بين جيلين.. ذكريات مُشجعي المنتخب مع الصعود لكأس العالم من الاستاد
كتبت- شروق غنيم:
الصورة الرئيسية- أسامة عبدالنبي:
دقائق تبقت على حُلم المصريين بالصعود للمرة الرابعة في تاريخهم إلى المونديال. لحظة انتظرتها أجيال مختلفة، يتمنون رؤية علم بلادهم يُرفع في الحدث الكروي الأبرز، ورغم الفجوات التي تخللت عودة مصر إلى صفوف كأس العالم، إلا أن من عايش اللحظة يتمسك بالأمل، يعرف بأن لا بديل عن التفاؤل حتى اللحظة الأخيرة، مثلما حدث في الدورة السابقة.
وتتجه أنظار المصريين للقاء الإياب، إذ ينتظر منتخب مصر مواجهة هامة، أمام منتخب السنغال، في إياب تصفيات القارة الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2022، والمقرر إقامته في قطر. سهّل الفريق الوطني نسبيًا من مهمته، إذ حقق الفوز ذهابًا على ملعبه في ستاد القاهرة بهدف دون رد.
لا يزال يتذكر محمد جمال اللحظات الأخيرة من لقاء مصر والكونغو في أكتوبر عام 2017، حالة من الإحباط تسللت إلى نفوس الجماهير، إذ بعدما اقتربوا من حسم موقف التأهل للمونديال، باغتهم منتخب الكونغو بهدف في الدقائق القاتلة، الحزن يغزو صفوف الجماهير، بالبعض يبكي بشدّة، بينما يهمس أحد أصدقاء الشاب العشريني ويخبره بأنه "خلاص كدة، أنا همشي".
بينما يحاول جمال إقناع صديقه باستمرار التواجد لدعم المنتخب، قاطعه هتاف عريض من الجماهير الحاضرة في ستاد برج العرب بالإسكندرية "مكنتش فاهم في إيه، لأني مشوفتش ضربة الجزاء كنت بكلم صاحبي"، سريعًا أدرك الأمر وانغمس في احتفالات لا مثيل لها "دي كانت أول مرة في حياتي أدخل ستاد وأحضر ماتش.. حظي أنه يبقى مؤهل كمان لكأس عالم، إحساس ميتوصفش".
ساور الشعور نفسه حازم كمال، الذي حضر مباراة مصر والجزائر الفاصلة في ستاد القاهرة عام 1990، كان المنتخب قد تعادل سلبيًا في مباراة الذهاب، ولحسم بطاقة التأهل عليه الفوز على أرضه. في ستاد القاهرة حضر الشاب حينها من الصباح الباكر في انتظار أن يشهد لحظة تاريخية "كنا مصدقين في شعورنا أننا هنصعد وده اللي حصل بالفعل".
انقطع عبدالرحمن الجنيدي عن التواجد في الملاعب طيلة ست سنوات، لم يستطع أن تطأ قدماه الستاد بعد مجزرة بورسعيد، والتي راح ضحيتها 74 مُشجعًا من نادي الأهلي المصري، وأعقبها باستشهاد 20 مُشجعًا من نادي الزمالك في ستاد الدفاع الجوي. غصة كبيرة حلّت على الشاب العشريني، ابتعد قليلًا عن العالم الكروي "كنت أعرف ناس من اللي استشهدوا".
لكن تزحزح شعور الثِقل قليلًا، حينما بات في الإمكان حضور لحظة تاريخية مثل صعود مصر لكأس العالم "جيلي اللي اتولد بعد التسعينات عمره ما حضر اللحظة دي، كلنا كنا بنحلم نعايشها".
رحلة حجز مقعد بين صفوف الجماهير في المباراة المؤهلة لكأس العالم لم تكن يسيرة "قعدت 3 أيام في الشارع بلف عشان أجيب تذاكر ليا ولعيلتي"، فضلًا عن رحلة أكثر إرهاقًا للسفر إلى الإسكندرية برفقة 5 من أفراد أسرته "لكن التعب ميجيش حاجة قدام أننا نبقى حاضرين اللحظة دي".
من الثالثة شمال حضرت الأسرة في المباراة "كنت نسيت إحساسي بالستاد"، في عام 2017 كاد الأمل ينفلت من الشاب العشريني "مر قدامي شريط ذكرياتي وإن إحساسي كجيل إننا دايمًا يبقى فاضل لنا خطوة على حلمنا ثم يضيع مننا". لكن تسديد اللاعب الدولي محمد صلاح لركلة الجزاء أزال ذلك الهاجس "نجدة جات لنا من السماء، كنا بنعيط من كتر عدم الاستيعاب".
كانت تلك اللحظة كفيلة بأن يعود الجندي مُجددًا لستاد القاهرة، الجمعة الماضية، في مباراة الذهاب بين منتخب مصر والسنغال، ضمن تصفيات قارة إفريقيا لكأس العالم "أول ما عرفنا ميعاد الماتش، قررنا نروح، فضلت 3 ساعات في الشارع لغاية ما حجزت لنا".
رغم صعوبة مباراة مصر والسنغال إلا أن الجندي كان متفائلًا "ماتش 2017 خلى إيمانا بالمنتخب أكبر، وإننا نفضل متشعبطين في الأمل للحظة الأخيرة".
فيديو قد يعجبك: