في مسابقة الاتحاد الأوروبي.. حكاية الصور الفائزة في رحلة ماضي مصر ومستقبلها

كتبت- شروق غنيم:

بين جُدران المتحف القومي للحضارة المصرية بمنطقة الفسطاط، تراصت الصور الفائزة بمسابقة الاتحاد الأوروبي للتصوير الفوتوغرافي. بين الصور المستقرة على جانبي المكان، طاف الحاضرون في رحلة إلى ماضي مصر ومستقبلها، حسب الموضوع الأساسي الذي اختارته المسابقة في نسختها الثالثة عشر، والتي تُنظّم بالتعاون بين مكتب الاتحاد الأوروبي بالقاهرة ووزارة السياحة والآثار ووزارتي البيئة والدولة للإعلام.

حوالي أكثر من 1600 صورة شاركت في المسابقة، شارك بها 642 مصورًا، وبحسب المصور أشرف طلعت، عضو لجنة التحكيم، فكانت المشاركات ثرية هذا العام، خاصة أنه السنة الفائتة تم تعليق المسابقة بسبب انتشار فيروس كورونا "المصورين كانوا متشوقين لواحدة من أهم جوائز التصوير في مصر، وإحنا كمان في لجنة التحكيم كنا متعطشين إننا نشوف صور جديدة خصوصًا في تيمة السنة دي".

حضر الاحتفالية، أول أمس الأحد، الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، والسفير كريستيان برجر سفير الاتحاد الأوروبي بالقاهرة، والدكتور أحمد غنيم الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية، وحسام محسن مساعد وزير الدولة للإعلام، والسفير بدر عبد العاطي مساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية، والسفير رؤوف سعد رئيس المكتب الوطني لتنفيذ اتفاقية المشاركة بين مصر والاتحاد الأوروبي.

في المركز الأول، فاز فاضل داوود، المصور الصحفي بجريدة المصري اليوم، وكانت المرة الأولى التي يشارك فيها بالمسابقة "لما قرأت ثيمة السنة عن الماضي والمستقبل، كان مُحفز بالنسبة لي أرجع أشوف ده في أرشيفي".

أخذ المصور الشاب في البحث داخل الملفات التي يحتضن صوره منذ عام 2017 "كنت بدور تحديدًا على الاكتشافات الأثرية اللي وثقتها خلال شغلي كمصور صحفي"، حتى وصل إلى صورة تُعبر عن الموضوع الرئيس للمسابقة هذا العام، من اكتشاف أثري في منطقة سقارة، وثقه خلال هذا العام الجاري؛ مُرمم أثري تُحيطه المعالم الأثرية فيما يقبع أمامه تمثالًا "كنت حاسس أن الماضي والحاضر والمستقبل مُتجسد في الصورة دي".

تتيح المسابقة لكل مصور الاشتراك بثلاث صور، لكن فاضل أثر إرسال صورة وحيدة، وهي التي فاز بها بالمركز الأولى. ويرى المصور أشرف طلعت، عضو لجنة التحكيم بالمسابقة منذ 5 سنوات، أن هذا العام الأكثر نجاحًا من حيث اختيار الموضوع "لأنه مُشجع لأي مصور، لأننا مُحاطين بالأثار والحضارة وهتبقى فرصة المصور يبدع في ده"، فيما كان لافتًا بالنسبة له المستوى المُتقدم للصور "كان فيها رؤية كبيرة، وتكوينها قوي وده بيدل على إن المصورين بدأوا يثقفوا نفسهم ويبقى في إطلاع وعلم في التصوير".

أمام صورته المعروضة في متحف الحضارة، وقف المصور الشاب لالتقاط صورة تذكارية معها بعد الفوز، غير أنه على غير ترتيب، وقف عدد من السفراء الأجانب والحضور أمام الشاب "وبدأوا يصوروني، كانت لحظة لطيفة بالنسبة لي إن صورتي بتتشاف بشكل واسع"، فيما أدركت السعادة نفس فاضل بعد انتهاء الحفل، من تلقي التهنئة من رفاقه "ودعوة أمي بأن ربنا يبارك لي في الجائزة".

خلال 13 عامًا، تابع طلعت مستوى الصور المُقدمة في الجائزة السنوية "وشايف إن في زيادة في عدد الصور اللي بتتقدم، وده بيخلينا نبقى متشوقين نشوف تكوينات مختلفة وتفكير الأجيال الجديدة في التصوير"، يتمنى أن يظل المصورين في تطور، فيما يأمل المصور الفائز بأن تكون تلك الخطوة مُمهدة لخطوات أخرى في مسيرته المهنية.