إعلان

"كوتشينة الفراعنة".. كيف قدمّت هبة تاريخ مصر بصورة بسيطة؟

12:07 م الإثنين 29 نوفمبر 2021

كوتشينة (أثارنا المتغربة) في مهرجان كايرو كوميكس

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

كتبت-سلمى سمير:

الجميع وبالتحديد خارج مصر دائما ما يرمزون لها بالأهرامات الثلاثة أو حتى داخل مصر فالجميع يرى عملية استكشاف الآثار المصرية بأنها عالم أجنبي يرتدي قبعة ومعه بعض العمال المصريين لأعمال الحفر، ولعل هذا السبب هو ما دفع الباحثة المصرية في علم الآثار، هبة عبد الجواد للقيام بمبادرة "آثارنا المتغربة".

"آثارنا المتغربة" هي من المشاريع التي عُرضت في مهرجان كايرو كوميكس هذا العام، وتهدف إلى تمصير تاريخ مصر القديم الذي ينسبه الغرب إلى نفسه ويفعل دور المصري في سرد تاريخ بلده والذي غالبا ما يُكتب بواسطة المكتشفين الأجانب في القرن الـ١٨ والـ١٩، وقدم مشروع آثارنا هذا العام منتج جديد يهدف لشرح تاريخ مصر القديمة وفي نفس الوقت بطريقة مبسطة وهي الكوتشينة.

بدأت هبة وناصر جونيور وهو رسام الكوميك، في التفكير في خلق لعبة تسرد معلومات عن التاريخ القديم لمصر في شكل كوميك بسيطة "الناس دايما بتهرب من التاريخ عشان فاكرة إنه بيكون حفظ وبتنسى الحاجات الإنسانية الموجودة في التاريخ المصري".. تقول هبة لمصراوي، موضحة "الكوتشينة موجودة تقريبا في كل بيت وكل الناس بتعرف تلعبها عشان كده اخترناها من ضمن الألعاب وضميناها في الكوميكس"

تهدف هبة إلى توصيل الحضارة الفرعونية بشكل بسيط ومصري يختلف عن طريقة الأفلام الوثائقية الأجنبية وكذلك عن مقررات التاريخ، وتقول هبة إن الشعب المصري "بيحب الخروج والإنبساط والألعاب الجماعية" لذلك اختارت الكوتشينة، حيث يقوم الشخص باللعب وفي نفس الوقت يجد خلف كل ورقة معلومة مبسطة عن التاريخ المصري مختلفة عن طريقة الحفظ المعتادة.

وتحكي هبة بأن من الصعوبات التي واجهتهم في صنع الكوتشينة هي إيجاد دلالة لكل رمز. فكل رمز من رموز الكوتشينة يرمز لشيء في التاريخ المصري مثل رقم ٩ الذي كان يرمز إلى أعداء مصر القديمة وكانوا ٩ في ذلك الوقت فأخذوا الشكل الذي يمثل الأعداء، كما حرصوا على اختيار نكات سهلة ومضحكة توضع على الكوتشينة. فمثلا رمز الولد يرمز إلى الوزير في مصر القديمة ووضعنا عليه "إفيه باشا مصر القديمة".

"هي أول كوتشينة مصرية خالصة تعبر عن مصر القديمة بشكل جديد وتعليمي لأننا مش بس بنحط صور الأهرامات والمعابد زي ما بيحصل" كما تشرح هبة، فهي تحتوي على جانب ترفيهي وتعليمي كبير ومعلومات كثيرة وحقيقية حدثت يستطيع الناس التعلم منها، وكذلك بالنسبة للغرب فهي تغير قليلا من الثوابت لديهم بأن التاريخ عبارة عن ثلاث أهرامات ومعابد فهي تحتوي على جانب جديد وتفاصيل غير متناولة لديهم.

كانت الكوتشينة هي من أكثر المنتجات المعروضة التي لفتت انتباه الزائرين في مهرجان كايرو كوميكس الذي عُقد بداية الشهر الجاري، وعلق الجميع على المشروع بأنه شيء مهم ويستحق الاهتمام بما فيهم الفنان أحمد أمين الذي زار "آثارنا المتغربة" واشترى الكوتشينة ونصحهم بترجمتها للإنجليزية وتسويقها في الخارج.

1يقوم تمويل مشروع آثارنا المتغربة بشكل ذاتي من خلال بيع منتجاته في الفترة الحالية فهو غير هادف للربح، لحين العثور على ممول جديد للمشروع، وسينطلق منتج فني جديد يتحدث عن مومياوات الحيوانات بالتعاون مع الفنانة رانيا الحلو والفنان مينا نصر وذلك بحلول العام الجديد.

"مشروعنا أثبت للغرب إن المصريين مهتمين بتاريخهم مش زي ما هما فاكرين" حيث ساهم في تغيير مفهوم الغرب عن المصريين وذلك من خلال الاستجابات الواسعة والمشاركات والتفاعل مع ما كل ينشره "آثارنا المتغربة"، واتضح ذلك في ندوة آثارنا في كايرو كوميكس فتقول هبة "التفاعل ده أثبت للمتاحف برة اللي إحنا شركاء معاهم وزمايلنا من الأثريين إن المصريين عندهم اهتمام حقيقي بمصر القديمة لكن الغرب هو اللي رافض يشوف الاهتمام ده أو مش قادر يشوفه".

صورة 2

وتكمل هبة عبد الجواد أن هناك آثار مصرية تراها معروضة خارج مصر ولكن ما يزعجها أكثر هي رؤية الغرب لها أنها ملكية العالم أكثر مما هي ملكية مصرية "فنحن تربطنا بتلك الآثار نفس الأرض والجذور فمن غير المعقول لأن ملامحنا الآن لا تشبه المصريين القدماء المرسومة في المعابد أن علاقتنا بهم انتهت أو أنهم ليسوا أجدادنا".

فيديو قد يعجبك: