كيف تنتج فيلمًا مصريًا على طريقة محمود المليجي؟
كتبت-رنا الجميعي:
اليوم تمر ذكرى وفاة الفنان محمود المليجي الـ39، حيث توفي الملقب بـ"شرير الشاشة المصرية" عام 1983، عن عمر يناهز الـ73 عامًا بعد عمر طويل قضاه في حب السينما.
للمليجي وجوه عديدة بجانب كونه ممثل، فقد أسس شركة إنتاج عام 1947، بعد أكثر من عقد على بدايات تمثيله، جاء القرار نتيجة شعوره بوجود مشكلات تتعرض لها السينما المصرية، بحسب ما قاله في حوار مع الإعلامي طارق حبيب، ذكر فيه "وقولت بخبرتي إني أتلافى الأخطاء وأعمل فيلم كنموذج جديد"، قالها المليجي بنبرة تمتلأ تواضعًا، ولم يذكرها من باب التفاخر.
بالفعل أسس المليجي شركة إنتاج عام 1947، كان اسمها "أفلام النجم الفضي"، ويذكر الموقع الخاص بأرشيف السينما المصرية "سينما دوت كوم"، أن شركة النجم الفضي كانت شركة إنتاج وتوزيع، وأنتج من خلالها عدة أفلام، منها الأم القاتلة، سوق السلاح، أبو الليل، وفيلم "ألو أنا القطة" عام 1975 الذي قام ببطولته نور الشريف وعادل إمام وبوسي.
لكن بحسب حديث المليجي في حواره التلفزيوني، فإن أول أفلامه كان "المغامر"، وأنتج الفيلم عام 1948 بحسب "السينما دوت كوم"، وكُتب على أفيش الفيلم "أول دراما بوليسية اجتماعية مصرية"، ويحكي الفيلم قصة شاب صار عضوًا في عصابة، حتى يقع في حب فتاة تحاول قدر المستطاع تقويم خلقه، لكنه يضطر لمواجهة العصابة بسبب ذلك.
كان الفيلم من إخراج حسن رضا، واشترك المليجي في السيناريو والحوار برفقة علي الزرقاني، كما اشترك في التمثيل بجانب علوية جميل وسامية جمال واستيفان روستي وفريد شوقي.
بحسب "السينما دوت كوم" لم ينتج المليجي سوى أفلام قليلة تعد على أصابع اليد الواحدة، لكن بجانب ذلك يتضح في حواره التلفزيوني قلقه على السينما المصرية في ذلك الوقت، ذلك القلق الذي دفعه لتأسيس شركة إنتاج، وسأله طارق حبيب حينها عن رؤيته لصناعة فيلم مصري خالص.
امتلك المليجي ملاحظات عدة، ووجهة نظر كوّنها عبر خبرته السينمائية، فقد كان يقوم بتمثيل أربع أفلام في السنة الواحدة، جاءت أول نصيحة على لسانه "أولًا بنقول الفيلم المصري لازم يكون فيه الروح المصرية، من قصة وبيئة وموسيقى وكل العناصر السينمائية"، بالإضافة إلى الجوانب المادية "وميكونش في نقص مادي تفاديًا للخسارة".
وأكد أيضًا على اختيار الشخصيات المناسبة للفيلم السينمائي "لابد تكون اختيارات سليمة، كل واحد مناسب للموقع بتاعه، وكمان سنه مناسب للدور"، ولم يغفل المليجي عن أهمية الالتزام بالمواعيد والأمانة في الأداء.
وحذر المليجي من اختيار أعمال أجنبية بعيدة تمامًا عن الثقافة المصرية "المشكلة إن احنا بناخد الفيلم الأجنبي زي ماهو ونعمله بنفس الشكل"، مؤكدًا على رفضه صناعة فيلم مصري يحاكي العمل الأجنبي في كل تفاصيله "بيطلع عايم والجمهور ميحسش بيه".
وتوفي المليجي خلال عمله في فيلم "أيوب"، يروي قصة الوفاة عمر الشريف بطل الفيلم في إحدى اللقاءات التلفزيونية؛ قدم عمر الشريف في موعد التصوير في العاشرة صباحًا، ولم يأت أحدًا من طاقم العمل بعد، سوى المليجي الذي جاء بعده، فقال له الشريف مُندهشًا "انت بس اللي جيت يا أستاذ محمود، مع إنك كنت بتشتغل طول الليل، ده حتى العمال مجوش لسة، وفي لحظة لقيت السر الإلهي بيطلع، راح على طول".
فيديو قد يعجبك: