سوهاجي يلفّ شوارع الجيزة.. كيف رطب "تنسيق الجامعات" حر بائع برتقال؟
كتب- محمد زكريا:
منذ سنوات، يلف جابر عبدالموجود شوارع الجيزة، ويبيع عصير البرتقال، فتكون شهور الدراسة للرزق، والإجازة للركود، فيما كان توافد بعض الطلاب على الجامعة في تلك الأيام لتسجيل رغبات القبول بالجامعات فرصة جيدة للبيع.
وانطلقت أعمال المرحلة الأولى من تنسيق القبول بالجامعات والمعاهد، لطلاب الثانوية العامة الناجحين في امتحانات الثانوية (الدور الأول) لهذا العام 2021، صباح السبت الماضي، وتستمر لمدة خمسة أيام، حيث مكنت وزارة التعليم العالي الطلاب من التوجه إلى معامل كليات الجامعات المصرية خلال المدة المحددة لكل مرحلة من مراحل التنسيق لتسجيل رغباتهم، ومن بينهم معامل كليات جامعة القاهرة.
من العاشرة صباحا، لمدة 12 ساعة، يسرح عبدالموجود ببرتقاله، يتعبه حر الصيف، لكن يستعين عليه بذكر الله، ورغم أن العائد للتعب ضعيف، يقول إن ما باليد حيلة.
عبدالموجود رجل صعيدي، من سوهاج، متزوج ولديه 5 أطفال، أكبرهم يدرس في الصف الأول الإعدادي، ويعيشون هناك، بينما هو يقضي 40 يوما للعمل في شوارع الجيزة، يشارك 4 أصدقاء له شقة صغيرة للسكن، ويعود 10 أيام إلى بلده وزوجته وأولاده.
لم يختر عبدالموجود تلك الحياة، يقول إنه أُجبر عليها، لم يجد عملا في سوهاج، ولا مفر من الفقر هناك، وهي الأعلى فقرا بين محافظات الجمهورية بنسبة 59.6 في المئة بنهاية العام المالي 2017/ 2018، وفقا لبحث الدخل والاستهلاك الذي أجراه الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، مما اضطر الرجل الأربعيني إلى السعي في شوارع الجيزة لكسب "لقمة حلال".
يرسل عبدالموجود لأسرته حوالي ألف جنيه شهريا و"حسب التساهيل"، ويحاول لملمة أموره في الجيزة بأقل التكاليف الممكنة، فلا سبيل غير ذلك أمام رجل يُضيّع نصف يومه في اللف في الشوارع، لبيع كوب عصير بخمس جنيهات، متخوفا مما سيحدث عقب انتهاء موسم التنسيق.
فيديو قد يعجبك: