لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حُبًا في الفنون التشكيلية.. مروة ترفع شعار "الفن للجميع" بخريطة للفعاليات اليومية

04:32 م الإثنين 27 ديسمبر 2021

مروة تدشن مبادرة خريطة الفنون البصرية

كتبت-رنا الجميعي:

منذ سنوات تشعر مروة السيد أن هناك فجوة كبيرة بين الفن التشكيلي والناس، تجعل كثيرون يعزفون عن زيارة المعارض الفنية، ويجهلون أيضًا فهم الأعمال الفنية، مما دفعها لتبدأ مبادرتها الخاصة بالفن التشكيلي باسم "خريطة الفنون البصرية"، في مُحاولة منها لتقريب الفن التشكيلي للمصريين.

"خريطة الفنون البصرية" هي مبادرة دشنتها مروة منذ فبراير 2019، تقوم فيها بعمل جدول يومي لأهم الفعاليات المختصة بالفن التشكيلي في مصر، بالذات في القاهرة والإسكندرية، وتقوم أيضًا المبادرة على توثيق وأرشفة أعمال الفنانين المعاصرين في مصر منذ عام 1989 وحتى هذه اللحظة، عبر موقع سيتم إطلاقه في المستقبل، كما أنها تقوم بطرح عدد من الأسئلة على المهتمين بالفن لتقريب معنى الفن على الجمهور المصري، وبدأت مروة بتلك الأنشطة عبر صفحة الفيسبوك "خريطة الفنون البصرية - visual art map".

تخرجت مروة من كلية تربية فنية عام 2011، وحصلت على ماجستير في مجال النقد والتذوق وتاريخ الفن، وتتذكر مروة خلال دراستها أنها لم تجد ما يُساعدها في معرفة الفعاليات الفنية القائمة بالقاهرة، مما اضطرها في ذلك الوقت لأن تُسجّل بنفسها عناوين القاعات الفنية منذ عام 2007 "مكنتش بلاقي موقع بيسجل القاعات كلها، فحسيت إن دي حاجة لازم أعملها بنفسي طالما أنا مهتمة بالفن وبحب أروح معارض".

منذ ذلك الوقت بدأت مروة تشعر بتلك الفجوة بين الفن والناس، وأن عليها بذل الكثير من المجهود حتى تتمكن من معرفة الفعاليات الفنية، متى تحدث وأين، حتى بعد انتهائها من الدراسة، ثم دراستها مرة أخرى في مجال آخر، وهو دبلوم تنمية ثقافية التابعة لكلية آداب القاهرة، "حسيت بردو بالفجوة دي، لأننا كنا بنتناقش أنا وزمايلي في كل المجالات زي السينما والأدب، بس لما نيجي نتكلم عن الفن التشكيلي بنعطل".

وفي لحظة ما من التساؤلات الكثيرة التي تشغل مروة، شاركت صديقتها تلك الأفكار ""كنت بسأل نفسي وبسأل صاحبتي إيه اللي يخلي الفن البصري بعيد كدا عن الناس، رغم إنه الفن اصلًا كان زمان قريب جدا من الناس، الإنسان البدائي كان بيرسم على جدران الكهوف، واحنا أجدادنا الفراعنة كانوا بيرسموا على جدران المعابد، فازاي بقى بعيد عن الناس كدا؟". فشجّعتها صديقتها على تدشين المبادرة "اعملي انتي الصفحة اللي تجمع فعاليات فنية"، ومن هُنا قامت مروة بالفعل بتدشين صفحة الفيسبوك في فبراير عام 2019.

وقررت الشابة أخذ خطوات صغيرة نحو هدفها في تقريب الفن للناس، وبدأت ذلك بعمل جدول يومي لأهم فعاليات فنية تحدث في القاهرة والإسكندرية، وحاليًا تقوم الشابة بصُحبة فريقها بعمل سلسلة لقاءات مصورة تحت عنوان "يعني ايه فن"، تسأل من خلالها المهتمين بالفن مثل دكتور عماد أبو غازي، وزير الثقافة الأسبق، والفنان أحمد الشاعر، ودكتورة أسماء الجنيدي، والفنان دكتور خالد حافظ.

عبر تلك السلسلة تحاول مروة طرح أسئلة أولية عن الفن "مفيش نقاش حقيقي في الفن، عشان كدا قررت أعمل السلسلة دي"، ترى مروة أن هناك ظروف عديدة دفعت لأن يكون الفن التشكيلي بعيد عن الناس من بينها أنه لا يوجد تواصل حقيقي بين الفنانين وبعضهم البعض "فنانين قطاع الفنون التشكيلية في حتة، وفنانين المؤسسات الفنية المستقلة في مكان تاني".

تطرح السلسلة في حلقاتها الأول سؤال بسيط لكنه جدلي للغاية "يعني ايه فن؟"، وتخطط مروة لأن تتسع السلسلة لأسئلة أخري ومتطورة أكثر "هنطرح أسئلة تانية على نفس الناس اللي كلمناهم"، ويستغرق اللقاء الواحد مدة بين الدقيقة والست دقائق "عشان ميكونش فيه ملل"، ومن بين الأسئلة التي سوف تطرحها الشابة "ليه الفن مهم للناس؟".

تقول مروة إن الفن ليس له تعريف واحد، وكل فنان له مفهومه الخاص بالفن، لكن المشكلة في مصر أساسها هو عدم وجود تواصل حقيقي بين الفنانين "كل جماعة عندها تعريف مختلف للفن، وكله شايف نفسه هو الوحيد الصح"، لذا تحاول مروة عن طريق مبادرة "خريطة الفنون البصرية" خلق جمهور ينجذب للفن جاهدة في تقريب مفهومه للناس .

تعكف مروة حاليًا على توثيق الفن المعاصر في مصر تحديدًا منذ عام 1989 "من بداية وجود صالون الشباب وهو معرض يتبع قطاع الفنون التشكيلية"، وصالون الشباب هو مسابقة يعرض الفنانون من خلالها أعمالهم الفنية، وتقوم مروة وفريقها بعمل أرشيف يجمع الأعمال الفنية لفترة التسعينيات والألفينات وما بعد 2010 إلى الآن "وتواصلت بالفعل مع مجموعة من الفنانين عشان أجمع أعمالهم وسيرتهم الذاتية"، تهدف مروة من خلال الأرشيف تقييم تلك الفترة في حياة مصر الفنية.

كما تعمل الشابة أيضًا على تطبيق إلكتروني يقوم برصد العروض الفنية "ونبذة بسيطة عن الأماكن الفنية نفسها وبيحصل امتى"، ولازال التطبيق قيد التجريب.

رغم أن هناك نشاط متزايد للحركة الفنية في السنوات الماضية، لكن مروة ترى أن ذلك النشاط مُنحصر ضمن فئة محدودة جدًا، فمن الملاحظ بالنسبة لها أن هناك عشر قاعات فنية فتحت أبوابها خلال العامين الماضيين "خلال السنتين ما قبل أزمة الكورونا وخلال الكورونا كمان"، ولكن تظلّ الأزمة في نظرها أن "هما جمهور معين بس بيتكرر في كل المعارض"، لذا فإنها تحاول من خلال مبادرتها جذب الفئات الأخرى التي لا تستوعب الفن.

ترى مروة أيضًا أنه لا توجد تغطية جيدة للفن التشكيلي عبر وسائل الإعلام التي تشمل الصحافة والتليفزيون "بالنسبة للتليفزيون مثلًا مفيش غير برنامج واحد بس بيتقدم عن الفن، وهو برنامج على قناة النايل الثقافية"، أما القنوات الخاصة فلم تهتم بعمل برنامج عن الفن التشكيلي.

وبشكل عام تعتقد الشابة أن على الفن التشكيلي والمهتمين به تقريبه للجمهور العام "وإنه يتكلم لغة الناس العادية والناس تعرف إن الفن ليهم وبيعبر عنهم وإن الفن مش هو السينما والأدب بس، ومهم كمان إن مناهج التعليم يبقى فيها اهتمام بالفنون".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان