لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

طالبة وأم وأخصائية اجتماعية.. ماذا كانت أمنياتهم في اليوم العالمي للطلاب؟

06:09 م الخميس 17 نوفمبر 2022

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- عبدالله عويس:

صباح اليوم، كانت أصالة خالد في طريقها إلى مدرستها، بحي الخليفة بمحافظة القاهرة. يبدأ يومها بسعادة كبيرة، على عكس طلاب آخرين. تقابل في مدرستها الابتدائية زملاءها ومدرسيها، وتقضي معهم ساعات طويلة قبل أن تعود لمنزلها، وتحكي عن تفاصيل يومها لوالدتها. لكنها لم تكن تعرف أن اليوم الـ17 من نوفمبر اليوم العالمي للطلاب.

ويحتفل العالم بهذا اليوم، تخليدا لذكرى تعود إلى زمن قديم، حين خرج طلاب في مسيرة تندد بالاحتلال الألماني، في عام 1939، وتم التصدي للطلاب بوحشية كبيرة، وقتل عدد منهم، وأعدم آخرون، في مدينة براغ عاصمة تشيكوسلوفاكيا سابقا. ليقرر الاتحاد العالمي للطلاب بتخصيص الـ17 من نوفمبر لتخليد ذكرى الطلاب، لكن أصالة لا تعرف عن ذلك شيئا بعد، لكن لها أحلام وطموحات.

تقول الطالبة التي لم تتخط الـ9 أعوام بعد، إنها تحب مدرستها، وتحاول ألا تغيب تحت أي ظرف. لكن حالة أصالة مختلفة عن آخرين، يرون في اليوم الدراسي مشقة وملل: «أحب مدرستي بسبب الأنشطة المدرسية التي يهتمون بها، أشارك في عروض مسرحية بالغناء والاستعراض» لكن الأنشطة وحدها لم يكن السبب في محبة الطالبة الصغيرة لمدرستها. أسباب أخرى لها علاقة بمعلميها: «أستاذة هبة وصباح وزينب، مدرسة العربي والرياضيات والإنجليزي يشجعونني دائما، ويتعاملون معي بحب كبير».

تقول فاطمة، والدة أصالة، إن ابنتها محظوظة باهتمام مدرستها بالأنشطة المختلفة، فهي تلقى اهتمام كبير من إدارتها، وتحرص على الانخراط في كل الأنشطة، وتكتشف شيئا فشيئا مواهب لديها، وتحاول تنميتها، وحين تعود إلى المنزل تتحدث معي بشأن ذلك كله، فأشجعها: «المناهج حين تغيرت أصبحت أفضل، على أيامنا لم تكن هناك أنشطة كبيرة، كنا نحفظ ونضع ما حفظناه على الأوراق فقط».

لكن أولياء أمور غير فاطمة، يعتبرون أن التعليم قديما كان أفضل، لاهتمام المدرسين بالطلاب، وبالعملية التعليمية على حساب الدروس الخصوصية، التي تلتهم جزءا كبيرا من رواتبهم، وأصبحت هي الأساس، والمدرسة مكان التعليم الموازي. ويدور نقاش كبير في مصر حاليا بشأن تقنين الدروس الخصوصية، لكنه لم ينته إلى شيء بعد.

وتخرجت فاطمة والدة أصالة في كلية التربية، وبالتالي فلديها قدرة على مذاكرة الدروس لابنتها، ولا تعطيها دروسا خصوصية بعد، لكنها لا تعرف ما الذي قد تفعله في المستقبل: «أتمنى فقط أن تكون المدرسة بيئة حاضنة للطلاب، لا يتلقون دروسا فحسب، اسم الوزارة التربية والتعليم، وهما أمران لا ينفصلان، كما أن المدرسة والبيت لا ينفصلان أيضا».

أميرة حسنين، أخصائية نفسية بذات المدرسة التي تدرس فيها أصالة، وتعتبر أن على البيت دور لا يقل عن دور المدرسة في عمليتي التربية والتعليم: «المدرسة والبيت يشكلان احتياجات الطالب، ومستقبله أيضا، وعليهما تنميته نفسيا وعمليا وفنيا واجتماعيا». تعمل أميرة أخصائية نفسية منذ 7 سنوات، وتعتبر دورها بالغ الأهمية في العملية التعليمية، إذ أنها تعيد اكتشاف المواهب، وتنمي الهوايات، وتصبح حلقة وصل بين المدرسة والبيت، والطالب ومعلمه.

«على سبيل المثال وجدت طابة مهتمة بالرسم فصرت أشركها في ورش للرسم، وآخر في التمثيل، وآخر في العزف، حتى أنه حصل على مركز متقدم في مسابقات الإدارة التعليمية» وتتذكر أميرة حين حدثتها طفلة عن تعرضها للعنف في بيتها، فتدخلت وهاتفت الأسرة حتى اختلف الوضع، وكان لذلك تأثير على تحصيلها الدراسي: «فمسألة التربية بالغة الأهمية، وهو ما أتمنى التركيز عليه والعمل عليه بشكل أكبر».

وما بين الثلاثة، أصالة وفاطمة وأميرة، رجاء بأن تصبح العملية التعليمية أفضل، ليكون حال الطلاب أكثر جودة مما هو عليه، وأن يكون الاهتمام بالتعليم أولوية للأسر والدولة، فمن شأن ذلك تخريج طالب لديه ثقافة وفهم للواقع، ولديه دوافع أكبر للتعلم، سواء داخل المدرسة أو خارجها، أو حتى بعد انتهاء العملية التعليمية في السنوات الدراسية المختلفة.

فيديو قد يعجبك: