لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كيف أثرت الحرب الروسية الأوكرانية على المهاجرين العرب في ألمانيا؟

11:42 ص الثلاثاء 25 أكتوبر 2022

توقف خط ضخ الغاز إلى أوروبا إلى أجل غير مسمى

كتبت -هبة خميس:

منذ بداية الحرب على أوكرانيا، وروسيا تهدد بقطع الغاز عن أوروبا؛ التي تعتمد على 32% من إجمالي واردات الغاز الروسي المصدر عالميا، وتختلف الكميات التي تحصل عليها دول الاتحاد الأوروبي من دول إلى أخر، فألمانيا أكبر اقتصاد في أوروبا تستورد 49 مليار متر مكعب؛ بما يمثل نسبة 55 % من الغاز الروسي للقارة العجوز.

ويصل الغاز الروسي إلى الدول الأوربية عبر خط الغاز الرئيسي "نوردستريم"، الذي يمتد على عمق 1200 كيلومتر، تحت بحر البلطيق من الساحل الروسي بالقرب من سان بطرسبرج إلى شمال شرق ألمانيا، وافتتح الخط منذ عشر سنوات وبإمكانه نقل 170 مليون متر مكعب من الغاز يوميا.

ومع تصاعد وتير الحرب الروسية على أوكرانيا، والعقوبات التي فرضها الغرب على روسيا، بدأت تتصاعد نبرة التهديد بقطع الغاز وتمويل حملات دعائية روسية تصور أوروبا قارة متجمدة في الشتا الحالي، بسبب غياب الطاقة، وعندما أعلنت روسيا عزمها على تقليص امدادات الغاز الذي ارتفع مع بداية الحرب بنسبة 10 %، توصل الاتحاد الأوروبي لاتفاق خفضت فيه دوله استهلاكهم من الغاز بنسبة 15%.

أعلن المتحدث باسم الرئيس فلاديمير بوتين أن العقوبات الغربية هي السبب في انقطاعات الغاز، لكن بات موقف روسيا واضحاً باستخدامها الغاز كسلاح لمحاربة أوروبا، ووفقا للمحليين وخبراء عسكريين ومسئولين الأمريكيين.

وبسبب تلك المشاحنات والتهديدات التي صارت حقيقية بعد قطع الغاز وتقليل كميته في ألمانيا أكبر مستورد للغاز الروسي، بات السكان يشعرون بالتهديد طوال الوقت من غياب الطاقة وارتفاع الأسعار.

منذ 7 سنوات انتقل "محمد فريد" من مصر إلى ألمانيا حلماً بمستقبل أفضل وأسس أسرته المكونة من فردين وأصبح شريكا في إحدى الشركات الناشئة في مجال الصيدلة.

"كأسرة مخاوفنا كبيرة وقف تصدير الغاز، لأن المياه السخنة اللي بتعمل تدفئة في البيوت معتمدة على الطاقة، أي تأثر بالطاقة بيخلينا نفكر في التدفئة كأول حاجة، كعمل وشركة خايفين الظروف تأثر عالنمو اللي حققناه في السنين اللي فاتت"، يقول محمد فريد.

خلال الشهور الماضية، بدأ القلق يظهر على "فريد" منذ بدأت خطابات الحكومة الألمانية بتقنين استخدام الطاقة، فمن وجهة نظره الشعب الألماني بطبيعته موفر للطاقة والمياه ويستخدمها بحرص بالغ.

خلال هذه الأزمات توجه الانتقادات للمهاجرين بحسب فريد، الذي يرجع السبب إلى سلوك سوء الاستخدام للطاقة، ويرى الوضع مقلق "أنا حاليا بفكر أني مكملش حياتي هنا لو الأزمة دي استمرت".

ارتفعت أسعار الطاقة في ألمانيا بنسبة 70% في الشهور الأخيرة، لتصبح الأعلى سعراً في أوروبا، وفقاً لصحيفة الواشنطن بوست، اضطرت الحكومة الألمانية لخفض الإنارة ليلاً مع إطفاء مصابيح القصر الرئاسي، ضمن خطة ترشيد الاستهلاك، وأعلن "شولتز" المستشار الألماني أن الوضع جيد يمكن ألمانيا من تجاوز الشتاء الحالي.

لكن بعدها بأسابيع صرح وزير الاقتصاد الألماني أن البلاد تواجه خطر الركود بسبب الضغط الواقع على المستهلكين والشركات بسبب ارتفاع أسعار الطاقة، وذلك الارتفاع تقابله زيادة في أسعار السلع التي ارتفعت كثيراً منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية.

وانعكست ازمة الطاقة على قطاعات أخري، حيث ارتفعت الأسعار، وأصبحت تمثل عبئا على المهاجرين العرب تحديدا، حيث تعاني "هند" السورية التي تعمل بإحدى الجهات الثقافية عدة أزمات، فمنذ بداية الحرب بدأت الأسعار في الارتفاع، ففي كل زيارة منها للسوبر ماركت لشراء مستلزمات المنزل تجد الأسعار أعلى من قبل.

"الشهر الماضي رفعوا أجرة البيت وأسعار الكهربا غلت وفيه تقنين باستخدامها بالليل، والارتفاع جنوني بالأسعار وفيه ناس بتقول مش هنشغل تدفئة، أنا عندي طفلة فمش عارفة هنسكر الشبابيك ونلبس زيادة ولا نتصرف ازاي"، تقول هند.

ليس ما تخشاه "هند" هو غياب الطاقة فقط، لكن أيضاً الارتفاع الجنوني للأسعار وهي أم وحيدة مسؤولة عن ابنتها بشكل كامل، خاصة بعدما أعلنت الحكومة الألمانية عن تخفيض التمويل الثقافي ومنح الدعم، التي تعتبر الأم هذا التخفيض بمثابة كارثة، "هذا الدعم يخص كل المنظمات، كمهاجرين ولاجئين أحنا استقرارنا المادي هش واللي حاولنا نبنيه خلال سنوات بينهار دلوقتي".

عبد الله السيد

يتفق المهندس عبد الله السيد، يعمل بإحدى شركات الطاقة الألمانية، مع تصريحات "شولتز" المستشار الألماني بخصوص المخزون الاستراتيجي من الغاز الطبيعي الذي يراه يكفي لتجاوز فصل الشتاء.

لكن بسبب وجود مصانع السيارات العملاقة حاجة ألمانيا من الطاقة لا تنتهي ومخاوف الناس والمستثمرين ليس فقط من غياب الطاقة، ولكن من زيادة الأسعار، كما يري عبدالله المهندس المصري الذي هاجر إلى ألمانيا منذ سنوات، "خاصة أن المواطن هنا متعود على ثبات الأسعار والاستقرار، زيارة الأسعار يعتبر وضع مقلق جدا لنا مع ثبات المرتبات".

يرى "عبد الله" الذي يهتم بمجال المناخ والطاقة النظيفة أن هناك أزمة في مسألة الغاز الروسي وانقطاعه عن أوروبا، فهناك مخاوف تدفع بالمهتمين بالمناخ لحث الحكومات على الالتزام بمصادر الطاقة المتجددة، "الخوف من الدول أنها تشوف بدايل طاقة غير متجددة ودة معناه أزمات بيئية".

يتابع "عبد الله" أرقام المساعدات التي رصدتها الحكومة بسبب ارتفاع أسعار الطاقة وهو رقم يصل إلى 5 مليارات دولار، لكن مقابل ذلك الرقم رفعت الحكومة الألمانية الدعم عن منح الماجستير والدكتوراه، كما أوقفت حوالي 6000 منحة دراسية تابعة لـ DAAD، لكن ذلك القرار لم يصدق عليه البرلمان الألماني بعد.

أعلن وزير الاقتصاد الألماني "هابيك" أنه من المستبعد جداً حدوث أزمة في نظام الكهرباء في الشتاء الحالي، وذلك بعد نتيجة اختبار الضغط على الشبكة، كما أعلن وفقاً لتقارير حكومية وضع مفاعلين نووين من ضمن ثلاثة مفاعلات نووية في ألمانيا كان مقرر إغلاقها بنهاية العام الحالي، في وضع احتياطي للطواريء حتى منتصف إبريل 2023 لتوليد الكهرباء إذا دعت لحاجة لذلك.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان