"هننَضف قاع البحر".. مبادرة من "غواصين" شرم الشيخ لعودة السياحة

كتب- محمد زكريا:

هدوء غير محبب، تعرفه مدينة شرم الشيخ الآن، بالتزامن مع أزمة فيروس كورونا المستجد، لا سياحة ولا سياح، الشواطئ مغلقة، الفنادق معطلة، الأشغال واقفة والملح يشتاق لمحبيه، الأمر الذي دفع غواصي شرم الشيخ لخلق مبادرة جديدة، تهدف إلى تنظيف قاع البحر الأحمر، ووراءها آمال وأحلام معلقة بعودة السياحة إلى جنوب سيناء.

نهاية مايو الماضي، جاءت الفكرة بعقل غواصي شرم الشيخ، "قدمنا برنامج متكامل لتنظيف قاع البحر والشواطئ وشوارع شرم الشيخ" يحكي الغواص "تامر دعوة" عن المبادرة التي قدمها وزملائه إلى الجهات المختصة، لتوافق في النهاية على طلبهم، بعد التأكيد عليهم الالتزام بالإجراءات الصحية الاحترازية.

4 أيام، استمرت مبادرة الغواصين "30 و31 مايو و1 و3 يونيو"، بإشراف مختلف الجهات المختصة، على رأسهم وزارة البيئة، وما يفرضه حضور ممثل عن وزارة الصحة في مثل تلك الظروف "عشان يقيس درجة حرارة الموجودين، ويطمن لوجود المعقمات.. كمان الكل كان لابس كمامة، ومحتفظ بمسافة بينه وبين اللي جنبه.. حتى نزول المياه كان في مجموعات" كما يقول دعوة.

ليتولى من نزل إلى قاع البحر، وكانوا حوالي 20 يوميًا "لمّ الزبالة والبلاستيك الدخيل ع البحر"، ويوضح الشاب: "قاع البحر مياه مالحة ورمل وشعب مرجانية وكائنات بحرية وأسماك ملونة، أي حاجة دخيلة على دول مش مفروض تكون موجودة، لكن في حالة أنك لقيت شعب اتكونت على فردة كاوتش مثلا مينفعش اشيلها، لأن الشعب حساسة جدًا وبتموت بسرعة"، ومن على الشاطئ وفي الشوارع كانت مهمتهم إكمال أعمال التنظيف.

لا يشارك "دعوة" في مثل تلك المبادرات، إلا حبًا للبحر، والغوص ومدينة شرم الشيخ، لأجلها نحى بكالوريوس التربية الرياضية جانبا، ورحل عن المحلة، وتزوج من هولندية وأنجب طفلتين، ليستقر بسيناء واحترف الغطس منذ العام 2002 "البحر الأحمر أعظم مكان في العالم تغطس فيه، ممكن تغطس من الشط، من مركب، عندك جزر، كمان درجة الحرارة مناسبة، والرؤية تحت المياه ممتازة، عندك محميات طبيعية وسمك ملون"، وبالمثل يرى زملائه الغواصين هناك.

كما تكون أعمال التنظيف، والتي شارك فيها زوجته الهولندية وطفلتيه، في مثل تلك الأجواء، فرصة "عشان نجمع بيانات عن الشعب المرجانية، في فترة توقف السياحة والمراكب"، وكان ملاحظًا بالنسبة لهم زيادة نمو الشعاب المرجانية، كما أنها محاولة منهم لدعم السياحة إلى مدينة شرم الشيخ، بالأحرى استجداءها في وقت تتوقف فيه تمامًا، ومحاولة التأثير في عودتها.

بحكم تواصل الغواصين مع زوار شرم الشيخ، تجلب أي مبادرة بالمدينة تفاعل الأجانب معها "أصحابي لما شافوا صور المبادرة، قالولي أنتوا لسه عايشين؟"، لكن صاحب الـ40 عامًا لا يعتقد أن المزحة تتوقف حد الحديث بينه والسائح، "السايح لما يشوف صور شرم الشيخ، يروح يحجز مع شركات سياحة في بلده، اللي بدورها تضغط لرجوع حركة الطيران"، يتصور أن هذا يساعد في إعادة حركة السفر، وعودة السياحة إلى شرم الشيخ، ومن ثم معاودة عمله في المدينة ومصدر رزقه الوحيد.

في المدينة التي تقوم أساسًا على السياحة، يعاني شاغليها الآن من ضيق العيش، بعد أن غاب عنها المصريين والأجانب، وما ترتب عليه من اثقال للغواصين، يزيد منها عدم الاعتراف بهم كمهنة من الأساس "الغوص كله مخاطر، وملهوش سن معاش، إحنا محتاجين تأمين صحي وصندوق طوارئ وصندوق زمالة وبدل مخاطر غطس، فكل اللي بنتمناه واحنا حوالي 5 آلاف غواص في شرم الشيخ أنه يتعمل قانون وناخد حقوقنا".