لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

دماء على الطريق وفزع بين الركاب.. مشاهد حزينة من حادث قطار طوخ

06:31 م الأحد 18 أبريل 2021

كتب- محمد مهدي:

تصوير- أحمد جمعة:

ارتجف قلب أحمد رمضان عند سماعه دوي انفجار بالقرب من بيته في مدينة طوخ بالقليوبية، قبل أن يكتشف انقلاب عربات بقطار (القاهرة - المنصورة) على مسافة قريبة من قريته، لم ينتظر كثيرا. هرع إلى هناك ليجد مشاهد حزينة يرويها لمصراوي "ضحايا كتير ودم في كل مكان، وعربيات الإسعاف بتنقل المصابين"، يذكرها بأسى.

كانت وزارة الصحة والسكان أعلنت منذ قليل عن إصابة 97 مواطنا حتى الآن، في حادث قطار طوخ، والدفع بـ58 سيارة إسعاف لنقل المصابين إلى مستشفيات (بنها التعليمي - قليوب التخصصي - بنها الجامعي) من أجل تلقي العلاج والرعاية الطبية اللازمة، فضلا عن رفع درجة الاستعداد للقصوى بجميع مستشفيات محافظة القليوبية.

على مرمى البصر وجد رمضان العربات الأخيرة من القطار في حالة انقلاب "فيه عربيتين منهم وقع جواهم ضحايا كتير"، جميعهم استقلوا القطار منذ ساعات قليلة. صرخاتهم لا تتوقف، يسرد البعض كيف انقلبت العربات رأسا على عقب في لحظات دون أن يعلموا السبب. شعورهم بالفزع ورائحة الموت القريبة منهم، ومطالبة بعضهم بالاتصال بذويهم من أجل الاطمئنان عليهم.

"كله كوم واللي عملوه الأهالي كوم تاني، ناس ياما جايه تساعد"، رغم درجات الحرارة الشديدة وسوء الأوضاع، لكن المواطنين قدموا من كل حدب وصوب من القرى والعزب المجاورة، كما يؤكد الشاب الثلاثيني، من أجل مساعدة رجال الإسعاف، لسرعة نقل المصابين إلى المستشفيات، "بيقدموا كل اللي عندهم بأبسط الإمكانيات، اللي يشيل مع الإسعاف واللي يطبب مريض، واللي يواسي شخص بيبكي".

يندفع رمضان وسط العشرات في قلب الحادث "كان فيه سور حوالين القضبان، لكن الناس شالت جزء منه عشان يقدروا يوصلوا للركاب"، تكاتف كبير بين المارة ورجال الإسعاف لإنقاذ المصابين، فيما تواجد العديد من المواطنين بصحبتهم مياه وأطعمة، "عشان يوزعوها على الناس اللي تعبانة واللي مش قادر يكمل صيام بعد الحادثة".

وبحسب بيان رسمي للهيئة القومية لسكك حديد مصر، فإن الحادث جرى في الساعة الواحدة و45 دقيقة، أثناء مرور قطار 949/ 3209 سياحي، متجها من القاهرة إلى المنصورة، حيث أسفر عن سقوط 4 عربات من القطار بمدخل محطة سندنهور، مؤكدا على أنه جار الوقوف على أسباب الحادث.

وانتشرت قوات الأمن في محيط الحادث، وفقا لرمضان، بينما تزايدت وتيرة نقل المصابين إلى المستشفيات "لكن لسه فيه ضحايا موجودين تحت عربية في القطار"، وهو ما يستدعي جلب أوناش خاصة بالعربات لسرعة رفعها وانتشال المصابين، "كل الناس بتحاول على قد ما تقدر تعمل اللي عليها عشان تنقذ أرواح الركاب اللي اتقلبوا مع العربيات".

وبعد فترة قصيرة من وقوع الحادث انتقل فريق من النيابة العامة إلى منطقة سقوط العربات، لمعاينة تفاصيل الحادث والتعرف على كافة التفاصيل، من أجل سرعة اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة والخطوات الخاصة بالتحقيق، فيما وصل إلى مكان الكارثة اللواء عبدالحميد الهجان، محافظ القليوبية، الذي أمر بتوفير كافة سبل الرعاية للمصابين.

لم يترك رمضان منطقة الحادث رغم اقتراب صلاة المغرب وموعد الإفطار. بقي مثل غيره من أهالي المنطقة رفقة المصابين، "لازم نستني لحد ما نطمن على آخر واحد كان في القطر"، مشاعر طيبة تكسر من حدة المشاهد الحزينة في قلب المدينة الهادئة بعد وقوع الحادث الأليم داخل أراضيهم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان