إعلان

محمود عبدالرازق.. سيرة عالم أثري اكتشف 64 تمثالًا في طريق الكباش

09:25 م الخميس 25 نوفمبر 2021

عالم الآثار محمود عبدالرازق مع طُلابه

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

كتبت-دعاء الفولي:

ما تزال تلك اللحظات محفورة بقلب رانيا محمود؛ كانت تجلس أمام عالم الآثار الراحل محمود عبدالرازق مشدوهة، تعود معه بالزمن لحياة المصريين القدماء، دائما ما جذبها أسلوبه الساحر، لم يكن ذلك شعور رانيا فقط؛ بل جميع طُلاب الأثري الكبير، فيما كان شغفه يبلغ عنان السماء حين تأتي سيرة الأقصر وطريق الكباش "عينه بتلمع كأنه رجع أربعين سنة لورا".

خلف الاحتفال؛ تقبع حكايات مختلفة لمكتشفي طريق الكباش، البالغ طوله 2700 متر ويربط بين متحفي الأقصر والكرنك، اكتمل العمل على الطريق عبر سنوات متفاوتة، تكاملت جهود العاملين عليه بداية من دكتور زكريا غنيم ثم دكتور محمد عبدالقادر ثم الدكتور محمود عبدالرازق ثم دكتور محمد الصغير وأخيرا دكتور منصور بريك.

لم يتوقف الدكتور محمود عبدالرازق طيلة مشواره عن العمل؛ ينتهي مشروع أثري ليبدأ آخر، لم يُفلت يده عما يحب "الآثار كانت حياته. في البيت وفي الجامعة وفي كل مكان".. يقول الابن الأكبر كمال.

1في قرية كفر عوض بالدقهلية وُلد الأثري عام 1935، اُخذ بعلم المصريات، درسه في الجامعة قبل أن يصبح مفتشًا للآثار في الأقصر عام 1961، وقتها كان تم اكتشاف جزء من طريق الكباش "لكن دكتور محمود كان له السبق في اكتشاف 64 تمثال.. ودا أكبر عدد تم اكتشافه خلال السنين".. كما يقول دكتور محمد عبدالمقصود الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للآثار.

حين ظهر جزء من رأس أحد الكباش كانت لحظة مُبهرة في حياة عالم الآثار الراحل "أنا فاكرة إزاي كان بيشرح لنا عن اللحظة دي في المحاضرات"، كما تقول رانيا التي تتلمذت على يد الدكتور عبدالرازقبكلية الإرشاد السياحي بجامعة قناة السويس "كان بيحكي لنا إزاي فضلوا 3 سنين كل شوية يلاقوا حاجة وإزاي كان بيشتغل بإيده مش بس بيشرف وبيتكلم بفخر شديد عن شغل الناس اللي معاه وبينسب لهم الفضل من أصغر حد لأكبر حد".

من أمام معبد الأقصر وحتى قسم شرطة الأقصر وجامع المقشقش عمل عبدالرازق مع مساعديه للحفر، كاشفا أيضا عن بقايا مدينة رومانية تمتد إلى الشرق والغرب من طريق الكباش حتى قصر "يسي أندراوس".

بشكل شخصي، سمع عبدالمقصود من دكتور عبدالرازق عن اكتشافاته المتعددة "خاصة الأقصر وأد إيه كانت فترة صعبة في حياته لأنه كان منتدب من الدقهلية فكان غريب عن الصعيد"، عمل عبدالمقصود معه في الثمانينيات "كنا بنكتشف منطقة سيناء بعد التحرير وجمعتني بيه مواقف إنسانية جميلة.. شوفته إزاي عالم كبير بيعامل الناس كلها بتواضع"، يتذكر الأمين السابق للمجلس الأعلى للآثار إحدى المرات حين كان تم تبليغه بعدم وجود ميزانية كافية لاستكمال التنقيب في سيناء "ساعتها حوّل لي ميزانية من مشروع تاني هو كان بيشتغل عليه عشان نقدر نكمل شغلنا"، ظل عبدالمقصود محتفظا بذلك الجميل "وكنت كل ما أشوفه يحكي لي عن بحث جديد أو دراسة بيشتغل عليها أو بعثة مسئول عنها".

تلك الحالة من الشغف انتقلت من عبدالرازق لولديه "كان بياخدنا معاه في رحلات استكشافية كتير.. روحنا سقارة وروحنا المطرية وروحنا الأقصر وغيرها"، حتى إن جهاز الكمبيوتر الخاص به "لسة لحد دلوقتي عليه كتب كانت تحت الطبع ورسايل دكتوراه هو مُشرف عليها".. يقول كمال عن والده الذي رحل في ديسمبر الماضي إثر تعرضه لحادث سير "وكان رايح الجامعة بتاعته.. عشان كدة بعتبره شهيد العلم".

2قبل ساعات من احتفال العالم بافتتاح طريق الكباش، نشرت رانيا بضعة صور تجمعها بدكتور عبدالرازق "منقدرش ننسى فضله تجاه الطريق هو وغيره من العُلماء المتتابعين.. وانا شخصيا مقدرش أنسى فضله عليا كأستاذ وأب"، كانت رانيا ضمن أول دفعة للإرشاد السياحي بجامعة قناة السويس في أواخر التسعينات "كان عندنا عملي وبنحتاج نسافر.. دكتور محمود كان بيطلعنا رحلات على حسابه للأقصر وأسوان عشان نشوف الدنيا ونتفرج"، بينما تستعيد أوقات اهتمامه الأبوي البالغ بها وزملائها "لما والدي توفى كان بيعاملني بكل حنية واحترام".

3

لطالما نظر كمال لمكتبة والده بإكبار "فيها آلاف الكتب الأثرية والمراجع العلمية المهمة وكان بيعتبرها مكان مقدس"، لذا قرر قبل أشهر أن يتبرع بها لجامعة قناة السويس، حيث سيتم تخصيص رُكن بمكتبة الجامعة للأثري الراحل، تقديرا لجهوده وعلمه.

"لو كان عايش كان هيبقى مبسوط أوي إنه يشوف نتاج عمله بيطلع للنور بالشكل المبهر دا في احتفال الكباش".. يقول الابن عن دكتور عبدالرازق، فيما تعرف رانيا جيدا "إن تِركة دكتور محمود كبيرة والإنجازات اللي عملها ملهاش آخر.. يكفي إنه طول الوقت كان عنده مشاريع جديدة شغال عليها".

4يعرف عبدالمقصود ذلك بحكم صداقته مع الأثري الراحل "يعني ديسمبر اللي هو توفي فيه كان هيرأس بعثة استكشاف في العين السخنة"، كان عبدالرازق حينها يبلغ 85 عاما لكن عشقه للآثار أبقاه شابا أو كما يحكي كمال "كان هو اللي يسعى إنه يروح البعثات.. كان بيقولنا سيبوني أشتغل في الحفريات والآثار ومش عايز حاجة تاني".

فيديو قد يعجبك: