صيدلية صديقة للبيئة.. التوعية بشأن المناخ تغير تفكير صيدلي

كتب- عبدالله عويس:

كان حسام أحمد، أحد المواطنين الذين لا يعيرون التغير المناخي انتباها. لا يهتم بشأن قضايا البيئة. يعتبر الأمر مسؤولية أكبر منه ومن أفعاله الفردية، لكن حديثا مطولا في وسائل الإعلام المحلية المصرية، قبل انطلاق قمة المناخ التي عقدت بمصر في مدينة شرم الشيخ، غيرت تفكير الصيدلي الشاب، ليبدأ في اتخاذ خطوات بسيطة ولو بنفسه.

مبادرات عدة للتحول للأخضر، وللصداقة مع البيئة، كان الشاب يحسب أنه لا يملك أمامها المساهمة أو التفاعل، غير أنه أدرك بضعة خطوات قد تساهم ولو بشكل ضئيل في الحلول، فاتجه لشراء بعض النباتات وزرعها حول صيدليته، وذلك بهدفين، نشر التوعية حين يتحدث أحد معه حول الأمر، والمساهمة في زيادة المزروعات بشكل عام: «في محيطي اختفت بعض الأماكن الزراعية وحلت المباني مكانها، لم يعد أحد يرى المرزعات بشكل كبير، ففكرت في الأمر».

من مشتل يبيع تلك المرزعات المختلفة، اشترى الصيدلي حسام بعضها، تكلفة الواحدة ما بين ١٠ إلى ٢٠ جنيها، ووزعها حول صيدليته في شبرا الخيمة، ولم يكن يعرف قبل ذلك مدى ضرر البلاستيك الذي يحوي تلك المزروعات المختلفة، ليقرر زراعتها في الأرض بعد فترة، وعدم شراء الأواني الزراعية البلاستيكية من جديد: «التغير المناخي لم تعد جملة نسمعها فحسب، هذا تهديد حقيقي للحياة والكوكب، لدي ٣٨ عاما وكانت هذه الأمور لا تشغلني من قبل».

لم يكتف حسام بمسألة زراعة محيط صيدليته، ووضع سور حديدي حولها لحمايتها، وتوعية زبائنه المندهشين من المشهد، اتجه الشاب لمنع الأكياس البلاستيكية، واستبدلها بأخرى من القماش، لمعرفته بالضرر الذي يقع على البيئة من تلك الأكياس: «اشتريت أكياسا من القماش، تصل تكلفة الكيس إلى ٥٠ قرشا، لكنه صديق للبيئة، ويستطيع المشتري استعماله أكثر من مرة، سواء مع الصيدلية أو غيرها» يحكي الشاب.

وفقا للمركز الإقليمي لصحة البيئة، التابع لمنظمة الصحة العالمية، فإن البلاستيك بعدما يتحلل، تنبعث منه مواد كيميائية خطرة على الصحة، والبيئة والحياة البرية. ويستخدم العالم ٥٠٠ مليار كيس بلاستيك سنويا، وفي العقد الماضي أنتج العالم بلاستيك أكثر مما أنتج على مدار القرن الماضي. وهي أمور لم تكن في حسبان حسام من قبل: «أعتقد أن المبادرات والحديث المطول في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، أمور ستغير مواقف الأشخاص في مثل هذه القضايا».