لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

صورة وحكاية (24)- في شوارع "بولاق الدكرور".. عاطف الطيب يستعيد ذكريات الطفولة

11:50 م السبت 16 مايو 2020

المخرج عاطف الطيب في شوارع بولاق الدكرور

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

تصوير: حسام دياب

كتب: محمد مهدي

حين غادر المخرج عاطف الطيب "بولاق الدكرور " لم يبتعد كثيرًا، انتقل إلى حي الدقي الذي يفصله كوبري عن بيته القديم، مصطحبًا في قلبه حكايات وتفاصيل المنطقة، حيث ظهرت بصمتها، شوارعها وشخصياتها بقوة في أفلامه التي عبرت عن قضايا ومشاكل الناس في فترة الثمانينيات والتسعينيات، حتى أنه قرر تصوير أجزاء من فيلمه الثاني "سواق الأتوبيس" داخل بولاق "قالي المكان هنا هيدي للممُثل بُعد اجتماعي وهيساعده خلال تأدية الشخصية" وفق مدير التصوير سعيد الشيمي، لذلك عندما اتفق المصور الصحفي "حسام دياب" مع "الطيب" على تصويره في مكانه المُفضل، وقع الاختيار على "بولاق".

كان "الطيب" هاديء الطباع وخجول، لا يُسمع له صوت بين جيرانه في "بولاق الدكرور" بحُكم نشأته غير الاعتيادية في جزيرة "الشورانية" بسوهاج، إذ أخفت الأم خبر إنجابها لصبي "كان جاي بعد 4 بنات، خافت من الحسد وقالت إنه بنت" كما يذكر "دياب" خشيت من خروجه إلى الناس، فظل يراقبهم من الشُرفات حتى بعد انتقاله إلىى بيت بسيط في المنطقة الشعبية بالقاهرة "دا خلاه في حاله شوية زي ما حكالي" غير أن المسؤوليات دفعت به سريعًا للخروج إلى معترك الحياة.

في سن صغير وقف الصبي رفقة والده بائع الآلبان في محله الخاص، يساعده في البيع، يتعامل مع الزبائن، ويقضي المشاوير الضرورية، قبل أن تضيق الأحوال على الأب فجأة "أعلن إفلاسه، واضطر يبيع المحل في مزاد" كانت تلك تجربة قاسية التي لا ينساها المخرج الكبير "حسيت بالهزيمة والخجل ودا الاحساس اللي اتكرر في هزيمة67" بحسب تصريحات صحفية له، دفعته تلك الانتكاسة إلى العمل في توزيع الألبان بمفرده لمساندة الأسرة "الجدعنة اللي اتعلمها من صغره، وتحمل المسؤولية، كونت شخصيته اللي ساعدته خلال شغله في السينما" وفق اعتقاد "دياب".

المخرج عاطف الطيب في شوارع بولاق الدكرور

نمط الحياة في "بولاق الدكرور" مشاكل أهلها، كيفية تعاملهم اليومي مع تصاريف القدر، تلك الذكريات تدفقت على عقل "الطيب" عندما دلف رفقة "دياب" إلى شوارع المنطقة في عام 1994، بينما أفيشات فيلمه "كشف المستور" معلقه في الأنحا ، بعفويةيتحرك المخرج الكبير بجانب بيته القديم وفي الحارات المجاورة "ناس كتير عرفته وكانت بتسلم عليه ويتبادلوا الكلام وحكايات الطفولة" بينما يوثق المصور الكبير تلك المشاهد يبدو التأثر على مخرج "البريء" يستعيد أيامه في المنطقة "حكى إن كل التجارب اللي مر بيها هنا هي أكبر مخزون له وكان بيطلعها في السينما".

في نهاية جولتهما بـ "بولاق الدكرور" اتجه الطيب إلى صديق الطفولة "جابر" صاحب محل "براويز ومرايات" حيث اعتاد على الذهاب إليه من حين إلى آخر للدردشة واسترجاع الأيام الحلوة "عاطف كان بني آدم جميل، بيحس بالناس ويسمع أكتر ما يتكلم ودايما مستغرق في المواقف البسيطة" تلك الخصلة أحد أسرار نجاحه على مدار 13 عاما منذ فيلمه الأول "الغيرة القاتلة" وهو التعبير عن قضايا أهالي بولاق الدكرور والبسطاء. يقول الطيب في لقاء تلفزيوني: "كان مهم عندي دايمًا التحام مواضيع أفلامي مع هموم الناس وأحلامهم".

اقرأ المزيد:

صورة وحكاية.. جولة عبر الزمن بعدسة المصور "حسام دياب"

صورة وحكاية (1)- خروج آخر جندي إسرائيلي من رفح

صورة وحكاية (2)-"البابا شنودة" داخل ملاذه الروحي ومستقره الأخير

صورة وحكاية (3).. "كوباية شاي".. الطلب الأخير لقاتل قبل إعدامه

صورة وحكاية (4) في الصعيد الجواني.. مغامرة الأطفال مع قطار القصب

صورة وحكاية (5).. الغرفة 441 وأيام "الحكيم" الأخيرة

صورة وحكاية (6).. ضحايا النزاع: طفل فلسطيني يحمل سلاحًا أكبر منه

صورة وحكاية (7)- من منزله .. جلسات الشيخ "الشعراوي" مع مريديه

صورة وحكاية (8) معسكر المنتخب أفريقيا 96.. تراويح وقرآن بعد التمرين

صورة وحكاية (9).. لأجل القدس أُصلي

صورة وحكاية (10)- هدف ببطولة إفريقية.. الأهلي لم يركع في "رادس"

صورة وحكاية (11)- في قلب الصحراء الغربية.. أسطورة واحة الجارة

صورة وحكاية (12).. أيام الضحك والبكاء في مسرح "الزعيم"

صورة وحكاية (13)- بعيدًا عن صخب العاصمة.. يوم في حياة فلاحة مصرية

صورة وحكاية (14)- في سيناء.. أسلحة إسرائيلية مُدمرة شاهدة على النصر

صورة وحكاية (15)- العالم الخاص لأسامة أنور عكاشة

صورة وحكاية (16)- بعيدًا عن الكرة .. وجه آخر لـ "صالح سليم"

صورة وحكاية (17)- في قبيلة "العبابدة".. نسخ القرآن على ألواح خشبية

صورة وحكاية (18)- يوجا و"تمارين" على البحر.. الرياضة في حياة "يحيى الفخراني"

صورة وحكاية (19)- في ساحة الفنا.. حكاية "سقّاء" مراكش

صورة وحكاية (20)- "مدد مدد" لمحمد نوح.. من الحرب إلى مباريات الكرة

صورة وحكاية (21)- لحظة ميلاد "الفرح" في سجن النساء

صورة وحكاية (22)- في أبو رواش.. صداقة مع "الثعابين" منذ الصغر

صورة وحكاية (23)- في الخليل.. "الشباك" بوابة المنزل بسبب الاحتلال

فيديو قد يعجبك: