"الطلبات بالفصحى".. مقهى سعودي يدعم اللغة العربية في يومها العالمي
صورة رئيسية.. مبادرة من مقهى سعودي لدعم اللغة العر
كتب- محمد مهدي:
قبل عِدة أيام كان سالم باجنيد، المؤسس والشريك في مقهى ومحمصة "مَدّ" في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، يُفكر في طرح مبادرة داخل المكان للاحتفاء باللغة العربية خلال يومها العالمي، حتى قرر في نهاية المطاف تقديم المشروبات والبضائع إلى الزبائن بمقابل أقل في حالة طلبها بالفصحى، لتُصبح الفكرة مثار اهتمام الجميع في المدينة.
وجرى اختيار الاحتفال باللغة العربية في 18 ديسمبر من كُل عام، لأنه اليوم الذي قررت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل بها عام 1973، بهدف إذكاء الوعي بتاريغ اللغة وثقافتها وتطورها، وفقا لبيان رسمي عن منظمة الأمم المتحدة.
بمناسبة #اليوم_العالمي_للغة_العربية والذي سيكون محوره #مجامع_اللغة_العربية : ضرورة أم ترف؟ في 18 من ديسمبر 2020 نفتح هذه التغريدة حتى تضعون لنا إعلانات فعالياتكم الاحتفالية الواقعية او الافتراضية. pic.twitter.com/GqsGt4OnTc
— اليوم العالمي للغة العربية (@arabic_day) December 1, 2020
لم يكن الاهتمام باللغة العربية في مشروع "باجنيد" حديث العهد، فمنذ اللحظة الأولى كانت اللغة من الأركان الرئيسية بالمقهى الشهير "اللغة العربية من البداية محط اهتمام وما يثبت ذلك الاسم واللغة الدعائية، نحرص على استخدامها في الأساس للتواصل قبل اللغة الانجليزية" حتى أن الشاب السعودي حرص رفقة شركائه على وضع أسماء عربية على مشروباتهم ومنتجاتهم.
"مثلًا لدينا مشروب اسمه (خلطة القِطر) وهي محاولة لتعريب (الاسبريسو) والقِطر هو النحاس المذاب ومظهره شبيه جدًا بالبن عندما نستخلصه من الماكينة" يقولها باجنيد بحماس، بينما يتحدث عن اهتمامه أيضا بمعرفة أصل تسمية "القهوة" وهي كلمة عربية "جاء مصدرها من الصوفية، وهي مصدر كل الكلمات المحرفة في اللغات العالمية مثل (كوفي)" مؤكدًا أن استيعاب الناحية التاريخية والأثر اللغوي في تشكيل سوق القهوة كان مصدر إلهام وتحفيز لطرح المبادرة الأخيرة.
على الصفحات المختلفة للمقهى بمواقع التواصل الاجتماعي، نشر "باجنيد" تفاصيل مبادرته من خلال تصميم جذاب وتوضيح لكيفية تقديم طلبات الزبائن باللغة العربية الفصحى "كانت أيضًا داخل المحل نفسه، يقوم البائع بتوعية الزبائن بوجود خصومات على أي طلب في حالة ذكره بالفصحى" وبعد دقائق قليلة من الإعلان عن الفكرة انتشرت بسرعة شديدة على الإنترنت "المنشور وصل لآلاف الناس من صفحات متنوعة والكل يثني على المبادرة، حقيقي منبهر من التفاعل الذي جرى على مستوى العالم العربي".
منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، توافد الزبائن على المكان وعلى وجوههم علامات الحماس "قمنا بتصوير فيديوهات لهم خلال تفاعلهم مع حملتنا" كانت تجربة جديدة وغير تقليدية لزوار المقهى الشهير في مدينة جدة، حرصوا على المشاركة في المبادرة من خلال نطق طلباتهم بالفصحى رفقة أبنائهم "التفاعل كان من كل الشرائح والفئات العمرية خاصة الأطفال، سعيد بأن المبادرة تساهم في تشجيع الجيل الناشئ على التواصل باللغة العربية أكثر ورفع ثقتهم في الحوار بها".
لم تقتصر المبادرة فقط على الوافدين إلى المقهى من أهالي جدة والعرب " كنا نشجع الأجانب غير الناطقين بالعربية على اتخاذ نفس الخطوات،وبالفعل نجحت التجربة" يروي "باجنيد" عن المناقشة التي دارت مع مجموعة من "الأمريكان والأوروبيون" عن الاحتفاء باللغة العربية في يومها العالمي بتلك الطريقة المميز ومدى سعادتهم وتجاوبهم مع الأمر وشروعهم في تنفيذها على الفور "كانت فرصة جيدة للتواصل الثقافي بيننا" ارتسمت ابتسامة على وجهه بينما يرى تفاعلهم.
مع حلول الليل وفي نهاية اليوم بالمقهى، شعر الشاب السعودي بأهمية تلك المبادرات وقدرتها على التأثير وضرورة تكرارها قدر المستطاع "بالتأكيد بات لدينا نية لتقديم أفكار وبرامج مستدامة لدعم اللغة العربية والنهوض بها" وهو ما ينوي أن فعله والتركيز في استمراره خلال الفترة القادمة.
فيديو قد يعجبك:
