باتباع الإرشادات الصحية.. مبادرة لتوزيع الإفطار على بسطاء بالمنوفية (صور)
كتب- محمد مهدي:
منذ 10 سنوات لم تنقطع عادة مجموعة من شباب مركز الباجور بالمنوفية، خلال شهر رمضان، من تحضير عشرات مئات الوجبات يوميًا لتوزيعها على البسطاء قبل الإفطار في محيط منطقتهم، وأيضًا امتداد المبادرة في العام الماضي إلى الطريق الإقليمي بمنح سائقي السيارات عشرات العلب الممتلئة بالأطعمة مع آذان المغرب، ولاتزال التجربة مستمرة رغم انتشار فيروس "كورونا" بالعالم ومصر، إذ حرصوا على استكمال أعمال الخير "لكن المرادي هنلتزم بتعليمات الصحة والسلامة، وعملنا إجراءات كتيرة مختلفة عن السنين اللي فاتت" يقولها عبدالجليل الشاذلي أحد الشباب المتطوعين في المبادرة.
في 2010 بدأت المبادرة بعدد من المتطوعين، يتبرع كلا منهم بوجبة من بيته "ونتجمع قبل المغرب بربع ساعة ونوزعها على الناس المحتاجة في قريتنا أو القرى المجاورة" مع الوقت ساهمت تبرعات الأهالي في توفير مئات العلب اليومية للمحتاجين "عندنا قايمة بالناس المستحقة" وصار لديهم مخزن يتم تحويله إلى مطبخ مع الاستعانة بـطباخ حتى يتسنى لهم إعداد وجبات كافية قبل موعد الإفطار طوال شهر رمضان، وزاد عدد المشاركين في المبادرة من الشباب إلى 5 متطوع أو يزيد.
قبل أيام من شهر رمضان المبارك، واجه أعضاء المبادرة تحدي جديد بعد إجراءات الدولة من أجل تطبيق التباعد الاجتماعي، منذ ظهور أولى مصاب بفيروس "كورونا" المستجد في فبراير الماضي، ونصائح منظمة الصحة العالمية بشأن الوقاية اللازمة لعدم الإصابة بـ "كوفيد-19"، أدرك حينها "الشاذلي" وزملائه بضرورة إتخاذ تدابير احترازية وتطبيق الإرشادات الصحية خلال توزيع وجبات الإفطار هذا العام "اجتمعنا على الإنترنت قبل رمضان بأسبوع، وأول شيء قررناه إننا نقلل عددنا على قد ما نقدر".
توصلوا في نهاية النقاش إلى اختيار 20 متطوعًا فقط "ومنتحركش في جماعات، كل واحد هيكون مسؤول عن بيوت محددة لناس مستحقة" كما تم تخصيص وجبات أيضًا لأسر تضررت من أزمة "كورونا" مثل العمالة اليومية "عملنا حصر بالأعداد الجديدة" فضلًا عن ارتداء القفازات الطبية و"الكمامات" والحفاظ على مسافة بينهم أو خلال تسليم الوجبات "وبنعقم نفسنا طول الوقت والحاجة اللي بنستخدمها خلال الطبيخ أو نقل الأكل، وعاملي أكياس مخصص لرمي الجوانتي والكمامة بعد ما بنخلص" كان لديهم شعور بالمسؤولية تجاه المحتاجين من أهالي المنطقة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الجميع.
في اليوم الأول لرمضان تحرك المتطوعون وفق خطة مسبقة، سواء لتوفير احتياجات "الشيف" أو إعداد الطعام "رز وفراخ أو لحمة مع سلطة" أو الوصول في توقيت مناسب للمحتاجين "وزعنا أول يوم 170 وجبة، وتاني يوم 175، ومن اليوم التالت 200 وجبة" فيما انطلقوا اليوم الثلاثاء إلى الطريق الإقليمي- خلال كتابة تلك السطور- لتوزيع مزيدا من الوجبات على من فاتهم الإفطار في منازلهم "ولسه هنكمل لنهاية شهر رمضان وهنحافظ طول الوقت على إجراءات الوقاية من (كورونا)".
مع وصول المبادرة لأعداد أكبر من المستحقين، تزداد المساهمات المادية من القادرين بمركز الباجور بالمنوفية، وهو ما يدفع المتطوعين إلى مزيد من العمل وشعورهم بنجاح تجربتهم السنوية "لأنها بتقام في شهر رمضان بس" فيما جاءت ردود فعل واسعة هذا العام بعد أيام من عودة المبادرة رغم فيروس كورونا "في ناس عجبتها الفكرة وطبقتها في قرى جنبنا" وهو ما يراه "الشاذلي" أمر جيد لأن الناس المستحقين صاروا أكتر احتياجات من أي وقت مضى.
فيديو قد يعجبك: