بعد تعطيل المدارس.. محلات هدايا عيد الأم في ركود: "غابوا التلامذة"
كتب - عبدالله عويس:
اعتاد باسم محمد شراء كمية كبيرة من الهدايا قبل أشهر من موعد الاحتفال بعيد الأم، ولقرب متجره من مجمع مدارس بشبرا، فإن البيع يكون مقبولا ومربحا، فالطلاب يأتون على رأس قائمة المشترين منه، لكن الاحتفال هذا العام كان مختلفا، والمبيعات في متجر التاب لم تكن في أفضل أشكالها، بعدما غاب الطلاب عن المدارس وقاية لهم من فيروس كورونا المستجد.
اشترى باسم كمية كبيرة من الهدايا، ولا تزال بأغلفتها كما هي داخل المتجر الذي لم يكن يحظى بذلك الهدوء في صباح الـ21 من مارس ولا الأيام التي تسبقه، حيث الاحتفال بعيد الأم: "الطلاب كانوا بيشتروا مني، ويهادوا المدرسات بتاعتهم، دلوقتي مفيش مدرسة أصلا" يحكي الشاب وهو يمحو التراب عن البضاعة، ما بين مساحيق تجميل وأكواب وأطباق وإكسسوارات ومشغولات يدوية، تتفاوت أسعارها، وكانت كلها تباع في مثل هذا اليوم: "أهو كورونا ده جاي علينا بخسارة بس لازم نستحمل يومين لحد ما يروح في داهية" يحكي الشاب قبل أن يصل شاب رفقة زوجته وأولاده لشراء هدايا لأمهاتهم، فيخبره باسم بأنه أول زبون يصل إليه رغم أن الساعة تخطت الـ11 صباحا، وهو ما لم يكن يحدث من قبل.
كانت الحكومة المصرية قد قررت تعطيل الدراسة لمدة أسبوعين، وكان أحمد محمد قد جهز قائمة بأسماء المدرسات اللائي سيشتري لهن هدية في عيد الأم، لكنه اليوم اكتفى بالاتصال بهن متمنيا لهن حياة سعيدة وطيبة: "وفرنا فلوس، أهو دي فايدة من كورونا» قالها طالب الصف الثاني الإعدادي، والذي اعتاد شراء الهدايا في ذلك اليوم على مدار سنوات لمدرساته، وإن كان بعضها رخيص الثمن، ومن وجهة نظره فذلك أمر ينبغي منعه عموما، لكنه يقدم عليه خشية أن يقوم الآخرون بتقديم هدايا دون أن يقدم هو: "هيقولوا عليا إيه ساعتها".
يبيع عماد السيد الهدايا في متجر يملكه بالدقي، ولم يصل له هذا الصباح سوى بضعة أشخاص اشتروا هدايا، ورحلوا، لكن غياب الطلاب يؤثر في مبيعاته بشكل كبير: هم كانوا أساس البيع والشراء أصلا، وغيابهم عن المدارس طبعا فارق. اعتاد الرجل في الظروف العادية فتح المتجر قبل ساعات من بدء اليوم الدراسي، لمعرفته بأن الطلاب وهم في طريقهم للمدارس سبصلون إليه، لكنه فتح المكان في وقت متأخر، لعلمه بأن أحدا منهم لن يصل.
فيديو قد يعجبك: