إلى إظهار أفضل ما لديه خلال عمله "بنرسم مناسك الحج والكعبة والوقوف على جبل عرفات" ينهمك لساعات طويلة على مدار يوم "أو يومين بالكتير عشان نكون خلصنا جميع الأشكال اللي عايزين نعملها" ويترك لهم الأهالي المساحة لإطلاق العنان لهم دون تقيد بطلب معين "هما واثقين إننا هنرسم أفضل حاجة".
خلال التجربة يعايش ابنه طه استعدادات لمزيد من الاحتفالات الخاصة بالحجاج "احنا عندنا لازم نحتفل بالحاج لمدة 40 يوم، الناس بتتبارك بيه في الفترة دي وبيتمنوا قرُبه ودعواته الطيبة" ويحرص الشاب العشريني على استقبال هو والده الحجاج لرؤية أعمالهما على جدران بيته "وبنكون أول ناس بيدعلنا الحاج أول ما بيشوف بيته وبيعجبه الرسومات" منوها إلى التطور الذي جرى في جرافيتي الحج "الأول كان جدودنا يسمعوا الحكايات ويرسموها لكن دلوقتي بنشوف الشعائر على التلفزيون وبننقل أفضل المشاهد على البيوت".
يؤكد طه أن هناك الكثير من العادات التي يهتم بها الحاج وأسرته وجيرانه عقب عودته مباشرة "العائلة بتعمل عزومة كبيرة احتفالا بوصوله، ثم بعدها الجيران بيعملوا ليلة كبيرة عشان يباركوله" ثم يقوم الحاج نفسه بإقامة وليمة عامرة بكل ما طاب من الطعام واستقبال المهنئين من كل مكان "وبيكون فيه إنشاد ديني ومديح، وأحيانا تحطيب- اللعب بالعصا- ومزمار بلدي على حسب طبيعة كل منطقة".
لا تتوقف الأمور عند تلك المرحلة، فرحلة الحج عظيمة ويرغب البعض في أن تصبح ذكرى لا تنسى "في أكتر من مكان زي دراو مثلا بيكون فيه نظام القافلة، بتطوف بالحاج نفسه جوه كل مكان في البلد، وبيقعد في كل جامع والناس تسمع حكاياته في مكة والمدينة المنورة" يظل الحاج على تلك الحالة لنحو 40 يوما من الانتقال والاحتفال ورفع يديه إلى السماء ليدعو إلى الجميع كعادة محببة لديهم.
ويرى طه أن الخطوة الأهم هي رسومات الحج لأنها تبقى خالد على واجهات البيوت "واحنا بكون حريصين على استخدام خامات تطول عمر الرسومات لأكبر وقت ممكن" منوها إلى خبرة والده الكبيرة لسنوات طويلة في هذا المجال والتطوير المستمر للمهنة باستخدام مواد مختلفة وجيدة تحتفظ بالألوان والجداريات لأعوام عديدة " ورغم ذلك لا يطالبون بأجور كبيرة "مش بندقق في الفلوس، لأن مصاريف الحج غليت على الناس" متمنيا أن يحظى والده ذات مرة بزيارة بيت الله الحرام ليعيش التجربة التي طالما قام برسمها للحجاج.
فيديو قد يعجبك: