لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

صفاء حتحوت أول مغنية راب فلسطينية.. حين تقدم الموسيقى تحية للنساء (حوار)

07:15 م الثلاثاء 22 يونيو 2021

صفاء حتحوت أول مغنية راب في فلسطين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

حوار- رنا الجميعي:

قليل من الفتيات مَن دخلن عالم الراب في فلسطين، كان على رأسهن "صفاء حتحوت" التي برز اسمها منذ سنوات طوال، واقتحمت المجال الذي اقتصر على الرجال فقط، وفي سن صغيرة جدًا.

في عمر يتفتّح فيه الوعي كانت صفاء تستكشف عوالم الهيب هوب، تسمع موسيقى "توباك"، وغيره ممن احتجّوا بالموسيقى، ذلك الإيقاع السريع جذب الفتاة ذات الرابعة عشر "كان غريب ومكنتش بفهم كتير الكلمات"، لم يكن الإيقاع وحده مصدر الانبهار، لكن الكلمات الغاضبة أيضًا "كنت أروح أترجم على جوجل"، وفهمت معاني النضال التي تزخر بها أغانيهم "حبيت إنها موسيقى بعبر فيها عن نفسي"، تقول صفاء في حوارها لمصراوي.

1

كان غريبًا على أهل عكّا أن يشهدوا في بدايات الألفية الثالثة فتاة تُغنّي الراب، وحين عرضت صفاء الأمر على أهلها رفضوا، خاصة أنها كانت تريد الانضمام لفرقة راب مُكونة من أربعة شباب، كان فريق "الإم دبليو آر" في عزّ شهرتهم بعالم الراب، غير أن صفاء رجعت خائبة بسبب الرفض، ولكن حيا الأمل فيها مرة أخرى؛ حينما عرضت عليها صديقتها نهوة عبد العال تكوين فرقة بنات، ومن هنا بدأت فرقة "عربيات" في الظهور.

في عام 1999 كان مشهد الراب في بداياته بظهور فرقة "دام" من مدينة اللد، وفريق "الإم دبليو آر" في عكا، ومع تواجدهم بدأ يتكوّن جمهور من الشباب لهذا النوع من الموسيقى التي تتحدث عادة عن مشاكل الفلسطينيين داخل أراضيهم، وهو ما فعلته أيضًا صفاء ونهوة بأول أغنية قدماها، وهي "شو صار بالدنيا"، والتي عبرا فيها عن وضع مدينتهما عكا "كنا نحكي عن وضعنا كمواطنين وكيف الحكومة بتفرق بين العرب واليهود"، كذلك تحدثا عن الشباب المُتهور الذي لا يهتم بمستقبله، كان غريبًا أن فتيات بعمر الخامسة عشر يكون ذلك موضوع أول أغنية لهما.

كان الأغرب أن تكون ثاني أغنية تحدثتا فيها عن الحرية للبنت العربية، تضحك صفاء "شو يعني بنت بعمر الـ15 تكتب عن حرية البنت"، وذلك في عام 2002، "لما بطلع للكلمات دلوقت بحس أد ايه إنها ساذجة"،

2

القضايا النسائية صارت محور اهتمام كبير من صفاء، حفلت مسيرتها الفنية بأغاني للمرأة العربية "أنا بكتب عن الإشيا اللي بحسها وبشوفها وبمرق فيها"، صحيح أنها لم تتعرض لعنف جسدي قبل ذلك، لكنها تعرض لكثير من مواقف التحرش، وهو ما دفعها العام الماضي لغناء أغنية "تتحرش فيها ليه"، التي قدّمت فيها بشكل هزلي قضية التحرش، حيث خطفت شاب وقامت بمُحاكمته، قبل ذلك غنّت أغنية "كلي نار"، والتي تحكي فيها عن قصص تعنيف المرأة، كما غنّت "نطلّع حس" أيضًا عن المرأة "أنا بحاول دايمًا في الأغاني إنه أحفّز المرأة تكون قوية ومتسكتش عن حقها".



لازالت تتذكر صفاء أول حفلة ظهرت فيها برفقة نهوة، عادة ما تكون حفلات الراب مكونة من أكثر من فريق، هكذا صعدت فرقة عربيات بجوار فرقة "دام" و"الإم دبليو آر" في حيفا: "وكان فيه رهبة كبيرة يومها"، ملأت القاعة عن آخرها بالناس "ووقتها الراب كان جديد"، وجذب إليه قطاع كبير من الجمهور الذي اشتعل بالحماس ما إن رأى فتيات صغيرات يُغنين الراب فما بالك فيه بنات ينطوا ويغنوا، كان اشي كتير حلو ولذيذ".

في بداياتها قابلت صفاء رفض من قِبل أهل عكا "أول ما بلشت الكل كان يتمسخر"، لكنها لم تؤثر فيها، كانت سعيدة الحظ كون أنها لاقت الدعم من أسرتها "كانوا ييجوا معايا الحفلات ويساعدوني"، مع الوقت بدأ أهل عكا في تقديرها، خاصة مع تواجدها المستمر على الساحة الفنية "بعد عشرين سنة صاروا يحترموا الكلمات اللي بطرحها في الأغاني".

3

لسنوات ظلّت صفاء تحلم بإنتاج أول ألبوم غنائي لها، لكن ذلك لم يحدث، فقررت الاستغناء عن ذلك الحلم، "مفيش شركات إنتاج وتكلفة ألبوم صعبة"، خاصة أن الراب يحتاج للانفعال اللحظي "الراب هو إنك تحكي شو حاسة وتدافعي عن مبادئك"، لذلك فضّلت صفاء أنت تُنتج أغنية منفردة كل فترة لها، خاصة أنها لم تكتفِ بالراب في حياتها.



منذ عدّة سنوات دخلت صفاء مجال التمثيل بالمسرح، لم يكن يومًا هواية لها، لكنها وجدت نفسها فيها، ومع الوقت انشغلت صفاء عن الموسيقى بأمور الحياة، ومع ذلك ظلّ الراب هو معين تنهل منه دومًا، حيث تكتب من وقت لآخر "ولما بنزل أغنية جديدة لازم أكون حاسة فيها ومقتنعة ومآمنة إني بغيّر في المجتمع".

مثلما فعلت حينما ظهرت للجمهور بأغنية "أنا عربي يا جحش"، الجملة المعروفة لفنان الكاريكاتير ناجي العلي، والتي استخدمها بعد ذلك النائب أحمد الطيبي داخل الكنيست الإسرائيلي، احتجاجًا على قانون يفصل بين المسلمين والمسيحيين في عام 2014، على إثرها انفعلت صفاء من الواقعة الشهيرة، وغنت أشهر أغنياتها "أنا عربي يا جحش" التي حازت صدى كبير.



تابعت صفاء أحداث حي الشيخ جراح بالقدس التي جرت في إبريل الماضي، ولازال مستمر إلى الآن، على خلفية دعاوي قضائية طويلة الأمد ضد عائلات فلسطينية تواجه خطر الإخلاء من منازلها، تلك الأحداث جعلت المغنية الشابة موقنة أن الجيل الجديد يعرف قضيته جيدًا "طلع الجيل ده مبيسكتش"، ظلت صفاء طيلة الفترة تنشر عن الأحداث على صفحتها بالفيس بوك "السوشيال ميديا لعبت دور كبير في القضية"، كما أنها شاركت في المظاهرات الاحتجاجية، لكنها لم تتمكن من اصدار أغنية راب رهينة اللحظة "صحيح كتبت لكن مكنش ليا نِفس"، فقد كانت ولاتزال فترة صعبة جدًا بالنسبة لصفاء مثلما كانت لباقي الفلسطينيين.

على مدار عشرين عامًا قدّمت صفاء نموذجًا قويًا للمرأة العربية، تظهر كل فترة وأخرى لتؤكد على قوة المرأة العربية، وعلى تواجدها في الساحة الفنية التي تتغير على الدوام، فيما يُرضيها شكل الحياة الذي اختارته لنفسها، مُؤمنة بأن الموسيقى تُغيّر "على الأقل بحاول أعطي القوة لنساء العالم وخصوصًا الفلسطينيات".

تابع موضوعات الملف:

من فلسطين إلى العالم.. كيف صار نفار "أيقونة" في عالم الراب؟

1

رحلة غنيم مع الراب الفلسطيني.. صعود نجم بعمر حصار غزة

2

بعد أحداث الشيخ جراح.. إلى أين وصل الراب الفلسطيني؟ (تقرير)

3

"الراب".. سلاح آخر يستخدمه الفلسطينيون في مواجهة الاحتلال

5

فيديو قد يعجبك: