بعد إثارتها للجدل.. ما قصة مسرحية "المومس الفاضلة"؟
كتبت-هبة خميس:
في مطلع الثلاثينات اتهمت فتاتا ليل أمريكيتان بيض البشرة مراهقين من الأصول الأفريقية بالاعتداء، وحكمت وقتها المحكمة على المراهقين دون الكشف على السيدتين ودون أي أدلة تثبت الواقعة وسميت القضية باسم قضية "فتية سكوتسبورو".
أثارت الواقعة الكثير من التساؤلات وبعدها بسنوات اقتبس منها الفيلسوف والكاتب الفرنسي "جان بول سارتر" مسرحيته الشهيرة "المومس الفاضلة" لتصدر في منتصف الأربعينات وعرضت المسرحية لتحظى بشعبية ضخمة، كما تُرجمت للغات عديدة وإلى العربية لتصدر آخر طبعة منها عن المركز القومي للترجمة ترجمة "عبد المنعم حنفي"، وفي الستينات قامت نجمة المسرح "سميحة أيوب" بتقديم دور تلك المومس الواقعة في أزمة كبيرة.
تبدأ المسرحية بغرف نوم "ليزي" فتاة الليل الأمريكية التي تعيش في إحدى مدن الجنوب، حيث يطرق بابها زنجي يطلب منها العدل؛ فتعده بتحقيق العدل وتغلق في وجهه الباب فهي منشغلة مع زبونها الزائر الليلي "فريد" الذي طلب منها أن تغطي سريرها الغارق في الخطيئة من وجهة نظره ولا يكف عن الاقتباس من الكتاب المقدس.
"ليزي: حاضر حاضر سأغطيه، إنه يفوح بالخطيئة قل إذن أنها خطيئتك أنت عزيزي فريد".
مع جدال "فريد" على أجرتها يتضح لها سبب مجيئه لها ليساومها للشهادة ضد الزنجي، ففي اليوم السابق في القطار اعتدى عليها شاب أبيض وحينما حاول شابان من الزنوج تخليصها أطلق الشاب الأبيض الرصاص على أحدهما ليرديه قتيلاً على الفور ويهرب الزنجي الآخر.
يحاول "فريد" مع "ليزي" لتشهد ضد الزنجي بوقوع الاعتداء ويهددها بالزج بها في السجن بتهمة البغاء، وبعد فترة يفتح الباب لأسرة الشاب الأبيض ابن السيناتور الذي يحاول معها بعقد المقارنات بين ابنه خريج هارفارد والزنجي الذي لا يعرف الله ولم يعرف سوى الشوارع.
"السيناتور: إذن ستقول لك الأمة الأمريكية الكثير يا ليزي، لقد بلغت حيث يجب أن تختاري بين اثنين من أبنائي. يجب أن يختفي أحدهما، فإما هذا وإما ذاك، لا يمكن إلا أن نختار الأفضل. هل تقبلين؟".
في النهاية يجبر السيناتور الفتاة على التوقيع بالشهادة ضد الزنجي ويرحل السيناتور.
تفتح "ليزي" الباب ليخرج الزنجي من مخبئه فتخبره بحقيقتها وكيف أنها شهدت عليه وتعده بتصحيح الخطأ
وتخبئه بشقتها كي تهدأ الأوضاع .
"تقترب منه، يرتعد ولكنه يضع يده حول كتفيها.تتلاشى الأقدام . ثم تخلص نفسها من يده ، "قل لي ؟ ألسنا وحيدين؟ كما لو كنا يتامى؟"، اختبئ في الحمام".
يطاردها ثانية "فريد" وهو ينعتها بالشيطان فيكتشف الزنجي المخبأ الذي يستطيع الهرب منه فتمسك المسدس لتهدده بالموت فيتفاخر أمامها "فريد" بأصوله الأمريكية البيضاء وأجداده الذين قتلوا الهنود وأسسوا المدن فتترك "ليزي" المسدس من يدها وتصمت.
"بنت مثلك لن تقدر على رجل مثلي. أنا لي الحق في أن أعيش، لأن أمامي أشياء كثيرة علي أن أتمها، والناس تنتظر مني أن أقوم بها".
حظيت المسرحية بجدل واسع عقب عرضها وتم تحويلها إلى فيلم فرنسي بنفس العنوان، حتى الآن كلما عرضت المسرحية تنشأ حولها موجة الجدل ثانية فعقب إعلان الفنانة إلهام شاهين عودتها للمسرح بعد غياب سنوات طويلة بتلك المسرحية عاد الجدل ثانية ودافع الناس عن تلك المومس التي رغم أن عملها خطيئة لكنها لديها فضيلة فاقت العاملين بالسياسة.
فيديو قد يعجبك: