لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أُم "البطل".. مشوار نجوى مع صغيرها حمزة في بطولات ذوي القدرات الخاصة

04:57 م الثلاثاء 23 نوفمبر 2021

نوال وابنها حمزة صاحب بطولات ذوي القدرات الخاصة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- شروق غنيم:

لا تزال ذكرى ذلك اليوم في عقل نوال عصام، صغيرها على موعد مع أول بطولة يُشارك فيها وهو لا يزال في السابعة من عمره، التوتر يدق قلب الأم، بينما يجهز حمزة لأول مسابقة عدو يخوضها الأجواء حماسية، المدربون يصطفون لمنح أخر نصيحة، الأهالي يتأهبون لمتابعة صغارهم، ثم بدأ سباق 800 مترًا.

كان ذلك قبل سبع سنوات، حينما أحرز حمزة أيمن الميدالية الفضية، في السباق الذي نُظم لذوي القدرات الخاصة "كل المدربين كانوا منبهرين أنه كمّل السباق، أول ما خلص حضنته وكان بيعيط من كتر التعب بس موقفش"، كانت تلك اللحظة التي أدركت فيها نوال حجم المثابرة والقوة لدى صغيرها.

المشوار لم يكن هينًا على الأم العشرينية، وُلد حمزة بينما كانت العائلة مستقرة في السعودية "لكن لما عرفنا أنه متلازمة داون قررنا نرجع مصر عشان نقدر نشتغل معاه في المراكز المتخصصة هنا". استقبلته والدتها بحفاوة، احتضنت حفيدها وسارت معه خطوة بخطوة داخل المراكز التأهيلية، تقول الجدة سوسن عبدالعاطي "للأسف الأب اتخلى عنهم بسبب ظروف حمزة، وبنتي أصبحت الأم والأب مع بعض وشافت أيام صعبة كتير".

وحدها، شقّت نوال طريقها لإعالة حمزة وابنها الأكبر، قررت أن تعمل في الصباح فيما مساء تهتم بالتواجد في المراكز المتخصصة من أجل جلسات التدخل المبكر، ما هوّن من الأمر وجود والدتها بجوارها "كانت معايا في كل حاجة، ولما نزلت اشتغل عشان أصرف على البيت كانت بتاخد بالها منهم، وتحاول تخرّج حمزة عشان يتبسط".
ذات يوم، بينما تجلس الجدة برفقة حمزة في إحدى النوادي المشاركين بها، رأت أطفال من متلازمة داون أمام حمام السباحة يتدربون لإتقان الرياضة، من هنا بدأت رحلة حمزة مع السباحة بينما كان في عُمره الثاني "كان أصغر طفل في الفريق كله".

ظل حمزة مداومًا على تدريبات السباحة، من أجل الاعتياد على المياه وكسر خوفه منها، حتى وصل إلى عمره الخامس ومعها غاص أكثر في عالم الرياضة وصار ممارسًا للعدو، تنس الطاولة، وكرة السلة، وحينما التحق بالمدرسة صار هناك اهتمامًا أيضًا بالجانب الفني، إذ بدأ التدرب على الأورج والدرامز والمشاركة في الكورال المدرسي.
ترى نوال كيف فرق وجود المدرسة مع صغيرها، إذ التحق بمدرسة دي لاسال الفرنسية، التي تُخصص قسمًا باسم "نحو حياة أفضل"، لذوي القدرات الخاصة ومن أجل دمجهم مع باقي الفصول المدرسية "هناك حصل نقلة في الجانب الأكاديمي والقراءة والكتابة، وحمزة بقى يعتمد على نفسه أكثر، المدرسة نمّت معاه حاجات كتير أوي".
التحق حمزة بأنشطة أكثر من خلال المدرسة، صار مهاريًا في أكثر من لعبة، وحصل على بطولات خلال كل رياضة شارك بها، فيما صار أيضًا يشارك بالنشاط الفني والحرفي والتلوين، وشارك في معارض فنية بأعمال من يديه.

لم تكن الرحلة هينة على الأم، لكن كلما نظرت إلى صغيرها، صاحب الـ14 ربيعًا حاليًا، شعرت بالفخر "الرياضة أدت له ثقة في نفسه عالية، وطول الوقت عنده هدف قدامه نفسه يحققه"، فيما تأمل أن تحمل الأعوام المُقبلة مزيد من النجاح لصغيرها.

فيديو قد يعجبك: