للـ"فُرجة" طقوس.. كيف تابع المشاهدون حلقات مسلسل ما وراء الطبيعة؟
كتبت- شروق غنيم:
لمشاهدة الأفلام والمسلسلات طقوس في قاموس محمد سعيد؛ أولها المشاهدة بتركيز حد تخصيص وقت معين خلال اليوم أو حتى "أفضي نفسي بشكل ما وأركز في كل تفصيلة في العمل"، والطريقة الثانية بالنسبة للمهندس الفني هو "إني أسمع المسلسل، بشغله على شاشة من الشاشات اللي بشتغل عليها"، بينما ينهمك في عمله، وحين تم إطلاق مسلسل ما وراء الطبيعة أمس الخميس "كنت عارف إنه هيكون من النوع الأول في طقوس الفُرجة".
وبدأت منصة البث الرقمي "نتفليكس" عرض حلقات مسلسل «ما وراء الطبيعة»، والذي يُعد أول عمل مصري من إنتاجها، والمسلسل مقتبس عن سلسلة روايات للكاتب المصري الراحل أحمد خالد توفيق، وباعت السلسلة حوالي أكثر من 15 مليون نسخة، فيما سعى المخرج عمرو سلامة برفقة المنتج محمد حفظي منذ عام 2006 لتنفيذ هذا المشروع.
اتقّد المهندس الشاب حماسًا حين أٌعلن عن خطة لصناعة عمل عن سلسلة ما وراء الطبيعة التي كتبها الكاتب الراحل أحمد خالد توفيق، خاصة أنه ارتبط بها منذ طفولته، تفائل صاحب الـ34 ربيعًا للعمل بسبب بعض المعطيات "إنتاج كويس، وكمان وجود أحمد أمين كان مُبشر بالنسبة لي وقريب من صورة دكتور رفعت إسماعيل ليا بس يمكن كان في مخيلتي أرفع شوية"، دفعه ذلك الشغف لمتابعة ما يُنشر عن العمل "ده خلاني متابع الحالة أكتر لأني عايش حاليًا في المجر".
حين أُعلن عن موعد المسلسل "دورت هينزل في المجر ولا لأ؟ لما لقيته عملت تذكير على التليفون عشان أخصص له وقت"، وحين جاء وقت المشاهدة "جهزت نفسي وفضيت بليل تمامًا، مكنش في طقس بعينه مختلف، ولا حتى كنت مهتم بأي كلام عن نشوفه إزاي". شاهد المهندس الثلاثيني الحلقة الأولى فقط "بعد ما خلصت كنت مبسوط، ومحاولتش أنغمس في جدال إنه عمل عظيم ولا رديء ولا كنت حابب أركز في تفاصيله الفنية زي شريط الصوت والصورة"، لكنه خاض نقاشًا مع نفسه حول طبيعة السلسلة نفسها "يمكن كان تحفظي إن تيمة الرعب السلسلة عملتها في الحالة اللي بتبنيها وده كان أقرب لي من اختيار المسلسل إنه يبقى عفاريت بتطلع من صندوق".
لطالما آمن محمد عبدالغني أن العمل نفسه من يضع المشاهد في "موود" أو حالة بعينها "مش اللي هيخلقه الضلمة ولا عدم الأكل ولا كل الكلام ده، المفروض المسلسل يدخلني في الحالة دي من غير حاجة"، يعرف أن المشاهدة لها طقوسًا مشابهة في السينما "بس ده لأنها تجربة مختلفة بكل مقوماتها، شاشة كبيرة بننغمس فيها ودنيا بتضلم وسماعات صوت كبيرة، لكن التلفزيون ملوش سمت معين".
أعّد عبدالغني التفاصيل التي يُحبها خلال مشاهدة أي عمل "أكل كتير، وأتفرج على السرير وبكون مطفي النور لأني بنام بعدها"، من العاشرة ونصف مساء وحتى الثالثة صباحًا، دخل الشاب في عالم ما وراء الطبيعة البصري دون انقطاع، إذ شاهد الحلقات الست دُفعة واحدة "لأني قريت السلسلة من وأنا عندي 12 سنة وكنت مهتم أشوف إزاي هيتم التعبير عنها بصريًا".
على ساحة مواقع التواصل الاجتماعي ثمة نقاشًا ومقارنة بين العملين غير أن عبدالغني لم ينجرف لتلك المناقشات لإيمانه بأنهم نوعين مختلفين من الأعمال "بُعد القراية والمساحة اللي بتديها السطور إنك تحط حاجة من خيالك ملهاش حدود مينفعش أقارنها بعمل له إطار وتصور من مخرج وصُناع عمل"، شعر ببعض الرضا حين انتهى من المشاهدة "وبعتبره فرشة أولية كويسة لإن يبقى في مواسم تانية للسلسلة"، فيما يمنحه ذلك فرصة لمشاهدة البطل الذي أسره حين كان صغيرًا "دكتور رفعت شخصية بطولية بس في نفس الوقت مفهوش الملامح النمطية اللي اتعودنا عليها للأبطال، ولا بيطير، ولا وسيم ولا ذكي أوي ولا كل الناس بتحبه.. مجرد شخص عادي ممكن يبقى ماشي وسطنا".
لم تقرأ شروق تامر السلسة، وحين تم الإعلان عن تحويلها إلى عمل تحمّست حُبًا لأعمال أخرى للدكتور أحمد خالد توفيق، لم يكن ثمة توقعات معينة تجاه العمل وطريقة مشاهدته وحين قرأت المنشور الخاص بكيفية مشاهدة المسلسل "مهتمتش أوي، واتفرجت زي ما بتفرج في العموم"، على شاشة الحاسوب الخاص بها، فيما أعّدت وجبة العشاء وبدأت في تناولها بينما شاهدت أول ثلاث حلقات من العمل "اللي دخلني في الموود أكتر الموسيقى التصويرية مش الحالة اللي حواليا".
فيديو قد يعجبك: