إعلان

على الفيسبوك ويافطة عند البيت.. طرق اختارها مصابو الكورونا للإعلان عن مرضهم

07:16 م الثلاثاء 09 يونيو 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا الجميعي: غلاف- مايكل عادل

لم يُفكّروا في سوى تحذير أحبابهم، على الرغم من تخوّفهم من رد فعل البعض؛ إذ يعتبرون الإصابة بكورونا وصمة، لكنّهم لم يتوقفوا عند ذلك كثيرًا، فالأهم هو تحذير الجميع للعزلة الإجبارية التي اضطروا إليها التزام غرفهم، وعدم لقائهم بأحد حتى أسرهم نفسها.

منذ أحد عشر يومًا، تأكدت سحر عربي بإصابتها بالكورونا، ظلّت أيامًا تداهمها الشكوك، وخوفها على أهلها "أنا قاعدة مع ماما وبابا لوحدي"، فقد عانت من بعض أعراض الكورونا "كنت حاسة بضيق تنفس شوية، وبعدها كنت برش برفيوم ريحته قوية لقيتني مش عارفة أشمه خالص"، في اليوم التالي كانت سحر تُجري تحليل الدم وأشعة على الصدر "اتقالي ساعتها فيه اشتباه كورونا، روحي اعزلي نفسك في البيت".

ما إن سمعت سحر الخبر حتى انهارت "خفت على أهلي وأختى اللي قالتلي إن عندها أعراض برضه"، وقررت الشابة عزل نفسها داخل غرفتها "كنت كل اللي عايزة أعمله إني أبعد عنهم".

حبست سحر نفسها حتى تقوم بعمل مسحة للتأكد، بالفعل قامت بها، لكن لم يتم الردّ عليها سوى بعد ذلك بثمانية أيام، أكلها القلق خلال تلك الفترة، والتزمت خلالهم بالعزل المنزلي "وبالفعل أكدولي بعد كدا إنها إيجابي".

كان على سحر أن تعلن في دوائرها عن إصابتها بالكورونا، كتبت على الفيسبوك ليتلقى الأصدقاء الخبر شاعرين بالحُزن، غير أن بعض التعليقات آلمتها نفسيًا "وبعد ساعة مسحت البوست"، لم تحتمل سحر رد الفعل من البعض "فيه تعليقات كانت صعبة أوي وضغطوا عليا بشكل رهيب"، حيث تكرار الأسئلة والاتصالات بعضها لم يكن بدافع العزاء أو الدعم "بس ناس خايفة على نفسها جدًا، ومش مراعيين إني مريضة".

على الجانب الآخر تلقّت الشابة محبة كبيرة من أصدقائها، وحتى تواصل معها زملاء لم تتحدث إليهم منذ سنوات "فيه ناس قالتلي إحنا بنصليلك وبنقرالك قرآن، وفيه اللي عملو كاريكاتير وصور حلوة"، اختلف شعورها مع حالة الدعم تلك "أنا ممتنة على الدعم المعنوي اللي شفته من ناس كتير، فيه اللي عملي كاريكاتير وصور حلوة، وناس قالتلي احنا بنصليلك وبنقرالك قرآن".

تنعزل سحر داخل غرفتها كُلية، الطعام يأتيها عند عتبة الباب، وإذا أحبت في التحدث مع والديها "بكلمهم فيديو كول.. وإذا أخويا أو خطيبي حبوا يشوفوني بييجوا تحت العمارة وأبصلهم من الشباك".

صورة رقم 1صورة رقم 2

وقبل يومين تأكدت هند عبد الستار بإصابتها بالكورونا، لم تنتظر كثيرًا حتى تُعلن لأصحابها ودوائرها المقربة بإصابتها، وعبر الفيسبوك ظهرت هند عبر "لايف"، تُطمئن احبائها بصحة أخبارها "لقيت موبايلي مبيبطلش رن والناس كلها بتطمن عليا"، قبلها كانت تفكر بالفعل في تبعات إعلانها ذلك "فكرت إن ممكن حد يخاف يسلم عليا بعد أزمة الكورونا دي لما تنتهي"، ولكنها تراجعت عن شعورها السلبي ذلك "حق الناس إنها تعرف، حرام".

وعبر الفيسبوك تلقت عائلتها الخبر بإصابتها "لقيتهم عاملين جروب واتساب بعدها، نقعد نتكلم عليه ويسلوني ويدعولي".

تقضي هند يومها كله داخل غرفتها، غير أن حبها للتصوير كان دافعًا لها لأن تقاوم المرض، حيث تقوم بتصوير يومياتها داخل الغرفة الصغيرة، فعبر فتحة الباب الموارب يعزف لها ابن أختها بالهارمونيكا موسيقى الأغنية الإيطالية الشهيرة "بيلا تشاو"، فتقوم بتوثيق تلك اللحظة الجميلة، تُرسل لها صديقتها المقيمة بمبنى سكني قريب الطعام، فتُسجل بكاميرتها لحظة وقوف صديقتها في الشرفة منتظرة ابن أختها الذي يذهب لإحضار الأكل "متخيلتش كل الطاقة الإيجابية دي".

لم يكن الفيسبوك هو الحل الذي لجأ إليه دكتور عبد الباسط الإدريسي، كانت الوسيلة الأمثل بالنسبة له لإعلان أن بيت العائلة مصاب بالكورونا هو يافطة مصنوعة من الكرتون تُعلق على باب المنزل الكبير "حفاظًا على أحبابنا"، فأهل قرية القرنة، بمحافظة الأقصر، التي يعيش فيها الإدريسي يعرفون بعضهم البعض، ويسهل انتشار الخبر في طرقاته.

لا يعتبر الصيدلي بإدارة القرنة الصحية أمر الإعلان عيبًا أو حرامًا "الشفافية مهمة، وكذلك من باب من أحياها كأنما أحيا الناس جميعًا"، هكذا فكّر الإدريسي، كما كتب على اليافطة مُوضحًا "ممنوع الزيارة.. اتصالكم يكفينا، نسألكم الدعاء"، فعل ذلك الصيدلي منذ تعرض أخيه لاشتباه بالكورونا، وبالفعل بعدها بعدة أيام تأكدت اصابته "واتحجز في المستشفى".

صورة رقم 3

لم يكتفِ الإدريسي بذلك فقط، بل طلب من عائلته المكونة من ثلاثين فردا، حيث يقيم داخل العمارة المكونة من ثلاثة طوابق أسرته وأسرتا شقيقيه ووالدته كبيرة السن، كما بدأ في التحرك للاطمئنان على أفراد بيته ممن يُشتبه فيهم، لكنه ذاق الأمرين لعمل التحاليل والمسحة، وحين تأكد من إيجابية شقيقه الآخر ووالدته وأخته بحث عن أماكن تستقبلهم إلا أنه لم يجد نهائيًا داخل محافظة الأقصر، والتي يقول إنها ليست مجهزة لاستقبال الحالات "ودلوقت بندور على جهاز قياس نسبة الأكسجين في الدم".

حين رأى أهل القرية اليافطة حزنوا على أهل الإدريسي "خاصة إن بابنا مفتوح لأي حد مبيتقفلش"، لكنهم تقبلوا الأمر، ولم يبخل أحد منهم بالمساعدة "المحبين لينا من أهل القرية وخارجها مدعمين جدًا، وطلبوا لو احنا محتاجين أي مساعدة هما موجودين".

قام الإدريسي بالتأكد بنفسه من عزل كل أفراد منزله "كلنا لابسين كمامات جوة البيت، وجايبين خزين أكل لمدة أسبوع"، لكنه يضطر للخروج للبحث عن ثلاثة أسرّة لأخيه وشقيقته ووالدته، ولا يزال في رحلة البحث تلك "وحتى العزل المنزلي انتحار بالبطيء".

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان