لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

صورة وحكاية (3).. "كوباية شاي".. الطلب الأخير لقاتل قبل إعدامه

06:59 م الأربعاء 15 أبريل 2020

سجين قبل تنفيذ حكم الإعدام عام 1985

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

تصوير: حسام دياب

كتب- محمد مهدي:

ليلة طويلة مضت ببطء على "كمال عبدالتواب"-اسم مستعار- في شتاء عام 1985، لم يكن الرجل الأربعيني يعرف أنها ساعاته الأخيرة داخل زنزانته في سجن القناطر، لكن النوم خاصمه حتى الصباح، كأنه شعر باقتراب النهاية، باتت الأمور أوضح حينما أخبروه في ساعة مبكرة بضرورة الاستعداد من أجل لقاء أسرته في موعد مختلف عن الزيارة الاعتيادية، بدت وجوههم شاحبة وسط كلمات وداع وبكاء لا ينقطع. تأكد لحظتها أنه على بُعد ساعات قليلة من تنفيذ حُكم الإعدام.

داخل سجن الاستئناف بباب الخلق، حيث سيُنفذ الحُكم، كان المصور الصحفي "حسام دياب" حاضرا، ينتظر توثيق اللحظات الأخيرة لـ "عبدالتواب" قبل إعدامه، بعد الحصول على موافقة من وزارة الداخلية، حضر القاتل من السجن الآخر، يرتدي الزي الأحمر المُميز للمحكوم عليه بالإعدام، يتحرك بخطوات ثابتة، عيناه لا تلتفتان كثيرًا رغم التيه البادي على وجهه "استأذنته الأول إني هصوره، لو كان رفض كنت همشي" توجه إليه أحد الضباط متسائلًا عن طَلبه الأخير، لم يُفكر كثيرًا نطق بما يدور في عقله "عايز أشرب كوباية شاي".

وسط قوات الأمن ورجال النيابة وأحد المشايخ رفقة طبيب مختص، جلس "عبدالتواب" في أحد أركان الغرفة، ممسكًا بكوب شاي ساخن بين يديه المُكبلة بـ "الكلابشات"، يرتشف بهدوء مستمتعًا بطلبه الأخير "كان بيشرب براحة، كأنه بيمارس شيء بيحبه في وقت عادي" بينما ينتظر الجميع تحقيق حلم المحكوم عليه بالإعدام، كان "دياب" يلتقط الكثير من الصور لتلك اللحظات "تعمدت عدم تصوير وجهه احتراما لمشاعر أهله ومعارفه لما ننُشرها" بعد 15 دقيقة فرغ الكوب إيذانًا ببدء إجراءات الإعدام.

توجه الجميع وبينهم "عبدالتواب" إلى غرفة الإعدام، الأجواء مُقبضة، حركة المشنقة بفعل الهواء تُضفي الرُعب على المشهد، يتلو الشيخ بعض الآيات ويُلقى الحُكم على القاتل، يقف الأخير ثابتًا دون انهيار أو التفوه بأية كلمات، يوضع الحبل حول رقبته، ربما خفق قلبه من الخوف لكنه لم يُظهر ذلك أمامهم، قبل أن يُنفذ الحكم وتنتهي حياته في ثواني، مخلفًا ورائه حكاية ظلت تتردد كثيرًا عن السجين الذي طَلب "كوباية شاي" قبل إعدامه.

اقرأ المزيد:

صورة وحكاية (2)-"البابا شنودة" داخل ملاذه الروحي ومستقره الأخير

صورة وحكاية (1)- خروج آخر جندي إسرائيلي من رفح

صورة وحكاية.. جولة عبر الزمن بعدسة المصور "حسام دياب"

فيديو قد يعجبك: