لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بين زهايمر ودار مسنين.. "مباراة الأيام الأخيرة" في حياة "الحريف"

04:00 م الأربعاء 09 مارس 2022

سعيد الحافي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمود عبدالرحمن:

داخل دار رعاية بمنطقة المهندسين بالجيزة، قضى سعيد الحافي، أشهر لاعب "كرة شراب" في مصر، أيامه الأخيرة، بعد وفاة شقيقته أمنية، التي كانت تتولى رعايته، بقرار من نيابة قسم إمبابة لشئون الأسرة.

في بداية الألفينات أصيب نجم كرة الشارع في السبعينات والثمانينات، بجلطة دماغية أثرت على حركته وتوازنه، وتركت آثارها على ذاكرته، ليصاب بمرض الزهايمر، "كان بينسى كل حاجة ماعدا ذكرياته مع كرة القدم وخالتي أمنية"، يقول ابن شقيقته الثانية، محمد السيد.

الصورة الأولى"لما خالتي أمنيه اللي كان عايش معها ماتت بقي قاعد في البيت لوحده"، يحكي محمد السيد، الذي تولى الوصاية على خاله في أخر أيامه، فبعد وفاة شقيقته، ظل سعيد فتحي الشهير بـ"الحافي"، بمنزله بمدنية العمال بمنطقة إمبابة بالجيزة، ومع تدهور صحته، قرر ابن شقيقته نقله ليعيش مع أسرته في شقته بمنطقة العجوزة.

لكن "الحافي" لم يستطع تجاوز الأزمة، التي كانت الأصعب في حياته، كما يصفها ابن شقيقته: "كان متعلق بخالتي جدا كانت ليه أم وأخت وأب وهي الوصية عليه"، وانعكس فقدان شقيقته أمنية على حالته الصحية، التي بدأت تتدهور تدريجيا خلال الفترة الأخيرة، "كان دائما على لسانه أختي فين وطول الليل سهران مش بينام".

الصورة الثالثةومع تزايد تدهور حالته الصحية، اقترح الطبيب المشرف على علاجه، نقله إلى دار رعاية المسنين، لعله يجد من يرافقه ويتحدث معه، هو ما استجاب له ابن شقيقته، الذي كان يحرص على زيارته.

4 شهور قضاها سعيد الحافي داخل أروقة دار الرعاية، كان يقضي أغلب وقته أمام التلفزيون لمشاهدة مباريات كرة القدم، سواء المحلية أو الدولية أو الجلوس مع بعض النزلاء بالدار، بحسب ريمون شكري مدير الدار.

الصورة الرابعة"أول ما جه الدار طلب أن نشغل ليه كل المباريات"، يقول ريمون، كان يعلق على المباراة التي يشاهدها ويتحدث عنها مع الزملاء، وكأنه محلل رياضي، خلال فترة إقامته بالدار لم يظهر عليه أي تعب مفاجئ، وكان الممرض يتابع حالته الصحية، كغيره من نزلاء الدار، من خلال قياس السكر والضغط.

الصورة الخامسةداخل غرفته وبجوار سريره حرص سعيد الحافي، على وضع الكؤوس والميداليات التي تحمل اسمه، وتسلمها خلال مشواره الكروي، لتكون برفقته: "كان كل حكاياته مع النزلاء عن الكورة"، يقول مدير الدار، الذي سلم آخر ما تبقى من ذكرياته إلى ابن شقيقته.

الصورة السادسة"كان محبوب وبيحب الضحك والهزار مع كل الناس، وكلنا زعلانين عليه"، تقولها إحدى النزيلات، التي تدعو له بالرحمة والمغفرة، مؤكدة أن فيلم "الحريف"، للمخرج محمد خان سيظل يخلد قصة رغم وفاته أحد أمهر لاعبي كرة الشوارع في مصر.

فيديو قد يعجبك: