لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

قلق واهتمام وتوعية.. كيف أثر كورونا في سلوكيات مصريين؟

07:37 م الأحد 15 مارس 2020

كيف أثر كورونا في سلوكيات مصريين؟

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- عبدالله عويس:

في اللحظة التي أعلن فيها مجلس الوزراء المصري، تعليق جميع الفعاليات التي تتضمن تجمعات كبيرة، زاد اهتمام محمود علي بشأن الوقاية من فيروس كورونا المستجد، فالقرار من وجهة نظره يعني أن ثمة شيئًا ما أكبر مما يتصور، وللمرة الأولى يتجه الشاب لصيدلية قريبة من منزله لشراء معقم لليد وأقنعة وقائية وأدوات نظافة وتطهير للأرضيات والأسطح، كما غير خط سيره إلى عمله ليتجنب الزحام، إضافة إلى تفاصيل أخرى لم تكن لتتغير لولا فيروس «كوفيد-19»، مثله مثل آخرين من المواطنين في مصر التي أعلنت حتى هذه اللحظة إصابة 110 بالفيروس.

يعمل محمود بائعا بأحد محال وسط البلد، ولقرب منزله من محطة مترو روض الفرج، يستقل الشاب تلك المواصلة، غير أن الزحام الذي يشهده داخلها، بما لا يدع مسافة بينه وبين من يقف إلى جواره، دفعته إلى التخلي عن تلك المواصلة، التي يذاع فيها بيان داخلي بضرورة الابتعاد عن الآخرين بمسافة متر على الأقل، ويستقل المترو يوميا نحو 3 ملايين مواطن يوميا وفق تصريح لأحمد عبدالهادي المتحدث الرسمي باسم شركة مترو الأنفاق، ورغم النصائح التي تكررها صفحات ومواقع إخبارية بشأن الوقاية من كورونا سواء تلك المتعلقة بالعطس أو السعال، لمنع انتشار الرذاذ الذي قد ينقل المرض إلا أن مواقف يراها الشاب في تلك المواصلة دفعته لتغييرها: «بركب عربية بتنزلني قريب من الشغل، بتمشى شوية بس أحسن من إني آخد عدوى جوه المترو». يحكي بينما كان يستقل حافلة متجهًا إلى ميدان التحرير، تأخذ بعض الوقت لكنها أكثر أمانًا من وجهة نظره.

داخل الحافلة لم يكن حديث يجمع الركاب سوى الفيروس الذي أصاب عددًا كبيرًا من دول العالم، مسببًا إغلاق بعضها الحدود أمام الأخرى، وإعلان بعضها فرض الحجر الصحي في مدن كاملة، وكان البعض يتناقش بشأن فتح النوافذ للتهوية رغم البرودة النسبية للجو، فهي أقل وطأة من الإصابة بالفيروس: «بنقرا كلام كتير على الإنترنت وبنحاول ننفذه، الواحد بياخد بالسبب وكل حاجة على الله بعد كده» قالها كمال مصطفى، ذو الـ20 عاما بينما كان في طريقه إلى التحرير لمقابلة أحد أصدقائه، وكان في حقيبة الشاب بضعة أقنعة وقائية سبق له شراءها، ويرتدي واحدا منها في حالات الزحام الشديد، لاقتناعه أنها قد تمنع عنه بعض الأذى: «بلبسها لو في زحمة بس، ولما بخرج برميها في الزبالة».

داخل إحدى صيدليات شبرا الخيمة، كانت علبة الأقنعة الوقائية يكسوها التراب على الدوام لقلة فتحها، ولو بيعت 3 قطع كل شهر فذلك عدد كبير، لكن أحمد علي الصيدلي، يبيع في تلك الفترة نحو 200 في الأسبوع الواحد على غير العادة، ومن حديثه مع المشترين فإن بضعة معلومات على مواقع التواصل ما تدفعهم لشراء تلك الأقنعة، رغم إعلان منظمة الصحة العالمية أنها بلا جدوى بالنسبة للذين لا يعانون من أي أعراض كالسعال والعطس، لكن أكثر ما وجده الصيدلي اهتماما من المواطنين الإقبال على المعقمات ومطهرات اليد وأدوات التنظيف الشخصية، حتى أن بعضها لم يعد متوافرا في الأسواق بكثرة كما كان الحال في السابق: «كنت فين وفين لما حد يشتري مطهر لليد، دلوقتي يوميا بتسئل عنه، وكل كمية بجيبها بتخلص».

يشتري مينا سامي الأقنعة منذ فترة طويلة لعمله في مجال الأحبار، وحين توقف عن ذلك العمل توقف عن شرائها، لكنه عاد لها منذ أسبوع، ويشتري العلبة بـ250 جنيها وفيها 50 قناعا، وكانت العلبة في السابق بـ20 جنيها، لكنه يكره نظرة بعض الأشخاص له، لا سيما وهو في المترو: «اللي يقعد يقوللي ما تخليها على الله، وروق كده ومتقلقلش، وبيبقى كلام رخم بس بعديه بالضحك» يحكي الشاب بينما كان يخرج من حقيبته عددا من الأقنعة يحتفظ بها على الدوام: «وكل ساعتين أغير واحد».

استخدام الكوع في دفع بعض الأبواب، واستخدام المناديل لإمساك المقابض ثم وضعها في النفايات، واستخدام بعض الأدوات لمرة واحدة، وغسل اليد لفترة طويلة قبل تناول الطعام، أمور لم يكن يفعلها أحمد رضا، يبتسم الشاب لدى حديثه حول غسل يديه المتكرر، ففي السابق لم يكن يقدم على ذلك التصرف إلا قليلا لكنه الآن، يغسل يديه كل ساعة تقريبا: «لدرجة إني بقيت أخاف يبقى ده وسواس».

توقف الشاب تماما عن تناول الطعام في الشارع، صار يجلب معه طعاما من المنزل، أعده بنفسه أو أعدته له زوجته، ويرى خطورة في تناول الطعام من المحال التجارية بافتراض أن العاملين فيها قد لا يكونون على قدر كبير من النظافة: «لحد بس ما الأزمة دي تعدي، وبعد كده ناكل براحتنا».

في الـ11 من مارس الجاري، صنف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم، فيروس كورونا بأنه صار وباء عالميا، وبعد ذلك التصريح بأيام صار مصطفى محسن يعمل من داخل منزله لمدة 14 يوما بعد أن أخبرته شركته التي لها أكثر من فرع بعدد من الدول أن عليه وعلى بقية العاملين ذلك: «وبنشتغل في مواعيدنا لمدة 14 يوم من البيت، والموضوع مش واخدينه هزار خالص».

فيديو قد يعجبك: