"حدودها السما".. كيف حوّلت والدة إعاقة ابنتها إلى قصة نجاح؟

كتبت-هبة خميس:

حينما بلغت طفلتها عمر العام والنصف، شعرت السيدة نيرمين بيومي بشيء ما خاطئ، فطفلتها لا تستجيب للأصوات بشكل جيد، لتبدأ رحلة مع الأطباء لتشخيص حالة الصغيرة حتى وصلت الابنة لعمر العامين وعلمت الأم أن "مادونا جمال" من الصم والبكم.

"الدنيا اسودت في عيني لما عرفت.. افتكرت إن بنتي مش هتعرف تعيش عادي ومش هتبقى حياتها كويسة". رغم الصعوبات حينما دخلت الطفلة "مادونا" في مراحل الدراسة وبسبب عدم وجود الكثير من المدارس للصم والبكم اضطرت والدتها للحركة بها لمدرسة بعيدة جداً مع حمل مسؤولية دروس التخاطب المكلفة والتي تعتبر الأم أنها تأكل ميزانية البيوت التي بها طفل واحد من الصم والبكم "معظم الأسر اللي بتودي عيالها دروس تخاطب بيدفعوا معظم ميزانيتهم فيها والباقي القليل جدا للبيت بسبب عدد الدروس وتكلفتها العالية كمان مفيش حد يقدر يستغنى عنها".

خلال مراحل الدراسة رافقت الأم ابنتها لتصبح أفضل ويتكون لديها الإحساس بأن تلك الابنة لن تعيش حياة عادية فقط لكنها ستصير مميزة جداً، فحينما أخبرت مادونا والدتها بخبر مشاركتها في احتفالية قادرون باختلاف، المخصصة لذوي الهمم برعاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي شعرت الأم بالفخر بابنتها، رغم أنه لم يكن أول تكريم لها "كانت نصيحتي ليها انها تكون واثقة في نفسها وصلبة ومتخافش من حاجة لأنه هي معندهاش أي حاجة تمنعها تكون قوية".

خلال سنوات نشأة الابنة شعرت الأم بقسوة الحياة عليهما والجهد الكبير المبذول للحصول على أبسط الأشياء، وعقب تخرج "مادونا" من معهد اللغات بدأت تميل تجاه التمثيل لتقرر الأم إلحاقها بورشة للتمثيل وبرزت موهبتها الخاصة وقررت "مادونا" دراسة التمثيل بشكل جاد والالتحاق بمعهد الفنون المسرحية "كنت حاسة انها موهوبة وحبيت أصقل موهبتها بالدراسة وقدمت فعلا في المعهد واتقبلت واللي ساعدها كتير كان دكتور أشرف ذكي وبقيت مادونا اول طالبة من الصم والبكم هناك".

حينما تخرجت "مادونا" من المعهد بدأت تستقبل الأدوار للاحتراف في التمثيل، فيما تساعدها والدتها "لما بيتعرض على مادونا دور بنتناقش مثلا..بيكلموني أنا يفهموني واتكلم معاها لكن هي بتاخد رأي دكتور أشرف الأول لأنها بتثق فيه جداً، وهي بيتعرض عليها أدوار مناسبة ليها جداً".

قبل احتفالية "قادرون باختلاف" التي أُقيمت الأحد الماضي تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، جلست مادونا مع الفنانة "دنيا سمير غانم" للعمل على الأغنية التي ستؤديها مع لغة الإشارة للصم والبكم، فيما كانت تتمنى الابنة لو شاركت الفنانة الشهيرة أغنيتها.
الطموح هو أكثر ما يميز "مادونا" فبالرغم من وصولها للكثير من الأشياء التي لم يصل إليها غير أنها مازالت ترسم أحلام أبعد، كما تقول والدتها.