إعلان

في محطة مصر.. مسافرون ينتظرون "الفرج" خلال موجة الأمطار

03:23 م الجمعة 13 مارس 2020

محطة مصر

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت وتصوير-دعاء الفولي:

فجر اليوم، اتصلت والدة أحمد عبد به، تخبره أن جده توُفي، لم يكن من الشاب المقيم في القاهرة إلا جمع متعلقاته هو وأقاربه الخمسة للعودة للأقصر، غير أن أحلامهم اصطدمت بالواقع، حين وصلوا لمحطة مصر ووجدوا أن حجز القطار يكاد يكون مستحيلا.

بالأمس اشتدت موجة الطقس السيئ لتشمل محافظات مصرية عديدة، صاحبها هطول مستمر للأمطار، ما أدى لتوقف حركة المواطنين والتنقلات، فيما أعلنت وزارة النقل مساء أمس عن تعليق حركة القطارات مؤقتًا، ورغم عودتها إلا أن حالة من التخبط رافقت من اضطروا للسفر وسط الطقس العصيب.

1
حين وصل عبدالواحد صاحب الخمسة وعشرين عاما للمحطة، اتجه لشباك التذاكر سائلا عن قطار متجه للأقصر "فيه واحد أتحرك بس بطيء وانا محتاج حاجة توصلني بسرعة"، وقف ابن مركز إسنا خارج المحطة يضربه الهواء، فيما توزع أبناء عمه بين باحث عن سيارة خاصة تقلهم "عايز يأخذ ٤٠٠٠ جنيه بس هو ملاكي واحنا ستة فمش هيكفينا"، وآخر يحاول الاتفاق مع سيارة ميكروباص "هياخد ٢٠٠٠جنيه بس سواقين كتير مش راضيين يطلعوا عشان ظروف الجو والمسافة".

لا يعرف الشاب كيف ستنتهي الأمور، لا يشغله سوى العودة لأهله "احنا حتى سألنا على طيران بس لقينا مفيش حجز.. عايزين أي حاجة تودينا ناخد عزا جدي".

على العكس، استطاع محمد عبدالله الحصول على تذكرة "دي تاني مرة آجي المحطة من امبارح، فمكانش ينفع أرجع من غير تذكرة"، على الرصيف الخاص بقطار الإسكندرية انتظر عبدالله وصوله "مفروض ييجي ٢ بس محدش عارف هييجي في معاه وسط الظروف دي ولا لا". يبدو الاستياء على وجه صاحب شركة الاستيراد "شغلي متعطل من ٣ أيام عشان محبوس في القاهرة".

2

يقطن عبدالله في شقة بمنطقة السيدة زينب، السادسة من مساء الأمس وصل لمحطة مصر بأعجوبة على أمل العودة للإسكندرية "كان فيه ناس كتير جوة المحطة.. وبعد ساعتين واقفين قالولنا القطارات مش هتتحرك"، جرجر الرجل الأربعيني خيبة أمله وعاود الكرة اليوم، غير أنه لم يفكر في استقلال سيارة ميكروباص "عشان من عشر سنين حصلت لي حادثة موت في ميكروباص على الصحراوي من وقتها بخاف.. القطر أمان أكتر". بالنسبة له كمواطن سكندري "المحافظة عندنا بتشتي طول الوقت فأكيد مش هنوقف مصالحنا عشان المطرة".

3

مازالت آثار الأمطار تغزو الشوارع المحيطة بمحطة مصر، يتقافز المواطنون فوق برك المياه للوصول لبوابتها الرئيسية، فيما ينادي سائقوالميكروباصات على المارة "اسكندرية.. المنيا.. طنطا"، يستجيب البعض ممن لا يضمنون وصول القطار في ميعاده، بينما داخل المحطة تستمر أعمال التنظيف، تكسح سيدة المياه على أحد أرصفة قطارات الوجه القبلي، فجأة تنطلق صافرة لقطار متوجه للصعيد، يهرول تجاهه كثيرون، يعبر بعضهم القضبان من الجهة الأخرى، ويستقر إسماعيل حنفي ومحمد محسن بجانب أمتعتهما في انتظار قطار آخر متجه للمنيا.

قبل عشرة أيام أتى الشابان من المنيا لمعاودة العمل في مهنة المحارة "بنقعد شهرين المفروض"، لكن منذ حوالي ٣ أيام توقف عملها تماما "بسبب الجو"، اضطر الصديقان للتخطيط للعودة للمنزل، وفي الصباح الباكر ذهبا لموقف الميكروباصات "لقيناهم بيستغلوا الظروف وغلواالأجرة بقت ب١٠٠ جنيه"، فيما تذكرة القطار لا تتعدى عشرة جنيهات "قولنا نيجي نسأل وادينا مستنيين قطر ييجي"، لا فرصة أمامهما سوى السفر "على الأقل في المنيا هنقلب رزقنا كام يوم وربنا هيفرجها واسمنا وسط أهلنا إنما هنا شغلنا محدود في تبييض المحارة".

4

عدة حقائب استقرت بجانب أنور فتحي الذي جاء للقاهرة قبل أسبوع في تدريب "انا مدير بنك في سوهاج بس التدريب وقف بسبب ظروفالجو"، للحظ السعيد، حجز فتحي قطار اليوم الجمعة عقب وصوله القاهرة "عشان كنت خايف يحصل أي لخبطة في القطارات"، منذ الساعة العاشرة يجلس فتحي داخل المحطة، يضع كل الاحتمالات في حسبانه "ممكن ميجيش وساعتها هاخد حاجاتي وأرجع الفندق للأسف".

في سوهاج حيث يستقر المدير الخمسيني، لم تهطل الأمطار "بيقولولي في البيت إنه هوا شديد عشان كدة قلقانين عليا هنا"، رغم حاجته للعودة لزوجته وأبنائه "بس الحمد لله بطمن عليهم أول بأول وعيلتي كلها هناك معاهم".

5

في المقابل، يتمنى ممدوح عبدالرازق الوصول لأسرته بفارغ الصبر "بقالي شهرين مشوفتهمش"، يعمل ابن محافظة قنا بالتجارة، توقف عمله أيضا خلال اليومين الماضيين بسبب الأمطار "بس أنا كنت محتاج اروح في كل الأحوال"، بين حين وآخر يأتيه اتصال هاتفي من زوجته،فيما ينظر الأب الأربعيني تجاه الرصيف "أنا قتيل إني أروح بالقطر"، فالبديل سيكون المواصلات "وده خطر جدا في جو زي ده".

اقرأ أيضًا:

منخفض التنين يضرب مصر.. موجة الطقس السيئ لحظة بلحظة (تغطية خاصة)​

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان