إعلان

الحياة وسط العمالقة.. حكاية أول حكم مصري محترف في كمال الأجسام (حوار)

10:20 م الجمعة 10 ديسمبر 2021

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد مهدي:

لم يتمالك محمد محسن نفسه عند حصوله على كارت الاحتراف من رفائيل سانتونجا رئيس الاتحاد الدولي لكمال الأجسام ليُصبح أول حكم مصري محترف في تاريخ اللعبة، بكى الرجل الثلاثيني من شدة التأثر، تذكر مسيرته الطويلة وسط العمالقة منذ كان لاعبا يحصد العديد من الألقاب قبل أن يدلف إلى عالم التحكيم باحثا عن تجربة جديدة "من كتر عشقي للعبة مقدرتش أبعد عنها، وكان عندي طموح أحقق نجاح جديد في المجال" يذكرها محسن بحماس في حواره مع مصراوي.

صورة 1تعرف محسن على اللعبة مبكرا في طفولته "كنت عايش في ليبيا أواخر التسعينيات، وبدأت أروح أتمرن لأن أسرتي مُحبين للرياضة". كانت والدته إحدى بطلات مصر في ألعاب القوى لذلك حرصت على الوقوف بجواره في كافة خطواته "كانت الداعم الأول ليا، وفرت لي نظام غذائي صحي والمكملات المطلوبة عشان اللعبة" ليشارك في أول بطولة عام 2000 "بطولة تجارب العرب، لعبت في ناشئين تحت 21 سنة، غير بطولات الجمهورية، كنت بوصل لمراكز متقدمة" لينتقل بعدها إلى مصر ليستكمل رحلته كلاعب.

اختبر محسن التفاصيل الصغيرة والكبيرة في رياضة كمال الأجسام خلال عشرات البطولات التي شارك فيها داخل مصر وخارجها ليحصد ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية "بطولة الجمهورية للناشئين من 2001 حتى 2003 وبطولة الجمهورية درجة أولى حتى سنة 2055، وبطولة الشركات حتى 2013، وبطولات أفريقيا والبحرين والسعودية والبحر المتوسط وتجارب إفريقيا" خطوات جيدة في الفعاليات المحلية والدولية توقفت بغتة بعد وقوع مفاجأة غريبة "كنت بعمل فحص عام وسونار واكتشفت بالصدفة إني عايش بكلية واحدة، دا اللي خلاني بطلت لعب، كان لازم أحافظ على نفسي".

صورة 2تعجبت الطبيبة المعالجة لحالته الصحية من مشاركته طوال تلك السنوات في بطولات كمال الأجسام وعدم تعرضه لآثار جانبية نتيجة للأنظمة الغذائية الخاصة باللعبة والتمارين الرياضية التي يواظب عليها، اتجه إلى مهنة التدريب في مصر وليبيا وعدد من الدول العربية ثم أراد الدلوف إلى دنيا التحكيم "وفي عام 2016 دخلت في اختبار حكيم دولي أثناء وجودي بإكسبو دبي، أمام (بابل) رئيس لجنة الحكام بالاتحاد الدولي لكمال الأجسام" تجربة صعب تمكن محسن من اجتيازها بسلام والحصول على الشارة الدولية.

التحكيم في بطولات كمال الأجسام ليست بالمهمة البسيطة "بيكون قدامنا أبطال بقالهم سنين شغالين على نفسهم عشان لحظة صعودهم على المسرح وانتظار النتيجة" لابد أن يتعامل الحكم بحرص شديد في الدرجات التي يمنحها للأبطال "الفروق بتكون بسيطة جدا، والاختيار بناء على الشكل والتناسق العضلي وعدم وجود دهون ومايه كتير بين الجلد والعضلات" تتكون لجنة التحكيم من 7 أشخاص لضمان العدالة التامة "وبيتم شطب أعلى وأقل الدرجات" لضمان عدم وقوع ظلم على المتنافسين.

صورة 3يمتلك محسن مسيرة جيدة في عالم التحكيم بالتواجد في كافة بطولات الجمهورية بمصر "سواء ناشئين أو درجة أولى وتانية" أو غيرها من المحافل الرياضية الهامة داخل البلاد "زي بطولة أحمد علي الدولية ودوليكس لاب وبالانس وغيرهم" فضلا عن البطولة العربية والفجيرة بالإمارات وبطولة العالم، يهتم دائما بالتركيز الكامل قبل بدء التحكيم مباشرة وأثناء عملية اختيار الأبطال "بفصل نفسي تماما عن الجميع ومليش دعوة بحد، ببدأ أجهز نفسي إن الأبطال اللي قدامي مجرد لاعبين حتى لو أخويا وسطهم عشان العدالة".

يتذكر الحكم الدولي العديد من المواقف غير التقليدية التي تعرض لها خلال تحكيم البطولات "فيه لاعيبة كتير زعلت مني لما كانوا بيخسروا، لأننا كنا زملاء قبلها بسنين ولعبنا سوا" يواسي الجميع بعد انتهاء التجربة حتى يحافظ على التواصل الإنساني "بتكلم مع الخسرانين، بقولهم أسباب عدم الفوز عشان يشتغلوا على نفسهم أكتر" فيما لا ينسى عندما انهمر لاعب كمال أجسام بالبكاء على المسرح ذات يوم.

"وقفت البطولة وطلعت كلمته، كان بيقول إنه مش قد الناس اللي بينافسهم" أخبره محسن بأن وصوله إلى تلك النقطة هو أمر جيد للغاية ولابد أن يتماسك ويصمد من أجل الظفر بالألقاب في المرات القادمة "لما ابتسم حسيت إني عملت التصرف الصح، وبعد فترة كسب فعلا بطولة" يعتقد أنه يشعر بما يجول في قلوب اللاعبين "لأني قريب من سنهم وكنت من فترة قليلة بلعب معاهم وعارف هما طلع عنيهم قد إيه".

صورة 4

لا يتوقف طموح محسن في مهنة التحكيم، عندما علم بحصول حكم عربي على شارة الاحتراف "قولت ليه ميكونش عندنا مصري وسط المحترفين" خاصة مع التواجد المُشرف للاعب مثل بيج رامي في بطولات المحترفين كلاعب "قدمت طلب وشافوا تقييمي واشتغلت على نفسي أكتر وحكمت بطولات نسائية لأنه شرط أساسي للحصول على الشارة" انخرط بعدها في اختبارات جديدة ونجح في اجتيازها "وتمت ترقيتي واستلمت كارت تحكيم الاحتراف" اختلطت المشاعر داخله بين الفرحة والمسؤولية لكونها خطوة غير مسبوقة.

يستعد محسن في الفترة القادمة لوضع بصمته في بطولات المحترفين "عندنا أكتر من حدث رياضي كبير هشارك فيهم بإذن الله" يسعى إلى تطوير أدائه بصورة دائمة وتقديم صورة مشرفة عن الحكم المصري في المحافل العالمية فيما يحلم في الوقت نفسه بانتشار اللعبة في أنحاء مصر وزيادة الوعي تجاه تلك الرياضة "إنها لعبة صحية مش مرضية ولا فيها مشاكل كتير ولا هي استخدام غلط للعضلات".

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان