حفل "المومياوات" غير مسار الرحلة.. زيارة سُياح إلى متحف الحضارة

كتبت-رنا الجميعي وشروق غنيم:

تصوير- شروق غنيم:

داخل متحف الحضارة المصرية، جاء زوار من جميع الجنسيات، ففي ثاني أيام افتتاحه امتزج خليط من اللهجات، بجانب العامية المصرية يُمكن للقادم أن يسمع لغات أجنبية وعربية بلهجات أخرى، فمن اليمن وروسيا جاء سياح لم يسعهم تفويت الحدث المهم.

بحركة محدودة خطى رجل يمني داخل القاعة المركزية للمتحف، يبدو عليه التعب، ويحاول من وقت لآخر الجلوس لالتقاط أنفاسه، فمن اليمن قدمت الرجل برفقة زوجته هدى منذ أيام، وكان هدف الزيارة هو رحلة علاجية للزوج الستيني، لكن ما إن شاهدوا حفل نقل المومياوات الملكية حتى قررا المجئ إلى المتحف القومي للحضارة بمصر القديمة "ما كان بدنا نفوّت يوم زي ده، فرحانين لإن مصر هي بلدنا وبيتنا".

يعيش الثنائي في منطقة ذمار باليمن، وقد اعتادا على أن زيارتهما لمصر تعني مزيد من الجولات بين المتاحف والأماكن السياحية "جينا مصر خمس مرات من قبل، والمرة دي حظنا الكويس إننا في نفس وقت افتتاح متحف الحضارة، شي العالم كله يحكي عنه، حبينا نكون وسط هاد الحدث ونشوفو بعيوننا".

نفس الشغف والحماس جاء به ساشا وسيرجي من روسيا، قدما الاثنان برفقة خالد، الذي يعمل كمرشد سياحي منذ أربعة أعوام، لكن بمنظور مختلف "بحاول أخلي السُياح يعيشوا الثقافة والحياة المحلية أكثر"، من خلال حضورهم لأفراح شعبية أو السبوع أو يتعرفوا على التراث المصري "وبالإضافة لده بنزور برضو المعالم المهمة في مصر".واليوم كان خالد يُرافق الثنائي الروسي في يومهما الأول في مصر "كنت حابب يشوفوا بنفسهم المتحف اللي كان حديث العالم كله اليومين اللي فاتوا".

لم تكن أخبار افتتاح المتحف ببعيدة عن ساشا وسيرجي، حيث تلقيا تلك الأنباء منذ حفل نقل المومياوات، الذي أقيم السبت الماضي، ويقول الروسيان لمصراوي "كنا مبهورين باللي شفناه". فقد سمعت ساشا الكثير عن الحضارة المصرية القديمة، ففي المكتبات بروسيا كانت ترى المراجع الهائلة المكتوبة عن التاريخ المصري، وبسبب ذلك ظلت طيلة سنوات تشعر بسحر ما تجاه الحضارة المصرية، وأحبّت زيارة المعالم الأثرية المصرية كلما تسنت لها الزيارة، التي كانت الثانية لها "أول مرة ليا كنت طفلة مع عيلتي، وروحنا الأهرامات والمتاحف".

كذلك لم تكن زيارة سيرجي الأولى، ففي مرات سابقة سافر إلى شرم الشيخ، ولكنها المرة الأولى له في القاهرة، والذي تعرّف على الحضارة المصرية القديمة أيضًا عبر المراجع الكبيرة، وأيضًا الأفلام القادمة من هوليوود مثل فيلم "إنديانا جونز"، و"المومياء"، كما يذكر، حيث نقلت له تلك الأفلام حالة من الانبهار بالحضارة المصرية "وبسبب ده اتعلمت كتير عن التاريخ المصري". في جولتهما بالمتحف لم يتوقف انبهار ساشا وسيرجي، في أعينهما يظهر اعجاب شديد بما يروه من معروضات "أنا مش مصدقة إن اللي أدامي ده حقيقي وقديم جدًا وأنا موجودة فيه".