الآثار والطبيعة والناس الحلوة.. محمود ينقل حكايات الفيوم في موقع إلكتروني
كتبت-دعاء الفولي:
تصوير-محمود كامل:
صدفة بحتة غيّرت علاقة محمود كامل بمحافظة الفيوم، من مكان يسكن فيه لمساحة يطوف داخلها، يستكشف آثارها ومحمياتها الطبيعية، ينقب عن الجديد ولا يمل، قبل أن يُنشئ موقعا إلكترونيا يحكي فيها تجربته مع المدينة الساحرة، أطلق عليه "فيومر".
تخرج محمود عام 2012 في كلية سياحة وفنادق بالفيوم "اشتغلت في فندق فترة بمرسى علم وبعدين وقفت"، وقتها وبسبب تفوقه الدراسي، تم تعيينه بهيئة تنشيط السياحة في الفيوم حيث يعيش "كنت بحبها ومهتم بيها بس مش للدرجة".
أهداه حينها رئيسه في العمل كتابا لأمريكي يعيش في قرية تونس، يحكي عن المدينة "انبهرت بالحاجات اللي موجودة وانا معرفهاش"، أخذ الباحث على عاتقه من وقتها تعريف الناس بما تحويه الفيوم "فيه تنوع غريب.. آثار فرعونية ومحميات طبيعية وتنوع اجتماعي من زمان.. كأننا بنتفرج على مصر في محافظة"، أنشأ عام 2013 الموقع بمساعدة صديقه أشرف صبري.
على مدار سبع سنوات، اختلط عمل محمود بالهيئة بحبه للمحافظة التي تقع شمال الصعيد. عبر الموقع الألكتروني روى صاحب الثلاثين عاما قصص الفيوم ومغامراته داخلها "باللغة الإنجليزية.. لأني عايز لو حد أجنبي يعرف إن المكان موجود"، فوقت إنشاء الموقع لم تكن السياحة متجهه للفيوم إلا قليلا "كانت لسة الناس متعرفش إن فيه وادي الحيتان أو قرية تونس أو سفاري"، لكن توجه الأنظار لها أثلج صدر محمود، بات الصيف من كل عام فترة تحضير لمهرجانات كثيرة يتم إقامتها في المحافظة.
فصل الشتاء فترة ذهبية في الفيوم "من أول نوفمبر بنبدأ النشاط لحد مايو تقريبا"، يسرد الشاب تفاصيل كثيرة عن مجهود هيئة السياحة وغيرها، بداية من مهرجان قرية تونس للفخار، الذي يستقطب عارضين من كل مصر وسائحين، مرورا بسباق الفراعنة الذي يُقام على امتداد 100 كيلو متر من هرم هوارة بالفيوم حتى هرم سقارة بالجيزة "ودا لأنه الأسرة الـ25 كانوا بيقيموا سباق زيه كتدريبات للجيش"، وانتهاءً برحلات السفاري داخل الصحراء "واللطيف إن كل دا جنب بعضه والفيوم نفسها قريبة جدا من القاهرة".
خلال عمله بالهيئة، انخرط محمود في التوعية بآثار الفيوم "بقينا بنروح المدارس نفهم الولاد تاريخها وإزاي يتعاملوا مع السائحين"، اكتشف أن كثير من أهل المحافظة لا يعرفون سوى قشور عنها "أو الأماكن المشهورة زي السواقي السبعة أو وادي الريان"، لكن ثمة كنوز أخرى لم يسمع بها إلا قليلون.
عبر الموقع ، لا يحكي محمود عن تراث المدينة الأثري والطبيعي فقط "التراث الاجتماعي كمان مهم"، أدرك ذلك عندما حصل على دبلومة في الآثار ثم الماجستير "اكتشفت إنه فيه أطلال في الفيوم لمدن كانت فيها ورق لتعامل الناس مع بعض ودا من حوالي 2300 سنة"، لم يتوقف الأمر حد الشق التاريخي، بل أن أهل المحافظة يألفون الزائرين بسهولة "ولأننا محافظة زراعية فلما السياح بيشوفوا طبيعة الريف والحياة بينبهروا أكتر".
لم يغير محمود شكل الموقع الإلكتروني منذ أسسه، لكنه طوّر محتواه مع الوقت "كنت بعتمد على صورة قديمة، بقيت بنزل أصور بنفسي وبحكي عن مشاهداتي أنا"، اعتاد أخذ دراجته والطواف في المحافظة، يلتقي أناسا جدد، ويعود كل مرة لمنزله بتفاصيل جديدة.
في مارس الماضي توقفت أنشطة الهيئة ومحمود بعد فيروس كورونا المستجد "كنا لسة بنبدأ نحضر للموسم الجاي"، يفتقد الباحث الثلاثيني حالة الزخم في المحافظة، حين يذهب لقرية تونس الآن "بلاقي اللي شغالين هناك واحشهم الناس والشغل"، كانت تلك الأشهر من كل عام مُرهقة له "بس حلوة"، لذا يحاول الخروج بالدراجة بين حين وآخر، يكتب عبر موقعه عن الفيوم، أو ينشر على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي "لحد ما الحياة ترجع تاني".
فيديو قد يعجبك: