لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بعد فرض 20 جنيه رسوم.. كيف يقضي المواطنون نزهتهم في ممشى أهل مصر؟

11:50 ص السبت 23 يوليو 2022

كتبت-مروة محى الدين:

على ممشى أهل مصر بكورنيش النيل الممتد من كوبري إمبابة حتى كوبري 15 مايو، اكتظت الساحات الخارجية بالأُسر المصرية، البعض يجلس على المقاعد العلوية المتراصة، يتشاركون الأحاديث، وآخرين يلتقطون الصور، ومظهر النيل في الخلفية، فيما تلاطفهم نسمات هوائه.

هكذا أصبحت نزهة المواطنين في الجزء العلوي للممشى، عقب فرض رسوم 20 جنيه حالت بينهم وبين التنزه داخل الممشى.

على أحد المقاعد العلوية للممشى كانت إسراء وخالتها في انتظار وصول باقي العائلة، لقضاء وقت ممتع على الكورنيش كما اعتادوا، من قبل كانوا يدخلون الممشى مُحمّلين بوجبات الطعام والشراب، لكن هذه المرة لم يتمكنوا من دخول المنطقة السفلية "لو كل واحد جايب أسرته هيدفع كام عشان يتمشى بس"، تقول رضا، الخالة.

وكانت وزارة الإسكان والمرافق قررت فرض رسوم لدخول الممشى بقيمة 20 جنيها، وذلك بعد افتتاحه للجمهور ما أثار جدلا واسعا، وتم تنفيذ المرحلة الأولى من الممشى بطول 1.8 كم، تمتد من كوبري 15 مايو، والتي ضمت 1962 محل بمساحات مختلفة وكافتيريات ومطاعم وجراجات وخدمات ومنافذ بيع.

كانت تكلفة الفسحة على قدر وسائل النقل بالنسبة لإسراء وأسرتها "رقم بسيط كنا بندفعه"، لكن مع الزيادة الجديدة بات الوضع أسوأ "لو أسرة 5 أفراد مستحيل تنزل تحت وتدفع 100 جنيه، غير الحلويات".

منذ أن افتتح ممشى أهل مصر، جذب إسراء وأسرتها، أصبح ضمن المنتزهات التي يترددون عليها، لقربه من سكنهم في التحرير، كما أن المكان بالنسبة إلى إسراء يدفعها إلى التقاط صور مميزة، على نقيض الأماكن الأخرى، تحتاج أن تدخر من مصروفها اليومي، حتى تقضي وقتا مع زملائها.

وترى رضا، صاحبة الـ 37 عاما أن المنطقة السفلية للممشى آمنة أكثر من العلوية، هذا ما منعهم من اصطحاب أطفال "دي مسؤولية"، لكن تحاول الأسرة إسعاد نفسها.

"لو نزلت تحت هل في قعدات زي كده؟"، هذا ما شَغَل رشا، إحدى الجالسات بجوار الكورنيش، بعد علمها بسعر التذكرة، أم ستضطر إلى الدخول لإحدى الكافيهات، حتى تحصل على نزهة كاملة، تقول الشابة متسائلة.

ولأن كورنيش النيل من الأماكن المحببة إلى قلبها، عزمت السيدة على المجيء مع زوجها وطفلهما الصغير يلعب بينهما من منطقة الوراق "احنا بنخرج كتير على الكورنيش بس مش بندفع تذكرة، الكورنيش كان ببلاش"، تحكي لمصراوي.

كورنيش النيل بمثابة المتنفس الوحيد لعوض أبو زيد، اعتاد الرجل الستيني على الخروج من منزله في شبرا يوميا، متجها إلى الممشى، من الساعة السادسة مساءً حتى الواحدة صباحًا، لينسى همومه بعد الانتهاء من عمله كنجار مسلح.

مع تكرار تواجده، صار يحضر مواقف طريفة بين الأزواج أثناء الفسحة تعبر عن ضغوط الحياة "زوجة طلبت من زوجها يجيبلها حاجة ساقعة قالها ما أنتي معاكي المياه الساقعة"، والضحك يعلو وجهه.

وعلى بعد أمتار من عوض، ارتسمت الضحكات على وجه عبد المهيمن أثناء التقاط صور مع شقيقته ووالدته، خارج الممشى بعد أن أنهوا مشوار فحص والدته لدى الطبيب.

وقبل العودة إلى مسكنهم في منطقة الجبل الأصفر، كانت الأسرة على مقربة من الممشى فاقترح الشاب الثلاثيني عليهم للوقوف عليه وأخذ قسطا من الراحة والاستمتاع بهواء النيل.

قبل الرسوم كان يحضر زوجته وأبنائه للتنزه، لكن تغيرت خطته، يعمل الشاب في الأعمال الحرة، لديه ثلاثة أبناء يقول لمصراوي "أنا لو عملت 100 جنيه في اليوم.. هدفعهم للممشى؟"، كما أن الأطفال لديهم متطلبات أخرى.

في الأيام العادية يستعيض عبد المهيمن عن الخروجات التي تكلفه ميزانية كبيرة بنزهة الأطفال على دراجته البخارية، يشتري لهم الحلوى، حتى يدخل السعادة إلى قلوبهم، آملا أن تنخفض سعر التذكرة لتكون مناسبة.

في المقابل فازدحام الساحة الخارجية لممشى أهل مصر عن قبل جاء ليخدم مصلحة إسحاق جاد، بائع شاي وقهوة، إلا أن نبأ فرض رسوم أحزنه بشدة، يقول لموقع مصراوي " في ناس شبهي كتير بس بنقول لو عوزنا نفسح ولادنا هندفع عشان نفسحهم مش مشكلة" ورغم عمله اليومي في المكان لكن "ملحقتش افسح ولادي هنا على الممشى لسة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان