بـ"الكمامات" والتوعية.. أمهات تحاولن الاستعداد للفصل الدراسي الثاني
كتبت-دعاء الفولي:
قبل أيام، أخبر عبدالرحمن أيمن والدته أنه تحدث لمدرس العلوم في المدرسة، تناقشا في فيروس كورونا، عرف صاحب الـ14 عاما معلومات أكثر جعلته أكثر اطمئنانا للفصل الدراسي الثاني الذي يبدأ غدا السبت، فيما تتأرجح والدته بين القلق والهدوء.
مطلع العام الجاري، تم الإعلان عن فيروس كورونا الجديد، الذي انتشر من مدينة ووهان الصينية، وأصاب 31,519 شخص إلى الآن في دول عديدة، بينما وقعت أغلب الإصابات داخل الصين.
تزامنا مع أخبار انتشار الفيروس، كانت محاسن صابر، والدة عبدالرحمن، تسمع حكايات متداخلة من الأمهات "منهم اللي نفسها الدراسة تتأجل احتياطي ومنهم اللي مش فارق معاها لأن الفيروس مجاش مصر فمفيش قلق".
تلك الحالة من اختلاف الآراء، عايشتها محاسن على الجروب الخاص بالآباء عبر تطبيق واتس آب، لكن الأمر لم يتوقف عند القلق "بالعكس.. بقى كتير مننا يحاول يوعي الأمهات التانيين ياخدوا احتياطات مهمة لولادهم قبل الدراسة".
"تغذية الطفل كويس.. شُرب مياه كتير.. ينضف إيده أول بأول.. ميلمسش أي أسطح متسخة".. تفاصيل كثيرة جمعتها محاسن التي تعيش بمحافظة الشرقية لتشاركها مع الأمهات، سألت محاسن بعض الأطباء واستعانت بالإنترنت "ابني كبير وهيقدر يستوعب التوعية لكن المشكلة في الأطفال الصغيرين".
بثينة عصام الدين راودها القلق أيضا، لكنها نفضته عن نفسها "هتكل على الله وهنزلهم هشوف العملية إيه أول يومين لو حصل أي قلق هقعدهم"، لدى الشابة الثلاثينية طفلان، في الصفين الخامس والثاني الابتدائي، تحاول أيضا توعيتهم "لكن خايفة إن المدرسة نفسها تكون مش بتوعيهم أو بتخلي بالها".
مع زيادة المطالبات من بعض الأهالي بتأجيل الدراسة وانتشار الشائعات، أصدر مجلس الوزراء، اليوم، بيانا أكد فيه بدء الدراسة بموعدها المُحدد و اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية اللازمة بالتعاون مع الجهات المعنية للوقاية من فيروس "كورونا"، وذلك للحفاظ على صحة وسلامة الطلاب في المدارس والجامعات.
بالنسبة لرحاب محمد، تأتي الأزمة من كثافة الفصول "بنتي في تانية ابتدائي والفصل فيه 50 طالب"، لا يقلقها الفيروس الأخير فقط "الشتا مليان تعب وأنفلونزا"، لذا تحاول الأم القاطنة بمحافظة الجيزة إعطاء ابنتها أدوات خاصة بها "مناديل مبللة.. لانش بوكس.. إزازة ماية بتاعتها لوحدها"، تطلب منها أيضا عدم مشاركة أصدقائها في طعامهم "لكن هي طفلة.. مش هقدر أسيطر عليها 100%".
لكن ريهام حسن لم تكن أزمتها فقط صغر عُمر أبنائها "أنا بشتغل.. فلو قررت إنهم يقعدوا معنديش حد يخلي باله منهم"، تتمنى والدة الثلاثة أطفال ألا تتفاقم الأمور، لذا تفكر في إحضار كمامات لهم "بس خوفي إنهم مش هيستحملوها طول اليوم"، كما تتوجس من أن تثير تلك الكمامات الذُعر بين التلاميذ الآخرين.
لا تفكر همت جمال في منع ولديها بالصف الخامس والثالث الابتدائي من المدرسة، بينما تعرف أنها "حتى لو إديت لهم كمامة مش هيهتموا يلبسوها"، لكنها قررت وأمهات أخريات تفعيل هاشتاج عبر موقع فيسبوك يُطالب بإلغاء أعمال السنة في الفصل الدراسي الثاني "لأن الناس لو لقت شوية برد في المدرسة هتقعد ولادها"، قد يُلقي ذلك القرار-حال الاستجابة له- الطمأنينة بقلوبهن "في وسط اللخبطة دي لازم يكون فيه مساحة للغياب.. مش لازم عشان الكورونا بس.. أي برد هيكون صعب".
لم تحاول همت أو رحاب أو ريهام التواصل مع المدرسة للسؤال عن إمكانية تأجيل الدراسة "جربنا نسألهم في ظروف سابقة لكن المدارس بتنفذ تعليمات الوزارة.. فاحنا بنحاول نشوف حلول بديلة عشان ولادنا يروحوا المدرسة واحنا مش خايفين".
فيديو قد يعجبك: