العمل من النوبة.. مواجهة "كورونا" بأفكار غير تقليدية في "غرب سهيل"
كتب- محمد مهدي:
تصوير: جلال المسري
عانت محافظة أسوان وخاصة الجزء النوبية السياحية من غياب ضيوفها من المصريين والأجانب لأشهر طويلة نظرًا لتفشي فيروس "كورونا" المستجد في العالم، غير أن الأوضاع تحسنت خلال الفترة الأخيرة خاصة مع انتشار مبادرات عديدة لجذب عشاق السفر من داخل مصر وخارجها إلى النوبة، من بينها "العمل من النوبة" التي طرحها القائمون على فندق "أشري نارتي" في قرية غرب سهيل.
في شهر نوفمبر الماضي، أعلن المكان عن ترحيبه باستقبال من يرغب في العمل وسط الطبيعة الخلابة والهدوء التام بينما يطل على نهر النيل، ليشهد اهتمام من أعداد كبيرة للمجيء إلى المنطقة والاستفادة من تلك المبادرة "فكرنا نساعد الناس اللي زهقت من الشغل في البيت عشان (كورونا) بنوفرلهم إنترنت سريع وقعدة كويسة تساعد على الاسترخاء وإنهم يشتغلوا بدون إزعاج وفي أجواء مثالية" يقولها مصطفى محمد أحد المسؤولين بالمكان.
كانت الفترة التي مرت على "غرب سهيل" عصيبة منذ مارس الفائت، اختفت الحركة في شوارع القرية التي تزدحم عادة بالسياح من كافة دول العالم وعشاق النوبة من مختلف محافظات مصر "لكن الأمور بدأت ترجع تدريجيًا مؤخرًا والمبادرات اللي بنحاول ننفذها بتعرف الناس إن الأوضاع أفضل كتير من الأول" خاصة مع التزام الجميع بالإجراءات الاحترازية الخاصة بالتصدي لفيروس "كورونا" المستجد.
ومنذ شهور قليلة سمحت وزارة السياحة والآثار بعودة فتح المناطق السياحية مرة أخرى واستقبال النزلاء وفق اشتراطات صحية لا غنى عنها مثل توفير الكمامات ومواد تعقيم للعاملين والنزلاء، وتظهير جميع الأماكن العامة فضلًا عن توفير التهوية الجيدة وتحديد نظام الإعاشة وتوفير محلول كحولي للنزلاء بجانب الفحص الطبي لمن يعانون من الأمراض المزمنة، وترك مسافة لا تقل عن مترين بين طاولات الطعام، والاعتماد على أدوات طعام أحادية الاستخدام قدر المستطاع.
"بنعمل الإجراءات المطلوبة، وبنوفر كمامات ومطهرات لكل شخص بيدخل المكان" يذكرها "محمد" موضحًا على استجابة العديد من المواطنين للمبادرة والقدوم إلى المنطقة من أجل إنجاز أعمالهم التي تحتاج إلى الابتعاد عن الضجيج وضغوط الحياة خاصة في العاصمة، وهو ما سيساهم في إطلاق مبادرات جديدة لحث الناس على السفر إلى النوبة.
فكرة أخرى لاقت رواجا داخل محافظة أسوان، وهو إتاحة الفُرصة إلى العرسان لالتقاط صور تذكارية "فوتوسيشن" وسط الجداريات الفنية الموجودة في أنحاء المكان، فضلًا عن الخلفية التي يزُينها نهر النيل "الناس بقيت تحب تيجي عندنا عشان تعمل(ألبوم الفرح) لأن الأماكن عندنا مفتوحة ومفيهاش زحام" يقولها عاطف دهب أحد المسؤولين بالمكان، يلتزم خلالها أهالي المتزوجين حديثا بالدخول بأقنعة الوجه وخلعها فقط خلال التصوير.
يعتقد "عاطف" أن غرب سهيل هي أفضل مكان يتجه إليه الناس لقضاء إجازة سعيدة أو الانتهاء من الأعمال التي لا تقتضي تواجدهم في مكان العمل أو للحصول على راحة خلال فترة "كورونا" الصعبة "هنا هتأخد جولة في النيل بمركب صغير، هتحضر أفراحنا المميزة وقعداتنا الموسيقية، هتعمل أنشطة مختلفة" يعتبر أن تلك الأيام هي الفترة المثالية للمجيء إلى النوبة.
فيديو قد يعجبك: