التجربة الأنجح.. كيف تعاملت سهير البابلي مع "المشاغبين"؟
كتب- محمد مهدي:
لم تكن النجمة الكبيرة سهير البابلي في قائمة المرشحين لأداء دور الأستاذة "عفت" في مدرسة المشاغبين حينما شرع المسؤولين عن التجربة في اختيار أبطال العمل، كانت الأسماء تنحصر حول ميرفت أمين وصفاء أبو السعود وغيرهم من الأسماء اللامعة في فترة السبعينيات نظرا لانغماس "البابلي" في بطولات عديدة بالمسرح القومي لكن المنتج الفني سمير خفاجي قرر رفقة المخرج جلال الشرقاوي ضمها إلى الفريق في نهاية المطاف "هما كانوا قلقانين مني شوية، عشان جاية من المسرح القومي" تذكرها الراحل في إحدى اللقاءات التلفزيونية.
الرهان الكبير
كانت تجربة ثرية لكنها تحتاج إلى خبرة كبيرة من أجل التعامل مع أبرز "الكوميديانات" في هذا العصر "كانوا بيراهنوا إنهم يضحكوني على المسرح، وأنا أقف أبصلهم معملش أي تعليق" لكونها تقوم بدور المدرسة الجادة التي تتعامل بصرامة شديدة مع الطلاب المشاغبين "العيال كانوا رهاب، سواء عادل إمام أو يونس شلبي وطبعا سعيد صالح كان بيقول افيهات حلوة أوي" يضعها ذلك في موقف صعب لمحاولاتها الدائمة عدم التجاوب والضحك أمام الجمهور.
لجأت سهير البابلي إلى حيلة غريبة من أجل الصمود أمام سيل "الإفيهات" من المشاغبين "كنت بقرأ حاجات في سري أو أفتكر الميتين عشان مضحكش على المسرح، وأوقات أكلم نفسي أقول خليكي شجاعة وميأثروش عليكي" تتذكر حينما اقتربت من عادل إمام في إحدى المرات والنظر في عينيه مباشرة "وقولتله قوم أقف، وهما بيعمل حركات تضحك وأنا ببصله بجدية شديدة" أمام عن باقي مدة المسرحية فكانت تحرص على عدم النظر إليه "ببص دايما فوق عشان مضحكش معاهم".
الخروج عن النص
وقعت الكثير من المواقف المضحكة غير المجهزة مسبقا على خشبة المسرح "كان الخروج عن النص كتير بس مظبوط، مكنش طالع عن روح المسرحية، والنص كان بيدي لمساحة إن الناس تخرج عليه" ذات مرة دون أن تقصد تحدثت بالفصحى كعادتها قبل الاشتراك في المسرح الخاص "قولت ولماذا.. لقيت سعيد بيقوي يا (قوممممممي) قصده على المسرح القومي والناس في الصالة فضلت تضحك"تلك المساحة دفعتها هي أيضا للارتجال في بعض الأحيان ومجاراتهم بقول "ايفهات" بصورة مفاجئة.
يسرد سعيد صالح في لقاء تلفزيوني مع الإعلامي مفيد فوزي أن "كل الضحك اللي طلع على المسرح حصل من خلال علاقتنا الإنسانية مع سهير البابلي" مثلا ما جرى في يوم الافتتاح حينما طالبته بكتابة بعض الكلمات على السبورة "قررت ارتجل واقولها تاكسي رايح وتاكسي جاي وهكذا، ولما كنا بنزود حاجات كانت هي ليها ردود ظريفة" يذكر كيف قامت بإطلاق كلمة "لغاليغو" على المسرح لأول مرة "دي إضافتها هي، من قاموس البابلي" وكيف صار من أفضل "الإفيهات" بمدرسة المشاغبين.
خلافات وحزن
عُرضت المسرحية لـ 7 أعوام لذلك لم تخلو من الخلافات في بعض الأوقات "مرة ضايقوني فطلع على المسرح قولت اللي مش عاجبه حصتي يخرج بره، ودي مش موجودة في النص" كانت غاضبة من قول إفيه جديد دون الاتفاق المسبق بينهم "كان لازم نتفق قبل ما يتقال" وشعرت فترة بالغصة تجاه نجاح التجربة بصورة غير مسبوقة "النجاح الجماهيري والمادي ضايقني، قولت فين الجمهور دا من الأعمال العظيمة اللي اتقدمت في المسرح القومي؟".
وحرصت الفنانة القديرة على الاحتفاء بالتجربة طوال مسيرتها بعد مرور سنوات عديدة على توقف عرضها، كان لديها شغف خاص بالضحك وأعمالها الكوميدية "أنا كنت أحب أضحك الناس، وليا طريقة خاصة في صوتي بتضحك" ورغم الخلافات التي طفت على السطح بينها والزعيم عادل إمام لكن سرعان ما أظهرت حبها للعمل وأبطال جميعا فيما نفت بقوة أن تكون مدرسة المشاغبين قامت بإفساد الطلاب في المدارس "هي ساعدت في إضحاك الناس مش إفسادهم.
فيديو قد يعجبك: