لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"مين يشتري الدهب منّي؟!".. تقلّبات الأسعار تُضاعف ركود أسواق الصاغة (تقرير)

10:15 ص الخميس 20 أغسطس 2020

أسواق الصاغة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب -أحمد شعبان:

في شارع المحلاوي بالدقي، بدت الحركة هادئة أمام محلات بيع الذهب المنتشرة بالشارع، يمرّ الوقت ثقيلاً على أصحاب المحال، قل تردد الزبائن في الوقت الذي يشهد فيه المعدن النفيس تقلّبات في الأسعار، بات معها الباعة في انتظار مشترٍ لم يأتِ.

كانت أسعار الذهب قد عادت للانخفاض في السوق الحلي، خلال تعاملات أمس، الأربعاء، حيث تراجع الجرام بنحو 8 جنيهات دفعة واحدة من قيمته، مقارنة بأسعار أمس الأول؛ انخفض سعر جرام الذهب عيار 18 إلى نحو 754 جنيهاً، وجرام عيار 24 إلى نحو 1005 جنيهات، وسجل سعر الجنيه الذهب 7040 جنيهاً، وذلك بعد قفزة شهدتها أسعار الذهب خلال تعاملات الثلاثاء الماضي، حيث زاد الجرام بقيمة 25 جنيهاً دفعة واحدة.

وقبل أسبوع، شهدت أسعار الذهب عالمياً تراجعاً كبيراً، وصلت إلى أكثر من 5% مسجلة أكبر خسارة يومية لها خلال آخر 7 أعوام "مفيش بيع ولا شراء ولا بنشتغل خالص"، يقولها محمود عوض، صاحب محل بشارع المحلاوي.

لم يتردد على محل الرجل الأربعيني، أمس الأربعاء، سوى زبون واحد، أراد استبدال سلسلة بأخرى، فيما بقيت "الفرجة" هي نصيب المحل الأكبر من المارة، الذين يوزعون نظراتهم، من وقت لآخر، على المجوهرات التي تزين الفتارين "الزبون لو عايز يشتري جرام عايز يتفرج على 10 كيلو، وفي الآخر مبيشتريش".

فيما يذكر أن الركود يضرب أسواق الصاغة، منذ شهر مارس الماضي بالتزامن مع تفشّي فيروس "كورونا" المُستجدّ، الذي أصاب قطاعات عديدة، لكن ضاعفته تقلّبات الأسعار، والصعود والهبوط التي تشهده، خلال الأيام الماضية "الأسعار زادت بنسبة 30% خلال الأشهر الخمسة الأخيرة، أغلبها كان في آخر 15 يوما"، بحسب عوض.

10% هي النسبة التي حددها الرجل لحركة البيع في محله خلال الفترة الماضية، لكنها لا تكفي بطبيعة الحال لسد تكاليف العمل ورواتب العاملين، الذين تأخرت رواتبهم خلال الأشهر الأخيرة فلم يجدوا مفراً سوى ترك العمل.

أمام محله، كان أحمد إبراهيم مشغولاً باللعب على هاتفه، في فترة لم يعد محله يشهد تردد الزبائن للشراء "لو اشتغلنا بنخسر بسبب عدم ثبات السعر، ودي حاجة مش بإيدينا، وخسارتنا بتزيد يوم عن يوم"، وفق ما يقول.

حين يرتفع سعر الذهب، يلجأ كثيرون للمحلات للبيع، مثل بثينة محمد، التي جاءت لبيع خاتم ذهب تمكله، بسبب حاجتها للمال، مرت السيدة على أكثر من محل في شارع المحلاوي، لكنها لم تجد سعر البيع الذي تريد، فاختارت الانتظار ريثما ترتفع الأسعار مُجدداً.

كان محل "إبراهيم محمد" من بين المحلات التي ترددت عليها السيدة الخمسينية، يقول الشاب إنه في ظل الركود القائم، صار يعتمد على الشراء من الزبائن مع وضع هامش ربح بسيط لنفسه "عشان الشغل يمشي بدل القعدة من غير شغل"، أرادت السيدة بيع خاتمها بأكثر من 7 آلاف جنيه "لكن قلتلها ده سعر كويس لأني يدوب ممكن أكسب فيه 200 أو 300 جنيه لكن رفضت"، وفق ما يوضح.

من بين قلائل ترددوا على الشارع، جاءت "منال أحمد" رفقة نجلها، لا بهدف البيع أو الشراء وإنما لاستبدال دبلتها، بأخرى أقل سعراً، على أن تستفيد بفارق السعر "دلوقت اللي معاه فلوس بيشيلها في الظروف اللي إحنا فيها، والأسعار يوم في الطالع ويوم في النازل فمحدش عارف وكله مستني"، على ما قالت السيدة قبل أن تبدأ جولتها على المحال لاختيار السعر الأنسب.

فيديو قد يعجبك: