"اللاجئات الأوكرانيات".. نغمة نشاز لا تتسق مع سيمفونية حرب ساخنة

كتب- عبدالله عويس:

فيما يحبس العالم أنفاسه على خلفية عملية عسكرية، تقودها روسيا في أوكرانيا، يحسب شاب عربي بمزاح أو غيره، أن من مخرجات الحرب، لجوء فتيات أوكرانيات إلى بلاده، قد تصبح إحداهن رفيقته أو زوجته، في «نغمة نشاز» لا تتسق مع سمفونية الحرب. كاشفة ربما خللا كبيرا لدى هؤلاء، بحسب أساتذة في علم النفس.

صباح اليوم، الخميس، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تنفيذ عملية عسكرية في إقليم دونباس، شرقي أوكرانيا. وهو إقليم يضم لوهانسك ودونيتسك، اللتان أعلن بوتين الاعتراف بسيادتهما كجمهوريتين، في خطوة أثارت حفيظة أوروبا والعالم الغربي. على أن رجل الكرملين لم يكتف بالخطوة الأخيرة، حتى قام بعملية عسكرية.

ومع تصاعد طبول الحرب، كانت أصوات عاقلة تحذر من مغبة ذلك على العالم بأسره. شأن كل حرب في مثل هكذا أوضاع، ضاعف من تداعياتها آثار فيروس كورونا وتحوراته، التي أثرت على المعيشة والاقتصاد. غير أن أصوات أخرى كانت تتناول الأمر بمزاح عده البعض «غير مقبول» بشأن اللاجئات.

وحديث اللاجئات متكرر مع كل تهديد بالحرب في أي بقعة من العالم. على مواقع التواصل الاجتماعي، ينشر البعض ما يعتبرونه مادة فكاهية، تصلح لـ«الكوميكس» وإطلاق الضحكات. وفيما كانت الكلمات الأكثر تداولا على تويتر صباح اليوم،، تحمل تفاصيل العملية العسكرية الروسية مثل «الحرب الروسية الأوكرانية، الحرب العالمية الثالثة، أوكرانيا» كان محمود عبدالنبي، يبشر متابعيه بالأوكرانيات.

تقول الدكتورة شيرين شوقي، إن الأمر يعبر عن لا مبالاة حقيقية يحملها ذلك الشخص، وغيره من الساخرين بأمر كبير مثل الحرب، وعدم إدراك بالواقع. وقد يؤثر على المدى البعيد على تجاه تفاعله مع الأمور واتخاذ قرارات جادة في حياته. وتؤكد استشاري الإرشاد النفسي أن الحديث عن الحروب والأزمات العالمية الكبرى، قد يخلق اكتئابا لدى الأشخاص «البعض قد يأخذ الأمر على منحى آخر، وهو الشعور بعدم الأمان، هذه حرب تلتها كورونا ثم حرب أخرى في مكان آخر.. كل هذا إن لم يتم التعاطي معه بجدية سيفاقم الأمراض النفسية والقلق لدى كثيرين».

على تويتر غرد خالد «لكل الأوكرانيات.. نرحب بكن، وأتكفل بمصاريفكن» ناشرا صورة له مع تغريدته. وتقول فاطمة إن «النكتة تخبرنا الكثير عن المرأ، قناعاته وعقليته وقيمه وبيئته ونظرته تجاه أمور عدة، تظهر في الأمور العفوية السريعة أكثر ما تظهر في نقاشات مطولة» رافضة مثل هكذا مزاح في مثل هذا الموقف.

ونشر البعض صورا لمقاتلات أوكرانيات، محذرين الرئيس الروسي من المساس بهن. وفيما يشبه الرد على هذا المزاح، نشرت فتيات صورا لرجال يجلسون بملابس المنزل، ساخرين من حديثهم حول الأوكرانيات، عبرت إحداهن عن الأمر بتغريدة «قبل الحديث عن الأوكرانيات انظر لنفسك في المرآة».

يقول الدكتور جمال فرويز، وهو استشاري للطب النفسي بالأكاديمية العسكرية، إن هذا الحديث الساخر يعبر ربما عن أنانية وفراغ عقلي لا يمت للواقع. معتبرا أن التعامل مع الأمور الضاغطة بالمزاح، ربما يكون للفت الانتباه: «وهذا أمر غير مقبول ولا يثير الضحك حتى، لكنه بالتأكيد يعبر عن الشخص وثقافته».

وتلعب المجندات دورا في الحرب، ففي روسيا تقدر أعدادهن بـ45 ألفا بحسب وزارة الدفاع الروسية. وفي أوكرانيا فقد زاد إقبال النساء على التطوع بالجيش هناك منذ عام 2014، مع احتلال روسيا لشبه جزيرة القرم. ويعود تجنيد النساء هناك إلى التسعينات بعد انفصال أوكرانيا عن الاتحاد السوفيتي السابق.