رغم "كورونا".. شباب ينهي 2020 بتحقيق الإنجازات وبدء مشروعاتهم الخاصة

كتبت- آية الله الجافي:

بعد الكثير من العثرات المادية والنفسية، تمكن عدد من الشباب من صنع النجاح الخاص بهم رغم ما مر به العالم من ظروف سيئة في ظل جائحة كورونا؛ حتى أصبح عام 2020 هو عام البداية للمزيد من الإنجاز والانطلاق.

فمع كل صفقة يتمها مهندس الميكانيكا "عادل سلامة" يشعر أنه اقترب من تحقيق حلمه في رؤية مصر بلد متطورة صاحبة مظهر حضاري:" واجهت عثرة كبيرة في بداية السنة لما كنت بشتغل في شركة استيراد وتصدير وقعدت فترة طويلة بشتغل على مشروع.. لكن الصفقة ما كملتش لظروف" وبعد شعوره بالإحباط وضياع مجهوده قرر ترك الشركة وتواصل مع عدد من الشركات خارج مصر للدراسة المكثفة حول مجاله حتي قرر إنشاء شركته الخاصة "قلت اقدم من خلال شركتي معدات تنضيف للشواطئ والقرى السياحية ومكانس لشوارع الكمبوندات وبدأت أقدم عروض للشركات في مصر لحد ما اتعمل عملت أول صفقة في فبراير 2020".

عبر جروب بموقع فيسبوك بعنوان "بيت العيلة"، تلقت "سمر درويش" -استشارية نفسية- عددا كبيرا من الاستشارات النفسية منذ شهر مايو:"كان في ناس كتير محبطة وقلقانة بسبب الكورونا وحبيت أساعدهم بدون مقابل مادي"، فأسست الجروب الذي زادت فيه المتابعات، مما جعلها تفكر في الاستعانة بالمتخصصين في عدة مجالات: "استعنت بداعمين نفسيين من الهلال الأحمر المصري، وقدرت أكون فريق متنوع في خلال شهر للمساعدة في التغذية والتربية الصحيحة والاستشارات القانونية الخاصة بالأسرة وده بأعتبره من أكبر انجازاتي في 2020"، كما استطاعت سمر إمضاء عقد كتابها الرابع في يوليو 2020 في مجال العلاقات الانسانية والتنمية الذاتية بعد إصدارها لـ "منعطفات قلب"، و"الربح النفسي" و"خائنون ولكن".

"كنت حاسس أن المشوار بعيد.. بس بفضل ربنا وإيماني بنفسي قدرت أحقق الوزن اللي بحلم بيه"، قالها أمير أشرف -26 عاما- بعدما فقد من وزنه حوالي 40 كجم خلال 2020، موضحًا انه وضع قواعد لنفسه خلال رحلته وهي؛ قبوله لذاته، وبعده عن كل ما هو سلبي سواء عادة أو سلوك او أشخاص، بالإضافة إلى إيمانه بقدراته والسعي وراء هدفه مهما كانت التحديات: "اشتغلت على نفسي كتير من خلال أكل صحي ورياضة.. وكل الصعوبات اتغيرت مع اول 10 كيلو خسرتهم.. لأن قصادهم كسبت صحة وإنجاز وفرحة".

"2020 كانت بداية لتحقيق حلمي"، تحب "مروة فؤاد" الرسم والألوان منذ كانت في المدرسة: "كنت من الأطفال إللي رسمها بيتعرض قدام الفصل كله، من وقتها وأنا عندي احساس بالفخر اني بعمل حاجه حلوه.. كنت بشوف الانبهار في عيونهم"، فطورت مروة من نفسها حتى تعرفت على فن "صب ألوان الاكريليك"، و"في السنة دي خدت كورس جرافيك من كليه فنون وبدأت مشروعي بعد سنة من تخرجي من خلال صفحتي على الفيسبوك، ولسة بحضر علشان أبدأ الجاليري بتاعي".

كان ظهور الفنانة "إسعاد يونس" بمج "زغلول" الذي صنعته "منة عادل" في إعلان فودافون- رمضان 2020 هو أفضل رد فعل تلقته منة على عملها خلال 7 سنوات: "بعد تخرجي من كلية حقوق.. بعدت عن المجال تمامًا وبدأت أشتغل في فن التشكيل بالصلصال الحراري"، وبعدما اشتركت منة في بداية العام بمسابقة تابعة لجروب "ارسم" على الفيسبوك نفذت شخصية زغلول التي جسدتها الفنانة "اسعاد يونس" في أحد أفلامها على مج بالصلصال الحراري: "الفنانة شافت المج وعجبها جدا فقررت أتواصل مع المساعدة بتاعتها وبعتلها المج، وبعدها بفترة إتواصل معايا فريق اعداد برنامج صاحبة السعادة وقالولي اقدم حاجة من شغلي لديكور البرنامج في الموسم الجديد وبالفعل عملت طقم ديكور للمطبخ وقابلت الفنانة إسعاد يونس".. وعندما رأى الفنان "أمير كرارة" طقم الديكور خلال تصويره مع صاحبة السعادة تواصل مع منة وطلب منها تشكيل عدد من شخصياته الفنية بالصلصال الحراري.

دخلت شيماء طارق مجال الفاشون وصناعة الأزياء بالصدفة منذ عامين: "أنا معايا ماجستير تسويق من جامعة عين شمس، لكن بعد ما خدت كورس رسم الباترون والتفصيل، لقيت حلمي في مجال الفاشون"، وعندما بدأت شيماء مشروعها الخاص لاقت رواجا لقطع الملابس التي نفذتها: "لما الكورونا عطلت شغلي شوية موقفتش حبيت أساعد البنات إللي حابة تبدأ البيزنس الخاص بتاعها وبدأت أعلمهم التفصيل وبعتبر ده من أهم انجازاتي".

لم يستسلم مُعلم علم النفس "أحمد خليل" لسلسة الإحباطات الطويلة التي مر بها خلال العام: "كنت في اخر سنة في كلية آداب- قسم علم نفس، واتفاجئت بكورونا وأن كل حاجه كنت مخططلها يأما بتتلغي يأما بتتأجل"، لم يستطع أحمد الحصول على العمل ببساطة بعد التخرج وعمل في عدة أماكن دون مقابل مادي حتى قرر أن يتعامل مع 2020 كأنها السنة الأخيرة في عمره: "لما اتعاملت مع نفسي بالفكرة دي، اكتشفت إن كل الي كان ناقصني هو بس الدافع"، فقدم ورشة في مجال علم النفس الاكلينكي: "الناس بقت بتجيلي من محافظات تانية وكنت مبسوط بمعرفتهم، وصفحة علم النفس بتاعتي على الفيسبوك وصلت لـ٥١ الف متابع". وبعدها وجد الوظيفة الثابتة التي كان يحلم بها في مجاله كما بدأ مشروعه الخاص في التسويق الإلكتروني.

رفض الاستسلام للعزل المنزلي والبعد عن العالم الخارجي دفع الثلاثينية "شيماء الصاوي"-مترجمة حرة- أن تضيف شيئًا: "قررت أعمل برنامج أنا وصحابي زي كورس كدة وسميناه خليكي خفيفة كنا بندعم بعض فيه نفسيا وصحيا في محاولة مننا لمواجهة الجو العام المُحبط"، وحاولت أن تطور نفسها فبدأت باستغلال وقتها في الحصول على الدورات التدريبة أونلاين مثل دورة "100 مبدأ لإدارة العمل والحياة" للدكتور إيهاب فكري، و"محاور النجاح الستة" من على منصة إدراك للدكتور يوسف صيداني.

ومن خلال موهبتها في كتابة المقالات استطاعت أن تصبح كاتبة ضمن مشروع اثراء المحتوى الثقافي العربي التابع لموقع "I read"، قدمت من خلاله مراجعات للكتب ومقالات حول الثقافة العامة في مصر خصوصا في ظل الكورونا: "وقدرت مع نهاية السنة أكون خبير ومعلم في موقع شبكة "المنتور.نت" لتنمية مهارات وقدرات الإنسان في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا".