"بطل X كتاب".. كيف استسلم "دكتور علي" للواقع في "طبيب أرياف"؟

كتبت- هبة خميس:

من عنوان الرواية "طبيب أرياف"، نجد أنفسنا في الريف الحقيقي لمصر، نتخيل أنها تشبه "يوميات نائب في الأرياف" لتوفيق الحكيم، لكن سرعان ما نكتشف أن الرواية تختلف تماماً، والريف أيضاً مختلف عن أي عمل تناوله من قبل.

صدرت الرواية في نهاية الصيف الماضي، عن دار الشروق، وهي الرواية السابعة لكاتبها صاحب: "أنا عشقت"، "قمر على سمرقند" و"يوم غائم في البر الغربي" وكتب عن التراث العربي مثل "كتاب الأغاني".

يقول الكاتب "محمد المنسي قنديل" عن روايته بإنها "يجوز اعتبارها الجزء الثاني من انكسار الروح، فهي الرواية التأسيسية لكل مؤلفاتي"، لذا نجد أنه من الصعب الحديث عن بطل الرواية "الدكتور علي" دون الرجوع لنفس البطل في رواية "انكسار الروح".

في رواية "انكسار الروح"، كان البطل من محافظة صغيرة، تتفتح عيناه على الحياة بشكل عالم، وأكثر رومانسية عن الواقع، لكن سرعان ما ينقلب واقعه الرومانسي إلى الحياة الحقيقية بكآبتها وثقلها على النفس. صدرت الرواية عام 1988، وهي عمل كاتبها الأول ولطالما اعتبرها القاعدة التي اشتق منها معظم أعماله الروائية.

بعد أكثر من ثلاثة عقود يعود الكاتب لبطله المفضل كجزء من سيرته الذاتية لينقل لنا صورة مختلفة تماما تحول إليها "الدكتور علي" في رواية "طبيب أرياف" الذي لا نعرف اسمه إلا في الجزء الأخير من الرواية، فتبدأ أحداثها في الثمانينات بعد خروجه من المعتقل لتأديبه على أفكاره ضد السلطة ليجد الحياة التي يعرفها تغيرت تماماً فلا يوجد أحد من الأهل أو الحبيبة التي تزوجت بجلاده والعمل الذي يقررون فيه نقله تعسفياً لقرية في الريف ليكون طبيب الوحدة هناك.

نرى في الرواية تحولاً شديداً حدث للبطل الذي لم يعد يشبه نفسه في رواية "انكسار الروح" فغاب عنه الشغف والطموح ليستسلم لوظيفته في القرية التي ينخر المرض و الجهل فيها لعقود طويلة، وبعد قليل تبدأ علاقة ما بينه وبين سكان القرية الذين يرونه الأمل الوحيد لهم في غياب تام للرعاية الصحية والعلاج والفقر، فيفسحون له مكاناً في مواصلاتهم المتهالكة وينتظرون قدومه في كل سفر له للمدينة للمجيء بالمزيد من الأدوية والأدوات، وبعد فترة يعتاد "علي" خنوعهم واستسلامهم للفقر والمرض حتى يحب واحدة منهم، لكن تحولات قصة الحب تلك تعيده غريباً مثلما كان في البداية فتصير تلك القرية في عينيه هوة تبتلعه.