إعلان

"دقوا جدران الخزان".. معرض فني لدعم "أطفال فلسطين"

02:04 م الإثنين 07 يونيو 2021

معرض فني لدعم أطفال فلسطين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-هبة خميس:

منذ أسابيع و بينما تتابع "فاتن مصطفى" ما يحدث في فلسطين بين مقاطع الفيديو والصور والأخبار، بدا عليها التأثر الشديد بما يحدث وسألت نفسها "ايه اللي ممكن نعمله إذا كانت دول كاملة مش عارفة تاخد خطوات؟".

وقد شهدت فلسطين فترة اضطرابات شديدة، لازالت قائمة حتى الآن، ففي مطلع شهر مايو بدأت الأزمة في حي الشيخ جراح الموجود بالقدس، على خلفية دعاوي قضائية طويلة الأمد ضد عائلات فلسطينية تواجه خطر الإخلاء من بيوتها، بعدها حدثت اعتداءات اسرائيلية على المسجد الأقصى مما تبعه ردّ من الفصائل الفلسطينية على اسرائيل بضرب الصواريخ على تل أبيب، أدى ذلك إلى قصف اسرائيل لعشرات المباني السكنية في غزة، ومقتل نحو 240 شخص في غزة.

تابعت "فاتن" كل ما يجري من أحداث في فلسطين، كما أنها تابعت تفاعل الفنانين مع القضية الفلسطينية، وتمتلك السيدة جاليري خاص بها في منطقة الزمالك، منذ عشر سنوات، حيث تعرض فيه أعمال الفنانين المصريين والمعارض المختلفة، وكل ما يخص الثقافة، كما أن فاتن مُدركة أهمية الفن وكونه سلاح ضد اسرائيل "اسرائيل بسبب الفن بتحارب الفنانين وبتمنع الرسم بألوان العلم الفلسطيني"، وفكرت في خدمة القضية عن طريق الفن.

صورة 2

معرضًا يذهب نصف عائداته لأطفال فلسطين هو الفكرة التي خرجت بها "فاتن"، لتبدأ عدة مكالمات للفنانين لطلب اللوحات الخاصة بهم، لعرضها بالاتفاق معهم بأن نصف العائد يذهب للأطفال، تفاجئت فاتن بكم التفاعل معها "لقيت ناس كتير استجابت ورحبوا بالفكرة جدا"، ومن بين هؤلاء الفنانين عادل السيوي ومحمد عبلة "وهم فنانين معروفين جدًا ولوحاتهم غالية".

كانت رسالة "فاتن" هي وصول الدعم قدر استطاعتها، وحينما جاء وقت تسمية المعرض اختارت الجملة الختامية لرواية "رجال في الشمس"، للأديب الفلسطيني الراحل "غسان كنفاني"، وهي "لم يدقوا جدران الخزان"، وهي جملة شهيرة ويعرفها الكثيرون من مُحبي الأدب الفلسطيني، كناية عن الاستسلام، لكن الأحداث هذه المرة كانت على عكس ما فعله أبطال الرواية، فالأبطال الفلسطينيين في الواقع "دقوا جدران الخزان"، كناية عن توصيل الصوت ليسمعه العالم ويعرف ما تفعله اسرائيل بالفلسطينين "احنا كفنانين بندق عالحيطان علشان العالم كله يسمع، وده دور الفن، وعلشان كدة اسرائيل بتحارب الفن".

صورة 3

بعد إعلانها عن المعرض كان يصلها كل يوم عمل جديد من فنان جديد، وفي نهاية شهر مايو تم افتتاح المعرض لتعرض فيه كل اللوحات، ويتفاعل الزبائن و زوارالمعرض معها، وحتى الآن تم بيع أكثر من 60 في المائة من مجمل الأعمال المعروضة بهدف وصول تلك النسبة قريبًا لـ85 في المائة "الزبون اللي جاي يشتري اللوحة هو بيقتني عمل طبعًا، ولكن كمان هو عارف إنه بيساعد القضية لأن جزء من المبلغ اللي بيدفعه هيروح للدعم"

وقد تواصلت "فاتن" مع منظمة "غسان كنفاني" لإرسال المبالغ المالية لهم، وهي منظمة تأسست عقب اغتيال كنفاني بعامين، هدفها الأساسي هو دعم الفن والأطفال الفلسطينيين وتعليمهم.

صورة 4صورة 4

الفنان "معتز نصر الله" من ضمن الفنانين الذين تواصل معهم "فاتن" للمشاركة بالمعرض، حينما سمع عن الفكرة شعر بالحماس الشديد بسبب متابعته لما يحدث

"الفلسطينيين عاملين زي اللي عايشين على قمة بركان طول الوقت حاسين إنه بينفجر فيهم، وده وضع معيشي صعب لأنهم عايشين في وطنهم مواطنين درجة تالتة، وأبسط الإيمان إننا نوصلهم صوتنا ونعرفهم إننا بندعمهم ".

شارك "نصر الله" بلوحة فنية ضمن خط يعمل عليه منذ ثورة يناير حتى الآن، وهو بعنوان الموروث المفقود "بقالي سنين بنزل أصور المناطق الجمالية في القاهرة القديمة وأسجل، وفي الوقت بتاع الثورة لحد دلوقتي أماكن كتير اتكسرت واتدمرت فاشتغلت عالخط دة ".

العمل الذي شارك به "نصر الله" بالمعرض هو عمل من أعواد الكبريت التي عمل عليها "نصر الله" بالتحديد بسبب هشاشتها و قوتها في نفس الوقت، ولم تكن تلك المشاركة الأولى له ضمن معرض يدعم فلسطين، حيث ذهب للكثير من المعسكرات لتعليم الأطفال الفلسطينيون الفن، وفي وقت الانتفاضة الأولى أقام معرضًا بعنوان "من أجل القدس" مع العديد من الفنانين.

صورة 5

الفنانة "جاذبية الحمامصي" من الفنانات المشاركات في المعرض تحمست بشدة حينما علمت فكرة المعرض، أدركت أنه حتى لو اعتبرت مساهمتها بسيطة لكنها قادرة على الدعم "شاركت بلوحة جديدة عن فكرة القلق الزايد، و الفكرة دي كنت عاملاها معرض في وسط البلد من فترة، لكن اللوحة جديدة وهي عن ازاي أنا بتفاعل مع القلق الزايد، وأعبر عنه في اللوحات وحسيت إنها معبرة عن القضية نفسها".

فيديو قد يعجبك: