إعلان

من روسيا إلى مصر.. كاترين تسافر بـ«سر اسمها» للحديث مع الله

08:21 م الأربعاء 12 يناير 2022

كاترين.. سائحة روسية في مصر

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب وصور- عبدالله عويس:

كانت هذه اللحظة، تحقيقا لحلم قديم. تقف شابة روسية على بعد خطوات من دير سانت كاترين، تحمل داخلها أمنيات ودعوات وأسئلة وكثير من الفضول. فاسمها هو نفس اسم القديسة الذي أطلق على الدير، وشكل لها الأمر مغامرة ممتعة، لطالما سمعت عنها منذ طفولتها إلى أن تحققت وهي في الـ37 من عمرها.

كانت هذه المرة الأولى لكاترين يوري، التي تزور فيها مصر. جاءت لأكثر من هدف، لكن أبرزها زيارة الدير الذي يقع بمحافظة جنوب سيناء. قرأت الكثير عن تلك الشخصية منذ طفولتها، وكانت مهتمة بشأن زيارة الدير ذات مرة: «كانت جدتي تخبرني أنها شخصية دينية، ومنحوني اسمها لنيل بركتها، فكنت أراها شخصية عظيمة».
3

ساعات طويلة قضتها الشابة الروسية داخل الدير. تسأل عن تفاصيله المختلفة. تلتقط لنفسها صورا في كل زاوية. كأنما دبت فيها روح نشطة أعادتها إلى الطفولة من جديد على حد وصفها: «حين أقول للناس هنا إن اسمي كاترين، يظهر على وجه بعضهم قليل من الدهشة، ولا يصدق الأمر آخرون حتى يرون أوراقي الثبوتية» تحكي كاترينا لمصراوي، وهي تجلس أمام صخرة في مواجهة الدير.
5

كانت جدة كاترين لأمها من اختارت لها الاسم، وكانت تحدثها عن تلك الشخصية، التي سمي الدير باسمها. وكانت علاقة الحفيدة بالجدة الأقرب من بين كل البشر بحسب ما تقول. ولأن الرواية تقول إن القديسة كاترين كانت من الإسكندرية فإن الشابة تعتزم زيارة المحافظة أيضا، ورؤية كنيسة كاترين هناك: «لا أنظر للأشياء في الحياة عادة على أنها مصادفة، أؤمن أن كل شيء يقع بعناية كبيرة وله أسباب، وربما أجد راحتي وسلامي النفسي في رحلة كهذه».

ووفقا لموقع الأنبا تكلا، المختص بتراث الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر، فإن القديسة كاترين، ولدت لأبوين مسيحيين بالإسكندرية، في نهاية القرن الثالث الميلادي، وكانت والدتها تعلمها محبة السيد المسيح، وتغذيها بسير الشهيدات المعاصرات أو من سبقنها، وقدمن حياتهن إيمانا بما يعتقدن. وفي عام 307 ميلادية، حضر القيصر مكسيميانوس وكان وثنيا، وأعاد الشعائر الوثنية من جديد، وأجبر المسيحيين على تقديم الذبائح وإلا لحق بهم الموت، حتى عارضته كاترين، فحاول استمالتها لجمالها لكنها رفضت، وعذبها حتى انتهى الأمر بقتلها، بفصل الرأس عن الجسد.
333

تعرف الشابة الروسية تلك الحكاية، وتعرف أيضا سر تسمية الدير على اسم القديسة التي عاشت بعيدا عن سيناء، بعدما مر على حادث قتلها خمسة قرون، ورأى راهب رؤيا بملائكة يحملون جثمانها ويضعونها على قمة جبل في سيناء. فتم نقل جثمانها إلى كنيسة التجلي في الدير الذي بناه الإمبراطور جوستنيان في القرن السادس، وعرف الدير باسم سانت كاترين.

تقول كاترين لمصراوي، إنها تشعر بأن أمورا مشتركة بينها وبين القديسة، غير الاسم: «أنا عزباء أيضا، لكن لأنني لم أجد الشخص المناسب بعد». يقاطع كاترين شاب من أبناء مدينة سانت كاترين، يعرض عليها أن يقوم بإرشادها إلى جبل موسى، وتولي عملية الصعود معها والنزول، فتتفق معه على السعر قبل أن تعود للحديث عن رؤيتها لجبل موسى والجبال المحيطة.

«أعتقد أنه المكان المناسب للحديث مع الله، لسؤاله عن أشياء كثيرة، ولطلب أمنيات منه أيضا» قالتها وهي تنظر من خلفها لعدد من الجبال المحيطة، قبل أن تبدي امتعاضها من بعض التصرفات التي عرفت بوجودها من خلال صور منشورة لمن سبق لهم الصعود: «أستغرب أن يكون هناك تدخين في مكان مقدس كهذا، أو حتى سماع الغناء بصوت مرتفع، أو الرقص دون احترام لقدسية المكان».
2

لدى كاترين أمنية واحدة، ستطلبها من الله وهي فوق الجبل، أن تعيش سعيدة كما عاشت جدتها التي توفيت، وأحبتها كما لم تحب أحدا من قبل. كما أنها تحمل سؤالا أيضا لله: «سأطلب منه أن يخبرني ما مهمتي في هذه الحياة، ما الذي يريدني أن أفعله في هذه الدنيا».

اقرأ أيضا:

سانت كاترين.. رحلة «تحت الصفر» إلى جبل موسى

«خيوط فاطمة» تجمع السائحين والأجانب في منزلها بسانت كاترين بعد وفاة الزوج

فيديو قد يعجبك: