إعلان

"بهاء عبد المجيد".. رحيل مفاجئ لأديب هادئ (بروفايل)

05:49 م الإثنين 14 ديسمبر 2020

الأديب الدكتور بهاء عبد المجيد

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-هبة خميس:

"دخول هاديء بملامح بسيطة، ابتسامة عذبة ، صوت منخفض وأدب جم ".. ذلك ما اعتاد عليه طلبة كلية التربية بجامعة عين شمس في محاضرات الأديب الدكتور بهاء عبد المجيد، الراحل عن عالمنا أمس إثر مضاعفات إصابته بفيروس "كوفيد-19".

في عام 2000 حصل "عبد المجيد" على الدكتوراه في الأدب الإنجليزي، وقبلها بأعوام صدرت له مجموعة قصصية بعنوان "البيانو الأسود عن دار الثقافة الجديدة" التي شكلت بداياته في عالم الأدب، وفي مطلع الألفية صدرت له رواية "سانت تيريز" عن دار شرقيات والتي حازت على إعجاب القراء والنقاد، وتحكي الرواية عن حارة في منطقة شبرا حيث يتجاور المسلمون مع الأقباط ليرصد حالة المجتمع المصري وقتها بكل حالات الطموح التي كان يمر بها في تلك الفترة لهجر الحارة والبلاد مع تعقيدات العلاقة بين الأشخاص، وعقب صدور تلك الرواية لمع اسم الروائي "بهاء عبد المجيد". وفي العام الماضي صدرت روايته الأخيرة "القطيفة الحمراء" عن منشورات أيبيدي وهي رواية لأجيال متتابعة حيث يبحث البطل من الستينات حتى الألفية عن هوية جيله الضائعة.

قضى الراحل سنوات في تدريس الأدب بجامعة عين شمس ليتخذ من المهنة دورها في إصلاح الأجيال المتعاقبة بأسلوب راقٍ يشهد له تلامذته به، إذا قابلته في الجامعة أو في أي حدث ثقافي سيطالعك بابتسامة عذبة ليعرفك عن نفسه ويحكي لك ذكريات قضاها وحكايات مر بها ليتغلب الحكاء بداخله على الخوف من الغرباء.

بين عام 1997 و1999 قضى "عبد المجيد" فترة بأيرلندا لدراسة الأدب الأيرلندي، أثرت عليه تلك الفترة التي تنقل فيها في شوارع مدينة "دبلن" ليكتب لنا رواية "خمارة المعبد" التي تدور أحداثها في تلك المدينة بين أقدم أماكنها وشوارعها، فيصور لنا شعور البطل بالغربة رغم ذلك الزخم الثقافي المحيط به.

في صباح يوم 7 من هذا الشهر فوجيء أصدقاء الراحل باستغاثة أطلقها لإنقاذه من الفيروس الذي تسلل إلى رئتيه ووضعه على أجهزة التنفس، تابعت الوزيرة "إيناس عبد الدايم" حالة الراحل بمستشفى جامعة عين شمس، لكن بعد أيام قليلة وافته المنية عن عمر 55 عاما.

في مارس الماضي وعقب توقف الدراسة والحظر بسبب انتشار "كوفيد 19" ظهر لمتابعيه على السوشيال ميديا في فيديوهات قصيرة عن الأدب ونظرياته الأدبية وكتب مختلفة لأنه لم يعتد الحياة خارج التدريس ففضل بث تلك الفيديوهات القصيرة للناس بشكل مختلف وبسيط عن الأدب، الموضوع الذي فضله وظل طوال حياته يدرسه بجانب الكتابة الأدبية تاركاً لمحبيه كتبه وخفته في التدريس ومكانة في قلب طلابه لن تتغير أبداً.

فيديو قد يعجبك: