"عيش وملح".. تجهيز مطبخ بطهطا لخدمة أهالي ضحايا كارثة قطاري سوهاج

كتبت-هبة خميس:

في كل جمعة تلتقي رحمة حميدة مع الفريق الذي تتطوع معه بإحدى الجمعيات الخيرية بمركز "طهطا" لتنفيذ مبادرتهم "عيش وملح" لتوزيع أكثر من 500 وجبة على البسطاء كما اعتادوا اسبوعيا، لكن اليوم اختلف روتينهم بسبب حادث تصادم قطارين في قرية الصوامعة القريبة من مكان المبادرة.

خلال الساعات الأولى من صباح اليوم بدأ عدد الوجبات يقترب من الرقم المطلوب مع تكاتف الأمهات والفتيات والشباب في الأطعمة التي سيتم توزيعها على الناس "أثناء ما بنطبخ سمعنا الخبر فقررنا إن الوجبات اللي هنعملها هتروح للمستشفى العام في طهطا، اللي نقلوا فيها المصابين وأهاليهم".

وجرى الحادث الأليم اليوم الجمعة بعد اصطدام قطار بآخر في منطقة الصوامعة، مما أدى إلى انقلاب 3 عربات وجرار بينما سقط العشرات من الضحايا الذي وصل أعداهم إلى 32 حالة وفاة وإصابة 108 آخرين، فيما أمر النائب العام بفتح تحقيق عاجل بعد معاينة موقع الكارثة.

بعد انصراف الكثير من أعضاء فريق المطبخ عادوا مرة ثانية عقب نشر "حميدة" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" احتياجهم لمزيد من المساعدة في توزيع وجبات أكثر "في خلال عشرين دقيقة فوجئت بأعداد كبيرة جاية على الجمعية عشان تشارك" ابتسامة علت وجه ابنة محافظة سوهاج رغم الظروف الصعبة نظرا لاهتمام الناس بالمساعدة.

"عدد الناس اللي بتساعد أكتر من 100 شخص، من كل الأعمار، غير اللي قدم لنا عصاير ومايه وأكل، والشباب اللي وصل الوجبات لحد المستشفى" في خلال وقت قصير زاد عدد الوجبات عن 500 وجبة. لتجري عملية توزيع تلك الوجبات على الفرق الطبية و المرضى و ذويهم بالمستشفى العام.

من خلال عملها ضمن فريق متطوعين لسنوات اندهشت "حميدة" تلك المرة من السرعة التي جرى بها الأمر، ما بين تنظيم عمليات التبرع بالدم أو استقبال الأهالي للمصابين وذويهم وغيرها من المبادرات المختلفة "الناس اتحركت بسرعة شديدة واشتغلت بنظام زي خلية النحل حقيقي، و من أول اليوم لآخره لسه الناس جاية تسألنا إذا كنا محتاجين حاجة نوفرها للضحايا".