لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

نوال السعداوي.. رحيل امرأة مُفكّرة (بروفايل)

06:06 م الأحد 21 مارس 2021

نوال السعداوي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-رنا الجميعي:

رحلت اليوم نوال السعداوي، عن عمر يناهز الـ90عامًا، بعد معاناة مع المرض، وقد كانت نوال طبيبة أمراض صدرية ونفسية وكاتبة وروائية ومُفكرة مهمة خاضت صراعات فكرية طيلة حياتها على رأسها قضية ختان الإناث.

ولدت نوال في قرية كفر طحلة بمدينة بنها، ليس معروف بالتحديد أي العامين ولدت فيه، عام 21 أو عام 31، نشأت نوال بين طبقتين كما قالت في إحدى حواراتها، طبقة أرستقراطية أصلها تركيا وأخرى ريفية الأصل، وبين تلك الطبقتين تشكّلت شخصيتها، فقد أخذت من والدتها التلقائية فكانت حرة الفكر، مما أدخلها في صراعات عديدة
وصلت لفصلها من عملها.

ففي الستينيات من القرن الماضي، نادت نوال السعداوي بمنع ختان الإناث، داخل جلسة في نقابة الأطباء، فقد كانت حينها عضوة بمجلس النقابة، ورفض الطلب بالأغلبية كما قالت في إحدى مقالاتها، وكان على رأسهم وزير الصحة ذلك الحين.

رفضت نوال منطق الختان فقد قالت في نفس المقال "عرفت بإحساسي الفطري، ثم في كلية الطب، أن المشرط يجب ألا يقطع من الجسم إلا الجزء المريض، أما الأجزاء السليمة، فلماذا نقطعها؟"، وبسبب تلك التلقائية التي تمتّعت بها نوال ظلتّ تُحارب الجهل المُجتمعي، والعُنف الذي تتعرض له المرأة بأشكال عدة منها العنف المنزلي
والنظرة الدونية لها دومًا كما في قضية ختان الإناث، حيث واجهها الأطباء في تلك الجلسة قائلين لها إن ختان الإناث ليس له فائدة، إلا أنه يكبح شهوتها الجنسية.

وقد تناولت نوال قضايا المرأة بشكل موسع في كتاباتها، ومنهم كتابها "المرأة والجنس"، الذي تتحدث فيه عن الظلم الذي تتعرض له المرأة في أمور عديدة ومن بينها قضية ختان الإناث، وبسبب ذلك الكتاب تم فصل نوال من عملها، وأغلقت مجلة الصحة التي ترأست تحريرها، كما تم إغلاق جمعية الثقافة المصرية التي أنشأتها، وكان رد الفعل
قويًا بسبب هجوم الرأي العام عليها.

حاولت نوال داخل الكتاب مقاومة الجهل الواقع فيه بعض فئات المجتمع المصري، فتقول في إحدى فقراته إن الجهل ليس بالضرورة غياب المعلومات، فترويج المعلومات الخاطئة هو أشد أنواع الجهل، وفي الكتاب أوضحت نوال الكثير مما تتعرض له النساء في مصر، سواء كانت المُتزوجة أو البنت غير المتزوجة.

ومن بين ما تعرضت له نوال أيضًا كان اعتقالها من قبل الرئيس محمد أنور السادات عام 1981، وفي نفس العام اختارتها مجلة تايم الأمريكية ضمن أهم 100 امرأة في العالم على مدار القرن العشرين، ورغم الرفض والهجوم الشديد التي تعرضت له نوال السعداوي، لكنها لم تحيد عن أفكارها الحُرة أبدًا، والتي لا تعني بالتأكيد أن
كلها صحيحة، لكنها تعلم أن الأفكار تُحاربها الأفكار وليس الفصل والسجن.


وإن مصير الأفكار الحُرة سيجد طريقه يومًا داخل المجتمعات، كما يحدث في مصر، حيث يُعاقب القانون بالسجن مدة لا تقل عن خمس سنوات كل من أجرى ختانًا لأنثى بإزالة جزء من أعضائها التناسلية، وذلك ضمن قانون العقوبات، وهو ما يدلّ على أن التقدم والتغير هو اليقين في كل القضايا، فكما قال في إحدى مقالاتها الأخيرة إن
سبيل الأفكار هو "النكران ثم الهجوم ثم المنع، إنها حركة الحياة في تجدد دائم ومنطق التقدم الذي يفرض نفسه على الجميع".

فيديو قد يعجبك: