إعلان

في عهد كورونا.. وظائف مُهددة وأحباب خلف الحدود المُغلقة

06:33 م الخميس 24 ديسمبر 2020

مطار الدمام

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هبة خميس:

بينما تقترب الطائرة من مطار الدمام كان يفكر "عبد الرحمن علاء" في الأيام المقبلة التي تنتظره حينما تخطو قدماه المدينة التي يحلم بإيجاد فرصة عمل فيها بعد أن ضاقت به الحياة في بلده، يسلي نفسه بالحديث مع ابن عمه بجواره، العريس الذي سيعود لعمله في اليوم التالي، إلا أن صوت الميكروفون في الطائرة أعلن فجأة عن عدم الهبوط في مطار الدمام بسبب غلق المطار بالمملكة السعودية وعودة الطائرة لمصر.

سادت موجة من القلق والضوضاء بالطائرة فلم يصدق الناس أن القرار سيتم تنفيذه فوراً "الحقيقة اتفاجئنا جدًا، وانا بركب الطيارة سمعت الخبر بس اتوقعت انه هيتطبق بعد ساعات أو تاني يوم، مكنتش متخيل إن الطيارة هترجع بينا".

لحظات عصيبة عاشها "عبد الرحمن" أثناء عود الطائرة مع ابن عمه الذي كان يتواصل مع عمله ليعلمهم بالخبر ويفكر كيف سيستمر في عمله.

قبل مارس الماضي كان يستعد "عبد الرحمن" للسفر إلى السعودية وأنهى إجراءات السفر لكن فاجأته تداعيات كورونا قبل مارس الماضي وتعليق الرحلات الجوية وغلق المطارات، "أما الوضع اتحسن مشيت في الإجراءات تاني وطلعت الفيزا وسافرت من الدقهلية لطنطا لعمل المسحة وحجزت الرحلة مع ابن عمي اللي راجع شغله".

قرار الغلق المفاجئ كان صادماً بالنسبة ل"عبد الرحمن" الذي سأل أكثر من مرة حول الأوضاع هناك والتي علم أنها جيدة بنسبة كبيرة فبعد أن باع السوبر ماركت الخاص به تفاءل بالبداية الجديدة، ولكن جاء الغلق ليضع نهاية سريعة لها.

لم يختلف وضع "عبد الرحمن" عن "سهى سليم" الأستاذة الجامعية. فمنذ مارس الماضي صدرت الكثير من الإجراءات لتفشي الفيروس و تفرق بين العائلات ففرقت بينها وزوجها لعام كامل دون فرصة للقاء.

في نهاية العام الماضي قامت "سليم" بعمل استقدام لزوجها ليلحق بها في السعودية في إجازة طويلة وأيضاً فرصة للبحث عن عمل كي يلتئم شملهما في مكان واحد، لكن عقب عثوره على عمل مناسب كان عليه العودة حتى تتمكن من عمل الإقامة اللازمة له وبعد عودته لمصر صدر قرار الغلق في وجه 9 دول من بينها مصر في نهاية فبراير الماضي " كنا قلقانين وبنتابع الأوضاع طول الوقت وبندور على سكة أقدر أسافر بيها أو هو ييجي"، بعدها بشهور قليلة تم فتح الرحلات لكن كانت أسعار التذاكر غالية جداً عليها وأيضاً اشترطت مصر الحجر الصحي خمسة عشر يوماً فظلت "سليم" مترددة في السفر لفترة.

في أغسطس الماضي علمت "سليم" بإمكانية سفرها لمصر ومتابعة عملها عبر الانترنت بسهولة لكن عقب ذلك بأسبوعين أرسلت جهة عملها لزملائها في دول كثيرة للعودة تحسباً للغلق أو تغير الأوضاع، فعاد القلق "جوزي فقد شغله في مصر بسبب الغلق وخفت اني اسافر فانا كمان يتلغي عقدي ونفضل احنا الاتنين بدون شغل فقررت أستنى في السعودية".

في نوفمبر الماضي وبعد ولادة ابنة أختها على يدها علمت "سليم" بتغير الأوضاع وامكانية عمل استقدام لزوجها ففكرت في أنه الحل أمامهما ليلتئم شملهما وسرعان ما مضت في الإجراءات اللازمة وهي سعيدة بطوي المسافات بينهما . "يوم الخميس 17 ديسمبر اتوافق على زيارته وكان مفروض يستلم التأشيرة خلال أسبوعين لكن بعد أقل من أسبوع اتقفل الطيران".

إحباط شديد واجه "سليم" بسبب القرار والعودة لنقطة الصفر، فلا تعلم متى ستظل تلك الإجراءات وتتمنى أن يتحسن الوضع بقدوم العام الجديد لتتحقق أمنيتها بجمعها بزوجها.

فيديو قد يعجبك: