%56 فوز و4 نهائيات.. طريق منتخبات كيروش في تصفيات المونديال (تفاعلي)
كتب- محمود الشال:
يمتلك البرتغالي كارلوس كيروش، مسيرة 39 عاما من تدريب فرق ومنتخبات كرة القدم، بدأها أواخر عام 1983، مساعدا لمدرب فريق إشتوريل برايا البرتغالي، وفي أواخر عام 2021 اختاره الاتحاد المصري لكرة القدم، مديرا فنيا للمنتخب الوطني لكرة القدم.
ما بين المشاركة في تدريب "إشتوريل بريا" وإدارة تدريب المنتخب المصري، شارك ودرب "كيروش" أكثر من 10 فرق ومنتخبات دولية، وكان أبرز ما يميزه كمدرب تغيير مراكز اللاعبين الذين تألقوا فيها داخل الملعب، ولم تتخطى حصيلة فوز أغلب هذه الفرق والمنتخبات نصف عدد المباريات التي لعبتها معه.
وتقدر المباريات التي درب فيها "كيروش" بـ 400 مباريات، قبل مجيئه لمصر، استطاع تحقيق الفوز في 56%منها، بينما المباريات التي خسرها تتساوى مع المباريات التي تعادل فيها، بنسبة 22% لكل منهما.
ومنذ تولي كارلوس كيروش تدريب المنتخب واجه الانتقادات لأدائه السيئ بجملة واحدة يرددها في جميع المناسبات: "جئت من أجل التأهل لكأس العالم"، فماذا تكون نتائج المدرب البرتغالي حينما يتولى تدريب منتخبا ويخوض به تصفيات كأس العالم؟
على المستوى الهجومي والدفاعي للمنتخبات والفرق التي دربها، أحرزت 1.5 هدف لكل مباراة، واستقبلت أهدافا بمعدل 0.81 هدفا لكل مباراة في كل الفرق التي خاضها باستثناء منتخب إيران، وفق ترانسفير ماركت.
يرتبط كيروش مع المنتخبات بمدد متفاوتة، وتحدد بمهمة معلنة، تتوقف عادة على أجندة تصفيات كأس العالم، وعادة ما ينتهي عقد المدرب البرتغالي بانتهاء مهمته فور خروج منتخبه من نهائيات كأس العالم، ليبحث عن رحلة جديدة.
وعلى مدار العشرين عاما الماضية، تحديدا منذ نهائيات كأس العالم 2002 مع منتخب جنوب أفريقيا، لم يغب أي منتخب يدربه البرتغالي كارلوس كيروش عن نهائيات كأس العالم، يتعثر حينا، وحينا آخر يحسمها مبكرا، لكنه في الأخير يصل بمنتخبه إلى الحدث الأكبر فى كرة القدم على مستوى العالم.
دائما ما يستعد كيروش استعدادا خاصا لتصفيات كأس العالم، وتعامل معها باهتمام أكبر، فمع منتخب جنوب أفريقيا، فاز بـ5 مباريات من إجمالي 6، بينما في تصفيات أمم أفريقيا مع نفس المنتخب فاز بثلاث مباريات فقط.
وفي نهائيات كأس أمم أفريقيا التي بدأت يناير 2002، تخطى كيروش دور المجموعات بتعادلين وفوز وحيد، ليقصى في الدور اللاحق من منتخب مالي بهدفين، ويطوي صفحة منتخب جنوب أفريقيا قبل اللعب في نهائيات كأس العالم بعد خلاف مع اتحاد جنوب أفريقيا لكرة القدم.
لعب كيروش مع جنوب أفريقيا 24 مباراة، استطاع الفوز بنسبة 41% من هذه المباريات.
وعلى المستوى التهديفي، سجل منتخب جنوب أفريقيا مع كيروش بمعدل هدف وحيد في كل مباراة، واستقبل هدف كل 1.2 مباراة، وهو معدل ضمن له التفوق أحيانا، مثلما حدث في نهائيات أمم أفريقيا 2002، حينما صعد من دور المجموعات على حساب منتخب المغرب متفوقا بفارق الأهداف.
تولى كيروش تدريب منتخب بلاده عام 2008، ولمدة 790 يوميا كثالث أكبر مدة يستمر فيها مع أي فريق، وكالعادة في مهمة التأهل لكأس العالم، فاز أول مباراة، ولكن مع هزيمة وتعادلين، كادت البرتغال أن تتخلف عن نهائيات كأس العالم للمرة الأولى منذ عام 1998، لكنه تمكن في النهاية من احتلال المركز الثاني ليصعد كأس العالم من خلال "الملحق الأوروبي"، بمباراتي الدور الفاصل أمام منتخب البوسنة والهرسك والذي تغلب عليه بسهولة.
وفي كأس العالم سجل في مباراة وحيدة، مع كوريا الشمالية 7 أهداف، ثم خرج بهدف من إسبانيا في المباراة الرابعة، لتتم إقالته.
ويظل منتخب إيران أفضل محطات كارلوس كيروش التدريبية، قضى معه 2859 يوما وصعد معه مرتين متتاليتين لكأس العالم، الأولى متصدرا المجموعة، بعد رحلة قدم خلالها العديد من الوجوه الجديدة، ورفع نسبة فوزه إلى 60% من المباريات البالغة 100 مباراة.
ومع تولي كيروش قيادة منتخب مصر في 8 سبتمبر الماضي، أعلن بوضوح أنه جاء من أجل الصعود بالمنتخب إلى نهائيات كأس العالم، لتحقيق إنجاز الصعود الثاني على التوالي، رغم أن المنتخب كان على أبواب بطولة أمم أفريقيا.
تقول أرقام كارلوس كيروش أن نتائجه مع المنتخب هي الأفضل من بين كل المنتخبات التي دربها، فكيروش فاز 80% من مبارياته الدولية مع المنتخب حتى الآن، حيث فاز المنتخب 8 مباريات من 10 لعبها، وهزيمة وتعادل، وهي نسبة لم يحققها مع جنوب أفريقيا والبرتغال وإيران الذين صعد معهم لكأس العالم.
ولكن الكثير من النقد يوجه لكارلوس كيروش بسبب الآداء الناتج عن إشراك العديد من اللاعبين، بهدف التجربة، للوقوف على اللاعبين الأفضل.
ويلاحظ أن كيروش طوال مسيرته يشرك أكبر عدد من اللاعبين، ظهر ذلك بوضوح مع منتخب إيران، حيث أشرك 111 لاعبا خلال 97 مباراة، وهو عدد يقترب من العدد الذي أشركه حسن شحاتة مدرب منتخب مصر، حيث أشرك 99 لاعبا في 90 مباراة، وفق ترانسفير ماركت، وكما أن لكيروش الفضل في إظهار عمر مرموش في مصر نتيجة إشراك أكبر عددد من اللاعبين، أظهر في إيران نجوما جمعهم من مختلف الدوريات مثل أشكان دجاكه ورضا نجاد.
كما يوجه لكيروش نقدا حول انخفاض المستوى التهديفي، حيث أحرز في 5 مباريات حتى الآن من بطولة أمم أفريقيا 4 أهداف، وهو نقد يستدعي تسليط الضوء على فترة تدريب كيروش لريال مدريد الذي لم يحرز معه سوى بطولة السوبر الأسباني.
استمر كيروش مع ريال مدريد 328 يوما، لعب 59 مباراة، فاز في 57% منها، ورغم حصده العلامة الكاملة في منتصف الموسم، لكنه في آخر 5 مباريات خسر الدوري، ودوري أبطال أوروبا وكأس الملك، وللمرة الأولى تكن نسبة المباريات التي خسرها أعلى من التعادلات.
توضح الإحصائيات التفصيلية كيف تأثر فريق ريال مدريد سلبيا بقدوم كارلوس كيروش، والذي استلم النادي بطلا للدوري نسخة 2003، إضافة إلى كوكبة من النجوم التاريخيين لنادي ريال مدريد وكرة القدم بشكل عام، فالمهاجم الإسباني راؤول، هو ثاني مهاجم تاريخي لنادي ريال مدريد، رغم ذلك لعب 53 مباراة مع كيروش، وأحرز فقط 20 هدفا، بينما الموسم السابق أحرز 25 هدفا من 47 مباراة فقط.
مثال آخر هو زين الدين زيدان، لعب 50 مباراة، وأحرز 10 أهداف فقط ولعب 14 أسيست، بينما أنهى الموسم السابق لتولي كيروش بـ 9 أهداف من 33 مباراة فقط.
نقطة أخرى تثير الهجوم ضد كيروش، فمحمد شريف، لاعب النادي الأهلي، أنهى موسم 2020/2021، بـ 28 هدفا في جميع مبارياته بفضل لعبه في مركز الهجوم، إلا أن كيروش فضل إشراكه في مركز الجناح أكثر من مباراة، إضافة إلى مصطفى محمد في افتتاح أمم أفريقيا، ونقله من الهجوم للجناح الأيمن، وهي طريقة لم يستعملها كيروش للمرة الأولى، فتاريخه مليء بوضع لاعبين في غير أماكنهم.
قدم ديفيد بيكهام إلى ريال مدريد وهو أفضل جناح في العالم، جاء من نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي محرزا 11 هدفا في موسمه الأخير، لكن أرقامه في ريال مدريد اختلفت تماما حينما أصر كيروش الدفع به في منتصف الملعب أحيانا، وصانع ألعاب أحيانا أخرى.
لماذا تحسن أداء المنتخب؟
في دور المجموعات أصر على تغيير مراكز اللاعبين، ولم يستقر كيروش على لاعبي وسط الملعب، وهو مفتاح اللعب الأساسي الذي يفتقده، ففي المباريات الثلاثة لدور المجموعات في بطولة أمم أفريقيا، أجرى كيروش 6 تغييرات في منطقة وسط الملعب من حيث اللاعبين ومناطق تمركزهم، وهي أمور أدت لظهور مصر بأداء باهت فى دور المجموعات، تجنبها كيروش في دور الـ 16، والـ 8، ما أظهر مصر بشكل أفضل أمام كوت ديفوار والمغرب، وفق ما أوضح المحلل الرياضي عمر عبد الله، في برنامج جمهور التالتة على قناة "أون سبورت".
مباراة نيجيريا مثال على الأخطاء التى لم يعد يرتكبها كيروش، حيث أجرى تغييرين في وسط الملعب قبل أن يجري التغيير الثالث بعد 60 دقيقة من عمر المباراة.
فيديو قد يعجبك: