لحوم وفراخ وجمبري.. مطعم يقدم الوجبات مجانا في عزبة النخل (صور)

كتب- محمد مهدي:

داخل منطقة عزبة النخل في القاهرة يتقدم العشرات من الأشخاص يوميا نحو مطعم "انسان" لتناول أشهى المأكولات مع خدمة متميزة من العاملين بالمكان دون مطالبته بمقابل مادي لكونها مبادرة تهدف إلى توفير طعام جيد لغير القادرين على مدار اليوم "لقينا إقبال كبير على التجربة ولقينا الناس متحمسة للفكرة" تذكرها رنا هشام، مسؤولة بالمبادرة التي تستهدف المئات شهريا.

كانت الفكرة قد ظهرت للمرة الأولى في شهر رمضان الكريم بمبادرة من جمعية الإمام حذيفة الخيرية التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي حيث جرى توفير وجبات طازجة للبسطاء لتوزيعها خلال ساعة الإفطار "من وقتها قررنا إننا نسعى عشان نحولها لتجربة مستمرة بشكل يومي" حصل القائمون على المبادرة محل بمساحة جيدة في عزبة النخل "وبدأنا نجهزه بالكراسي والترابيزات ونعمل مطبخ" كما تم الاستعانة بشيف وعدد من العاملين لاستقبال الزوار.

قبل أيام من افتتاح المطعم الذي يقدم الوجبات بصورة مجانية إلى رواده "وزعنا ورق في المنطقة وحاولنا نبلغ أكبر عدد ممكن بالمبادرة وإن المطعم مفتوح للجميع، اللي حابب يدخل يأكل بدون ما يدفع فلوس، والمقتدرين فلوس وجباتهم هتبقى تبرعات" كانت الرؤية واضحة لابد أن يشعر البسطاء بالراحة التامة عند زيارتهم للمكان "بنتعامل مع كل ضيوفنا بلطف واحترام بنقولهم على طبقنا الرئيسي ونسألهم تحبوا تاكلوا ايه".

تزخر قائمة الطعام بكل ما لذ وطاب من المأكولات "لحوم وفراخ وأسماك وجمبري وخضار وأكل متنوع" جرى اختيار تفاصيل "المنيو" بعناية شديدة "عايزين نقدم كل حاجة لضيوف المطعم، منحددش ليهم أكل بعينه" هذا يمنحهم شعورا طيبا "وبيديهم التنوع المطلوب لو هما هيترددوا على المكان يوم بعد يوم" وليصبح كافة الزوار سواسية "اللي هيدفع أو لا، الاتنين ترابيزتهم عليها أفضل شيء بيطلبه".

المطعم يُرحب باستقبال مختلف الأشخاص "المكان مفتوح للمصريين وغير المصريين، عندنا جنسيات كتيرة بتيجي وأغلبهم من الأشقاء الأفارقة" يقف العمال بابتسامة في انتظار الوافدين إليهم، يتفانى الطهاة في عملهم "لأنهم بيعملوا حاجة إنسانية وفيها ثواب كبير" السعادة ترتسم على وجوه البسطاء بينما يتناولون طعام طازج صُنع بإتقان "وصل عدد المستفيدين من التجربة في شهر واحد حوالي 642 شخص لحد دلوقتي".

هناك طاقة من الأمل وجدت طريقها في شوارع عزبة النخل، منذ اليوم الأول طفت على السطح ردود فعل واسعة حول التجربة غير المتكررة في المنطقة "الناس مكنتش مصدقة في الأول، بيقولوا فيه مكان ممكن يعمل كدا؟ عشان كده بننصح أي شخص يروح المطعم ويجرب بنفسه" تذكرها رنا بحماس شديد واحساس بالفخر تجاه المبادرة الناشئة التي ظلت لسنوات طويلة مقتصرة على شهر رمضان الكريم والظروف الاستثنائية قبل تفعيلها بصورة يومية.

مريم محمد، من مبادرة الإطعام تؤكد أن فترة تفشي فيروس كورونا لم يمنعهم من توزيع الوجبات خلال شهر رمضان وأثناء فترات انتشار الوباء "بس كنا بنراعي الإجراءات الاحترازية وإن الوجبات تتوزع على الأسر بدون تكدس وزحام" مُشيرة إلى هناك الكثير من التبرعات التي تأتي بطريقة رسمية عبر الجمعية الخيرية من أجل دعم الوجبات المقدمة في مطعم "انسان" منوهة إلى احتمالية تكرار التجربة في مناطق أخرى خلال الآونة المقبلة.