لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

نافذة يمر منها الأمل.. "بُن كاست" منصة صوتية تروي تراث اليمن الثقافي

01:45 م السبت 26 ديسمبر 2020

منصة بُن كاست

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- دعاء الفولي:

يعرف أصيل إيهاب ما يعانيه المواطن اليمني، فالشاب المقيم في صنعاء لا يسمع سوى أخبار الحرب والعنف والتعبئة، ضاق صدره بذلك، تمنّى لو يتم تصدير تفاصيل مختلفة عن وطنه الزاخر بتراث ثقافي لا ينتهي، لذا قرر قبل أشهر مع عدة أصدقاء إنشاء منصة صوتية تحكي ذلك التاريخ، تأخذ بقلوب المستمعين بعيدا عما يتلقونه يوميا، تُذكرهم أن اليمن مازال يمتلك الكثير.

"بُن كاست" هي المنصة الصوتية التي أطلقها فريق من اليمنيين خلال الشهر الجاري "لا يعرف عنا العالم الآن سوى فوّهات البنادق.. أردنا القول إن لدينا أشياء أخرى، لذا ركزنا على التراث والثقافة فقط"، كان إنشاء منصة تحكي عن اليمن خيالا يصاحب إيهاب طوال الوقت، لكن لم يستقر على شكلها النهائي سوى مؤخرا "كان اختيارنا للصوت لعدة عوامل، أولها أن ذلك يسمح لنا بمساحة أوسع للوصول للناس وثانيها أن الإنترنت في اليمن سيء جدا وبالتالي لا يمكن الاعتماد على المنصات المرئية"، بينما يكمن السبب الأكبر في أن "الإذاعات اليمنية كلها قائمة على التعبئة والسياسة والطائفية والدين ونحن تعبنا من ذلك".

عبر تطبيق واتس آب، اجتمع 15 شخصا هم الأعضاء الحاليين لفريق "بُن كاست"، كلٌ يعرف مهامه، بين معلقين صوتيين، مُنتجين ومخرجين، اتفقوا على البحث عن ذلك التراث عن طريق المتخصصين "لأن الجهات الرسمية لن تسمح لنا بالاطلاع على التراث الثقافي القديم مثلا"، تواصلوا مع أساتذة جامعات، منهم الدكتور عبد الأحد الأمهري والذي ترجم لهم من اللغة الحميرية القديمة بضعة قصص، وأطلقوا اسم "أرخن" على البرنامج الأول للمنصة "وأرخن في الحميرية تعني قصة".

يعمل أصحاب "بُن كاست" بشكل تطوعي، لا يملكون تمويلا لأفكارهم "كي نسجل الحلقات الأولى دفعنا نحن الثلاثة المؤسسين 150 دولار لاستديو التسجيل، فيما عدا ذلك لا يتقاضى أي شخص المال، حتى مستشارينا من الجامعات"، تلك النقطة هي أصعب ما يواجه الفريق، بالإضافة لصعوبة الوصول للمحتوى التراثي "لأن توجه الدولة لا يهتم بالشق الثقافي تماما ولن يساعدنا أحد على الوصول له" كما يحكي إيهاب.

قبل بضعة أيام أطلق الفريق الحلقة الأولى من برنامج أرخن بعنوان "الحبّة"، كانت ردود الفعل إلى الآن جيدة "الناس تريد سماع شيئا آخر عن وطنها، سواء يمنيو الداخل أو الخارج، الحرب تأكل جزءً من هوية البشر، لكنهم إذ يسمعون تلك الحكايات يستعيدونها مرة أخرى"، أراد الفريق أن تكون منصتهم فُسحة أمل للسامعين، أن يعرفوا ما لدى الحضارة اليمنية "ليس في التراث الثقافي فقط بس الموسيقى أيضا"، يحكي إيهاب بشغف عن نغمة الثُمن تون التي لا تتواجد إلا في بلدان قليلة جدا ضمنها اليمن والهند وتركيا "وهي نغمات مميزة للغاية ومفرحة"، ينوي صاحب الـ23 عاما نقل كل ما يصل له من الحكايات التراثية لخارج حدود الوطن.

يعمل إيهاب في مجال التصميم والرسوم المتحركة بجانب دوره في المنصة، يتمنى وفريق "بُن كاست" أن تتحول منصتهم لمؤسسة غير ربحية "مظلة توفر فرص عمل للشباب، وفي نفس الوقت نافذة لشيء نحب العمل فيه ونخدم به اليمن".

فيديو قد يعجبك: