لغياب الورش بسبب كورونا.. نحات يصنع وردة من الصلصال لطفلة بمعرض الكتاب (صور)
كتبت وتصوير- إشراق أحمد:
بفستانها الأصفر الزاهي تنقلت البتول أحمد داخل جناح الأزهر الشريف في معرض القاهرة الدولي للكتاب، عند الركن الفني توقفت ذات التسعة أعوام، أمضت وقتًا تتأمل اللوحات المعلقة، وتمثال الطبيب المصنوع على مدخل المعرض، وبمجرد رؤية أحد يصنع شيئًا من الطين، سارعت بالاقتراب منه، ألقت الكثير من الأسئلة. كسر حماس البتول ما يفتقده علاء الدين بلال، مسؤول عرض بالجناح "بسبب كورونا مفيش السنة دي الورش اللي كنا بنعملها للناس"، لذا قرر مدرس النحت والخزف أن يصنع للصغيرة هدية.
للعام الخامس يشارك الأزهر الشريف بجناح خاص في معرض الكتاب. استعد علاء الدين منذ شهر يناير المنصرف للحدث السنوي المنتظر. تجمعت الأعمال من مختلف المحافظات، شارك الطلاب والمدرسين بلوحات تتماشى مع الأفكار المطروحة هذا العام "كل سنة بنحط موضوعات معينة والناس تشارك". يعدد مدرس النحت والخزف بمركز فنون الأزهر المشاركات "عن كورونا وشخصيات عام والمحافظة على الماء وغيرها"، فعلى الجدار لوحات للشهيد أحمد المنسي، ومحمد مشالي، طبيب الغلابة، وجراح القلب العالمي مجدي يعقوب.
نحو 80 عملاً مشاركًا في المعرض الفني، لكن علاء الدين يقول إن العدد أقل مما كان في الأعوام الماضية. أثرت ظروف تفشي كورونا على كل شيء كما يذكر، لذا حاول القائمون على الأنشطة المختلفة في جناح الأزهر هذا العام عدم الاستسلام، وجدوا بديلاً بكتابة أسماء الزائرين بالخط العربي، فيما رأى علاء أن يصنع لوحات داخل المعرض لعله يعوض ما يفوته من التفاعل مع الجمهور بالمشاهدة المباشرة "السنين اللي فاتت كنا ما بنوقفش ورش.. ناس كتير بتتعلم وبتبقى سعيدة".
على مائدة تتوسط الأعمال الفنية، انشغل علاء الدين بتصميم عملاً من الصلصال الطيني، يدور الوافدون من حوله، كثير من المتفرجين وقليل مَن يسأل، حتى حضرت البتول. أخذت الصغيرة تستفسر عما يصنع وكيف يفعل، تمد أصابعها للوحة غير المكتملة لتستكشف ملمسها، تتأمل ما تفعله يدي علاء ثم تركض مسرعة لوالدتها، تدعوها للقدوم ومشاركتها ما ترى.
تحب البتول الفن كثيرًا كما تقول، تخبر النحات الأزهري عن إمكانية مشاركته في صناعة شيء، يرد عليها بأسى أن الورش متوقفة لكن بإمكانه أن يصنع لها وردة ترى إعدادها بعينيها. لم يرد علاء أن تشاركه الصغيرة فيظن أخرون أنها ورشة، كما أن كمية الصلصال لديه محدودة هذه المرة.
بلمسات بسيطة صنع علاء وردة ووضعها في عود خشبي، وتابعت البتول خطوات إعدادها بشغف حتى النهاية. أهدى مدرس النحت والخزف وردة الصلصال إلى الصغيرة، وأخبرها بالنصيحة الأخيرة التي حفظتها البتول بحرص "هسيبها لما تنشف وبعدين ممكن ألونها". غادرت البتول قاعة 4 سعيدة بهديتها، فيما يمتن علاء لتلك اللحظة التي تركت له شيئًا من التفاعل ظن أنه لن يحدث هذا العام.
فيديو قد يعجبك: